زين مصطفى
تصدير المادة
المشاهدات : 4748
شـــــارك المادة
تأتي معركة القلمون التي اتخذت مسمى معركة ذوبان الثلج أو الربيع، في توقيت يكاد يكون مفصلياً و حاسماً، ليس في هذه الرقعة الجغرافية، بل الأمر يتعلق بترتيب أوراق سوريا كلها .
القلمون التي كان العام الماضي في نفس هذا الوقت تقريباً قد تم احتلالها من قبل مليشيا حزب الله الإرهابي و مشاركة من حركة أمل اللبنانية إضافة لقوات الأسد و بعض المليشيات الشيعية العراقية، بعد معارك طاحنة أخذت من الوقت قرابة ثلاثة أشهر، سبقها تمهيد اعلامي كبير، كالذي يتم حالياً.
ما يجعلني أعود بالذاكرة للوراء لكشف أين أخطأنا و أين المشكلة كانت، فوقتها كانت الرقعة الجغرافية للمعركة طويلة جداً و خط المعركة بطول أكثر من 30 كم و عمق يزيد عن 50 كم فيها قرى و مدن و مساحات شاسعة من الأراضي و الجبال،كان تشتت القوة سبباً في ضياع الجهود، ووقف الدعم بشكل شبه كامل أدى للتسليم في النهاية، مع ترك القلمون وحيداً يجابه الجميع حتى الشركاء في نفس المصير القريبين جغرافياً و البعيدين فكرياً .
أما اليوم الخط العام للمعركة ليس كما تلك، فالجهود يمكن القول إنها توحدت تحت "الفتح "، و المساحة ضاقت و الأراضي فيها و من الوعورة ما يجعلها بحاجة لما يسمى المعجزة من نوع "لاتصدق" و الكثير من الخيانة، و الفائض عن الحساب من الخذلان، حتى يتم الحسم فيها .
اليوم كما ذلك اليوم، القلمون يجب أن لا يترك وحيداً، و لا يكون الجبهة الوحيدة المفتوحة، و لا ينأى الكثير بنفسه عن هذه المعركة، فهنا المعركة تكسير عظم الحزب و النظام بآن معاً، و ليست معركة جرح أو وهم أو إضعاف، فلتشتعل الجبهات بعدة نقاط سواء في شطر القلمون الشرقي، أو في امتداده في الغوطة و باقي أطراف السلسلة في حمص، فالقلمون اليوم بحاجة لجبهات تسانده تشتت التركيز الكامل عليه، و ما تبقى نتركه للأبطال على الأرض، الذين عرفوا جيداً الأرض خلال العام الفائت الذي أمضوه في الجرود، بين الصخور و الشوك و شجر "اللزاب"، و بين أطنان الثلج و صقيع المغاور، و هذه المعركة بالنسبة لهم معركة حياة أو موت، فطريق الإنسحاب شبه مغلق، إضافة لقلوب مُلئت بالحقد على أناسٍ دمروا حياة بلاد بأكملها و تسببوا بموت خيرة أشخاصها و أبرأ سكانها.
لن نضخم من الأبطال المتواجدين في الثغور، فالواقع شيء و الكلام الإنشائي شيء آخر، ففي القلمون قلة قليلة، يملكون من الإيمان و العزيمة ما يكفي جيوشاً و جحافل، ففي القلمون رجال صادقون، يعرفون الطريق جيداً، خارجون عن كل سيطرة مصلحية أو غاية وضيعة، فهم يحملون في قلوبهم مصلحة و غاية أنبل من أن نقيمها أو نحدها بوصف، و تبقى القلمون بجبالها و جرودها و أشجارها الفريدة، فريدة حتى بمعاركها.
شبكة شام
مجاهد مأمون ديرانية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة