..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

شباب من داخل حلب يكتبون عن يوم من أيام الله

أسرة التحرير

١٩ فبراير ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3693

شباب من داخل حلب يكتبون عن يوم من أيام الله
827416216.jpg

شـــــارك المادة

لم تكن المليشيات الشيعية التي استجلبتها إيران من شتى أصقاع الأرض إلى ريف حلب الشمالي، لم تكن تعلم أن تلك الأرض ستكون مقبرة لهم..


هذا ما جرى في قرى ريف حلب الشمالي، تسلل النظام باتجاه بلدات (باشكوي، حردتنين، رتيان) ظناً منه أنه سيكمل طريقه باتجاه نبل والزهراء، ولكن المجاهدين كانوا له بالمرصاد، إذ لم ينته اليوم حتى استرجع الثوار الملاح ورتيان بعد أن قتلوا أكثر من 150 مرتزق، وأسروا 50 آخرين، ولا تزال المعارك على أشدها لاسترداد ما تبقّى من المناطق.
فرحة النصر هذه عادت بذاكرة السوريين إلى بدايات الثورة، في صورة تؤكد أن الانتصارات مستمرة وما انتصار اليوم إلا مثال واضح على ذلك، وقد عبر الكثير من الناشطين والإعلاميين عن فرحتهم، كلٌّ على طريقته.. حيث كتب أبو عروة الطيباني:

بعد طرد قوات النظام السوري و ميليشياته الشيعية مختلفة الجنسيات من منطقة الملاح المتاخمة لمدينة حريتان ساد الهدوء هذه المنطقة و مناطق أخرى كانت تعد جبهات ساخنة جداً حتى فجر اليوم؛ عندما تفاجأ أهالي رتيان و حردتنين و باشكوي بدخول قوات النظام إلى قراهم بعد عملية تسلل ليلية ناجحة مستغلين بذلك الضباب الكثيف الذي حصل ليلة البارحة
سبب الهدوء الذي حصل في الشهر الماضي أن خريطة الجبهة - من المياسات حتى الملاح مروراً بسيفات و حندرات و الكاستيلو - حصل فيها ما يسمى مناطق الموت و هي عبارة عن مسافات مكشوفة بين ٤٠٠ - ٨٠٠ متر تفصل بين نقاط الرباط و نقاط حراسة الجيش، وأيضاً عدم قدرة الجيش على تفعيل سلاح الجو بسبب الأجواء العاصفة و الماطرة.
انتبه الثوار و النظام على هذا الأمر و بدأ كل طرف بانتظار الآخر ليهجم و يقع في انتحار بكل معنى الكلمة، هنا وقع الثوار في رباط طويل الأمد أيضاً في ظروف عاصفة و برد شديد حيث افتقروا إلى الهندسة العسكرية التي تساعدهم كثيراً في رباطهم؛ لكن الذي حصل أن قوات النظام استغلت الضباب الكثيف جداً لتتقدم مسافة كبيرة، وبالتالي نجت من مناطق الموت المكشوفة؛ لكنها لم تنجُ من المحرقة التي حصلت بحقها اليوم.
اليوم يوم ملحمي بكل معنى الكلمة
اليوم نتحدث عن ١٥٠ قتيلاً على الأقل
اليوم نتحدث عن 50 أسيرً على الأقل
اليوم نتحدث عن عدة مجموعات لحزب الله محاصرة تماماً.

و الأهم أننا اليوم نتحدث عن فشل عمل عسكري ضخم جداً جداً جهز له النظام لمدة شهر وأشعل من أجله جبهات كبيرة و كثيرة
الجميل في ما حصل هو التحرك السريع هذه المرة لقوات المؤازرة النخبوية من مختلف الفصائل ليتم تدارك ما حصل
ما زال هنالك مناطق لم تسترد ... لكن ما زال هناك رجال و رصاص.
أما أحمد أبازيد فقد كتب:
حشد النظام والميليشيات صباحاً أعداداً ضخمة (حوالي 2000 مقتحم) على عدة محاور في ريف حلب الشمالي, على مزارع الملاح والراشدين (الجنوبي والشمالي) والأضخم هو التسلل من باشكوي على رتيان وحردتنين.
دخلت الميليشيات الشيعية السابعة صباحاً من باشكوي نحو رتيان وحردتنين عبر المزارع والضباب, ذبحوا عائلات بالسكاكين, وأعدموا آخرين ميدانياً بالرصاص, قبل أن يعلن الخبر وتنادي مآذن الجوامع على الناس, وقبضاتُ اللاسلكي على الفصائل, قُطع بذلك الطريق بين المدينة والريف الشمالي, هبت المؤازرات من المدينة والريف نحو الجبهات المقتحَمة, كانت جميع الفصائل من الجيش الحر وجبهة النصرة وأنصار الدين في استنفار كامل.
منذ أسابيع (أو شهور) يجهز النظام وإيران لهذا العمل, بالتوازي مع التخطيط الإيراني لمعركة الجنوب, حشد عشرات المرات للتمويه, وافتعل عشرات الاقتحامات الوهمية, وبث عشرات الإشاعات, كان حزب الله والضباط الإيرانيون على رأس المعركة, على عكس المعارك السابقة التي كان يرمى بها بأعداد كبيرة من الأفغان غير المدربين ويُتركون للقتل, حتى مراسلو قناة المنار كانوا مرافقين للميليشيات, ما يوحي بحجم الإنجاز المتوقع من هذا الاقتحام, الذي لو نجح لقطع الطريق بين الريف والمدينة, ولتابع الحشد حتى يصل إلى نبل والزهراء, ولقلب المعادلة في الشمال السوري فعلاً, ولأتاح لقوات داعش أن تستغل ذلك بالهجوم على مواقع الثوار القريبة أيضاً.
قامت اشتباكات بين الثوار والميليشيات في مواقع, وحوصروا في كمائن بمواقع أخرى, وأُحرقوا بقصف الثقيل بينهما, وما زالت المعارك مستمرة حتى اللحظة, استعاد الثوار جميع النقاط التي تسلل إليها النظام إلا بعض الأطراف التي ما زالت تشهد اشتباكات,
استشهد من شبابنا رجالٌ حملوا مع سلاحهم طهر المصاحف وغضب النار وقامات السماء, ولكن لم تعرف حلب يوماً هذا العدد المهول من قتلى النظام والميليشيات الشيعية على امتداد محاور المعركة, ولا يقلّ عدد القتلى بأي حال عن 150 قتيلاً في عدة ساعات, وما زالت مجموعات أخرى من حزب الله محاصرة.
كان الهدوء المربك الفترة السابقة في جبهات حلب, بعد انتصارات مهمة حققها الثوار على جبهة البريج والمياسات قرب طريق الكاستيلو, ما أتاح للنظام أن يعود إلى المبادرة, ولكن حلب أثبتت بزخم الثورة والسلاح فيها, أن التفكير بالسيطرة السريعة على مساحات واسعة منها هو انتحار حقيقي.
إيران تدخل بكلّ زخمها في المعركة, وبعد تراجع النظام الأشهر الأخيرة خططت لانقلاب سريع في المعادلة, وزادت من نسبة مشاركة عناصر حزب الله مقارنة بالأفغان الذين اعتمدوا عليهم بشكل شبه كلي في المعارك الأخيرة, ثمة ضخ إيراني بشري ومالي وناري لا يتوقف ويدعم أي خطة كهذه, ما الذي حصل؟, بعد خسائرها الكبيرة في الجنوب السوري قبل أيام رغم تقدم الميليشيات في بعض المواقع, صُدمت اليوم بخسائر مهولة شبيهة, انكسر النظام في حلب اليوم, وانكسرت معنوياته, هذا الانكسار الذي يستحق -ويمكن- استغلاله وعدم تركه ليهدأ ويعيد ترتيب خططه في جبهاته القديمة.
سيارات الجيش الحر تلف شوارع حلب حاملةً جثث قتلى الميليشيات, وشباب عليهم الطين والدم ما زالوا مرابطين لليلة ثانية في البرد والمطر, ومجموعات المؤازرة ما زالت تتوافد من الجبهات وإليها, وجميع الفصائل معاً الجبهة الشامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين وكتائب الجيش الحر التي لا نحفظ أسماءها ولا يهمها, لا مكان للايديولوجيا في الجهاد الأعظم, في معركة ندافع فيها عن النساء والأطفال والأرض وقبل ذلك وبعده عن الكرامة والدين.
هذه الثورة وهذه الأيام ترسم تاريخ المشرق وخرائطه لعقود قادمة, وبينما تأكل إيران المشرق أو تحاول وتسند حلفاءها بكل طاقتها وزخمها, تنشغل الممالك العربية بمعاداتنا شعوباً أو ثواراً أو إسلاميين, وتتركنا نقاتل أو نموت دفاعاً عن عواصمهم التي تستحق أكفاناً من العار.
الحمدلله
الحمدلله
اللهم أتمّ هذا النصر
وثورتنا منصورة 

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع