..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هل سوريا على موعد قريب مع الحرية؟

عيده المطلق قناة

١٣ مايو ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4146

هل سوريا على موعد قريب مع الحرية؟
1190_01331310179.png

شـــــارك المادة

خمس سنوات والنظام السوري في حرب مسعورة على جميع مكونات سوريا، أسفرت حربه عن كوارث على غير صعيد:
على صعيد النظام وحلفائه:
• يعاني حالة غير مسبوقة من التدهور، إذ تتنامى مشاعر السخط لدى الطائفة العلوية نتيجة لارتفاع عدد القتلى في صفوفها، ويتصاعد التذمر في صفوف الضباط العلويين من سلوك القيادة الإيرانية الجديدة (اللواء قاسم سليماني) التي تعاملهم بعنجهية واحتقار، واتهامهم بالتواطؤ مع المعارضة ومع إسرائيل! كما بدأ الكثير من حلفاء النظام يشعرون بأن النظام يفقد السيطرة على الوضع في البلاد.
على الصعيد الاقتصادي:
• هناك ترد اقتصادي شامل وانهيار عام في البنية التحتية!
على الصعيد العسكري:
• أكدت دراسة لمعهد «دراسات الحرب» أن جيش النظام قد تقلص إلى الثلث، مما اضطر النظام إلى إجراء تعديلات سيادية في تشكيلته التقليدية لصالح الميلشيات الإيرانية، وأصبحت جميع تشكيلات جيش النظام مختلطة (تضم عناصر لبنانية وعراقية وإيرانية).
على صعيد الثورة:
• تشهد الثورة السورية تحولات عميقة، إذ تمكن الثوار من انتزاع زمام المبادرة من جديد، فانقلبت بعض الموازين وتبدلت المعادلات نوعا وكما، في الجبهة الشمالية بادر الثوار بتشكيل جيش الفتح (اتحاد عسكري بين سبعة فصائل سورية مقاتلة) وكانت أول عملياته «تحرير إدلب»، تلاها بـ»غزوة النصر» لتحرير جسر الشغور»، ثم اتجهت المعارضة إلى جبهة القلمون فأعلنت عن فتح معركة «الفتح المبين» لتحرير القلمون وتشكيل «تشكيل قيادة موحدة للفصائل باسم «واعتصموا بحبل الله» !
• وفي جبهة الجنوب/ درعا: فمنذ بداية عام 2015 أطلقت كبرى التشكيلات العسكرية الثورية ثلاث معارك على مساحة تتجاوز عشرة كيلومترات على أرض حوران، كان منها معركة «ادخلوا عليهم الباب» لتحرير مدينة الشيخ مسكين ومحيطها والسيطرة على حواجز ضخمة للنظام، أنجز فيها الثوار انتصارات مهمة وتمكنوا من تحرير مدن ومناطق عديدة والسيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
كان لهذه الانتصارات تداعياتها على غير صعيد، منها:
• الانهيار السريع لقوات النظام، وتراجع سيطرته إلى أقل من 25% من جغرافية سورية، فضلا عن هزيمة نفسية لجنوده ومؤيديه، وما نشأ عنه من إحراج سياسي للنظام، إذ أبطل كل مزاعم السيطرة على مقاليد الدولة التي دأب على ترويجها على مدى سنوات الثورة! وبات مستقبل النظام السوري كله على المحك.
• عادت للتداول سيناريوهات "المناطق العازلة"، و"تطبيق حظر الطيران"، و"تشكيل حكومة مؤقتة" على أرض سورية «محررة».
أما عن الدروس المستفادة من هذه المرحلة الثورية الجديدة:
• أن وحدة الثوار وتعاونهم هو السبيل الوحيد لتحقيق الانتصارات وهي التي وضعت نظام الأسد على حافة الهاوية.
• تشير المعطيات على الأرض، شمالاً وجنوباً، الى أن هناك تغييرا في المعادلات الإقليمية، وأن مخططات إيران التوسعية في المنطقة قد أخذت بالانحسار!
• أن الانتصار الميداني يجب أن يستثمر سياسياً، على أن تكون نقطة البداية بناء الوحدة الثورية وربط جميع الفصائل المسلحة بجسم سياسي واحد، وأن تدور ماكينة البناء والإعمار والتنمية.
أما عن فزاعة «الإرهاب والحرب عليه» فقد آن الأوان أن يدرك المجتمع الدولي أن مصدر الإرهاب في المنطقة هو بقاء أنظمة وحشية فاسدة كنظام «الأسد» في السلطة (ولنا في نظام علي صالح في اليمن عبرة، إذ فشلت كل محاولات غسله وإعادة تأهيله)، فالإرهاب هو المعادل الطبيعي لحكم سلطوي فاشي فاسد وفاسق، يستبيح الحريات، ويدمر الكرامة الإنسانية، وينشر ثقافة البلطجة والإرهاب، ويهدد السلم الأهلي، ويفقد المجتمع قدرته على تحقيق الأمن الاجتماعي.
ولا بد من أن يدرك الجميع أن طريق الثورات لم تكن يوماً مفروشة بالورود، بل كانت وستظل صراع وجود، فعندما يتساوى الموت مع الحياة ينفجر الغضب المكبوت، وعندها وبالتأكيد «سيهزم الجمع ويولون الدبر»، وستنتصر سورية العظيمة «شعباً وثورة»!

 

 

 

 

السبيل 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع