زين مصطفى
تصدير المادة
المشاهدات : 4628
شـــــارك المادة
تأتي معركة القلمون التي اتخذت مسمى معركة ذوبان الثلج أو الربيع، في توقيت يكاد يكون مفصلياً و حاسماً، ليس في هذه الرقعة الجغرافية، بل الأمر يتعلق بترتيب أوراق سوريا كلها .
القلمون التي كان العام الماضي في نفس هذا الوقت تقريباً قد تم احتلالها من قبل مليشيا حزب الله الإرهابي و مشاركة من حركة أمل اللبنانية إضافة لقوات الأسد و بعض المليشيات الشيعية العراقية، بعد معارك طاحنة أخذت من الوقت قرابة ثلاثة أشهر، سبقها تمهيد اعلامي كبير، كالذي يتم حالياً.
ما يجعلني أعود بالذاكرة للوراء لكشف أين أخطأنا و أين المشكلة كانت، فوقتها كانت الرقعة الجغرافية للمعركة طويلة جداً و خط المعركة بطول أكثر من 30 كم و عمق يزيد عن 50 كم فيها قرى و مدن و مساحات شاسعة من الأراضي و الجبال،كان تشتت القوة سبباً في ضياع الجهود، ووقف الدعم بشكل شبه كامل أدى للتسليم في النهاية، مع ترك القلمون وحيداً يجابه الجميع حتى الشركاء في نفس المصير القريبين جغرافياً و البعيدين فكرياً .
أما اليوم الخط العام للمعركة ليس كما تلك، فالجهود يمكن القول إنها توحدت تحت "الفتح "، و المساحة ضاقت و الأراضي فيها و من الوعورة ما يجعلها بحاجة لما يسمى المعجزة من نوع "لاتصدق" و الكثير من الخيانة، و الفائض عن الحساب من الخذلان، حتى يتم الحسم فيها .
اليوم كما ذلك اليوم، القلمون يجب أن لا يترك وحيداً، و لا يكون الجبهة الوحيدة المفتوحة، و لا ينأى الكثير بنفسه عن هذه المعركة، فهنا المعركة تكسير عظم الحزب و النظام بآن معاً، و ليست معركة جرح أو وهم أو إضعاف، فلتشتعل الجبهات بعدة نقاط سواء في شطر القلمون الشرقي، أو في امتداده في الغوطة و باقي أطراف السلسلة في حمص، فالقلمون اليوم بحاجة لجبهات تسانده تشتت التركيز الكامل عليه، و ما تبقى نتركه للأبطال على الأرض، الذين عرفوا جيداً الأرض خلال العام الفائت الذي أمضوه في الجرود، بين الصخور و الشوك و شجر "اللزاب"، و بين أطنان الثلج و صقيع المغاور، و هذه المعركة بالنسبة لهم معركة حياة أو موت، فطريق الإنسحاب شبه مغلق، إضافة لقلوب مُلئت بالحقد على أناسٍ دمروا حياة بلاد بأكملها و تسببوا بموت خيرة أشخاصها و أبرأ سكانها.
لن نضخم من الأبطال المتواجدين في الثغور، فالواقع شيء و الكلام الإنشائي شيء آخر، ففي القلمون قلة قليلة، يملكون من الإيمان و العزيمة ما يكفي جيوشاً و جحافل، ففي القلمون رجال صادقون، يعرفون الطريق جيداً، خارجون عن كل سيطرة مصلحية أو غاية وضيعة، فهم يحملون في قلوبهم مصلحة و غاية أنبل من أن نقيمها أو نحدها بوصف، و تبقى القلمون بجبالها و جرودها و أشجارها الفريدة، فريدة حتى بمعاركها.
شبكة شام
أبو أنس الكناكري
برهان غليون
نجوى شبلي
نور الدين الدمشقي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة