خالد مصطفى
تصدير المادة
المشاهدات : 3328
شـــــارك المادة
عادت إيران تلاعب العالم الغربي والدول العربية بورقة مليشيات حزب الله ومزاعم "المقاومة في لبنان" والتحرش بالاحتلال الصهيوني؛ بدعوى الرد على هجمات الجولان التي استهدف فيها الجيش الصهيوني عدداً من قادة حزب الله وإيران..
حزب الله لم يفلح فقط في اختراق الدولة اللبنانية؛ بل تجاوزها وأصبح يقودها إلى محلات التهلكة دون أن يجد من يردعه، محتمياً بسلاحه الذي ادعى أنه لمقاومة الاحتلال، ثم ترك الدفاع عن أراضيه وذهب للدفاع عن المشروع الصفوي في سوريا..
ما جرى مؤخراً من مناوشات صهيونية مع حزب الله الشيعي ما هو إلا نوع من تحريك الماء الراكد في البحيرة حيث يحتاج كل طرف إلى مثل هذه المناوشات من آن لآخر لترتيب أموره الداخلية والخارجية....
إيران الداعم الرئيسي لحزب الله ترى أن العالم العربي في حالة ارتباك شديدة بين ربيع عربي يعاني بشدة نتيجة للمؤامرات الداخلية والخارجية ودول أخرى كل همها إيقاف موجة التغيير خوفا من أن تصيبها رياحه وبالتالي فكل الجبهات مفتوحة على كافة الاحتمالات وتريد أن تستغل الفرصة لتوسيع نفوذها والضغط على الأطراف الفاعلة خصوصا وهي تجري مباحثات نووية حرجة مع الدول الكبرى تى أنها يمكن أن تحصل من ورائها على بعض المكاسب...
حزب الله من جهته رأى في وجوده بسوريا, الذي أصبح معترفاً به ضمناً من المجتمع الدولي دون اتخاذ أدنى إجراء ضده, رأى فيه توسعاً يسمح له بمزيد من التعمق تحت "لافتة المقاومة" وكأن احتلال الجولان تم منذ ثلاثة أيام فقط وليس منذ أكثر من 40 عاماً..
حزب الله والحرس الثوري الإيراني انتشرا في هذه المنطقة من أجل مواجهة الثوار الذين حققوا انتصارات مدوية وليس من أجل مواجهة الاحتلال الصهيوني بل إن الاحتلال الصهيوني كان يقصف مواقع الثوار خلال مواجهتهم مع مليشيات الأسد الطائفية... حزب الله يريد أن يفتح جبهة أخرى في الجولان من أجل الضغط على المجتمع الدولي لصالح إيران كما يقوم بذلك في جنوب لبنان...
العجيب أن بعد القصف الصهيوني في الجولان والرد عليه في مزارع شبعا والتصريحات النارية التي انطلقت من الجانبين وتوقع البعض أن تنفجر الأوضاع بشكل عنيف، هدأت الأمور فجأة وبدأنا نسمع عن رغبات متبادلة من أجل عدم التصعيد وهو ما يؤكد أن معارك حزب الله مع الكيان الصهيوني هي من قبيل ضبط إيقاع الأحداث وليس من قبيل الحسم فكلاهما لا يريده، "إسرائيل" لأنها تتذرع بحزب الله من أجل التوغل كلما أرادت في لبنان والاحتفاظ بمنطقة حدودية معزولة ومحمية من الأمم المتحدة, وحزب الله من أجل الاحتفاظ بسلاحه في وجه خصومه السياسيين في لبنان وفي خارج لبنان كأداة طيعة في أيدي المخططات الإيرانية...
إن وجود حزب الله ضروري لـ "إسرائيل" تماماً كما أن وجود "إسرائيل" ضروري لحزب الله وهذا لا يعني أنه قد لا يحدث أحياناً تقاطع في المصالح بين الطرفين ويضطر أحدهما لتوجيه رسالات شديدة اللهجة للطرف الآخر من أجل المحافظة على طبيعة التوازن مثلما يحدث بين إيران وأمريكا منذ سنوات طويلة ولكن دائماً هناك مصالح مشتركة تعيد التوازن لمجريات الأمور...
المشكلة الحقيقية ليست في طبيعة هذه العلاقة النفعية المتبادلة بين هذه الأطراف بل في خطورتها على أمن دول المنطقة ككل ولبنان بشكل خاص والتي تم اختطافها من عصابة حزب الله ومواليه من النصارى المعروفين بعلاقتهم العميقة مع الكيان الصهيوني...
والأهم من ذلك غياب الرؤية البعيدة عن معظم دول المنطقة التي تشاهد العبث بأمنها دون حراك فاعل.
المسلم
مروان قبلان
حسين عبد العزيز
عبد الوهاب بدرخان
علي حسين باكير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة