..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

القطبة المخفية حول عين العرب

عباس ضاهر

١٤ أكتوبر ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3465

القطبة المخفية حول عين العرب
14133046238871317.png

شـــــارك المادة

أشهر طويلة من التمدد الداعشي في شمال سورية، لم يقم خلالها المتطرفون بالهجوم على عين العرب المحاذية للحدود مع تركيا.

في "كوباني" ارتفعت أصوات كردية خلال السنوات الثلاث الماضية تلتقي عملياً مع المسلحين الذين خاضوا حرباً ضد الدولة السورية.

لم تكن الأهداف ذاتها، لكن عدداً من الأكراد أطلقوا معادلة: إسقاط النظام يساعد على إعلان الدولة الكردية. حاول هؤلاء ترويج تلك المعادلة بين الكرد.

 

واجهتهم مطبات منطقية:

فلنفترض ذلك ولكن ماذا عن تركيا؟ هل ستسمح؟ والأهم لاحقاً هل تناسب الدولة الكردية تنظيم "داعش"؟ ألا تتعارض مع مشروع "الخلافة" التي تقضي على المناطق والقوميات؟

في الأشهر الماضية مارس الكرد ما يشبه الحكم الذاتي. كانت الدولة السورية غضت الطرف عنهم مؤقتاً ودعمتهم في قتال "داعش" وباقي الفصائل المتشددة في الشمال السوري.

بقي كرد عين العرب بعيدين عن المواجهات المباشرة. ربط بعض قياداتهم صلات وصل بسيطة مع "دواعش". ساهم بذلك أكراد داعشيون حاولوا ضم كوباني والقامشلي و عفرين إلى "دولة الخلافة".

كان الشرط التخلي عن القومية الكردية والانضمام إلى "داعش". 

وجدت قيادات الكرد شروط "الخليفة" تلبية لطلبات تركية مباشرة. كانت أنقره ترصد ما يجري. لم يرض الكرد التخلي عن مشروع دولتهم. كانوا يتحدثون عن لحظة مناسبة لإعلان "كردستان الكبرى" في ظل مشاريع التقسيم التي تلوح في المنطقة.

ما لم يكن في الحسبان أن الفيتو التركي كان أقوى من تصميم الكرد. تحرك تنظيم "داعش" نحو عين العرب وبدأت المنازلة التاريخية.

بالنسبة إلى الكرد المعركة وجودية: سقوط كوباني هو تمهيد لسقوط مستدام لمشروع الدولة الكردية.

قطبة مخفية في تصرف الغرب:

لماذا لم يمنع التحالف الدولي تقدم "داعش"؟! ضرباته بقيت دون رسم الخطوط الحمراء حول عين العرب. كر وفر بين المقاتلين الأكراد و"الدواعش" وتعزيزات داعشية من الرقة إلى كوباني على مرأى طائرات التحالف الدولي.

القطبة ظهرت في تل أبيب. كانت إسرائيل تحض الأكراد على إعلان التحالف بينهم كأقلية قومية مع الصهاينة. بالنسبة إليها التقسيم يشرع وجودها عند المسلمين.

حتى الآن لم يقتنع الكرد بجدوى الخطوة. لا زالوا ينظرون إلى الإسرائيليين من منظار إسلامي. تريد تل أبيب من كل الكرد إعلان التحالف كي لا يقتصر الأمر على خطوات سرية فقط مع كردستان العراق.

منذ الأيام الأولى للهجوم الداعشي على كوباني بدأ صحافيون متعاونون مع تل أبيب على تحريض الكرد للتعاون مع إسرائيل وصولاً إلى طلب المساعدة منها ضد "داعش" وبناء التحالف الأبدي.

يفهم هنا تلكؤ التحالف الدولي في منع "داعش" من الوصول إلى الكرد.

حملة إسرائيل الآن تقوم على عناوين عدة:

  • إبعاد الكرد عن ارتباطاتهم الطبيعية مع سوريا والعراق وإيران.
  • استحضار التاريخ للقول إن العلاقات بين الكرد واليهود لم تشهد معارك سوى ما حصل أيام صلاح الدين الأيوبي.
  • الإدعاء أن لا مانع إسلامي من التحالف مع الصهاينة.
  • محاولة إيهام الكرد أن "التحالف مع إسرائيل يحصن مشروعهم التقسيمي ويؤسس لدولة قوية غنية متحضرة".
  • الحديث عن أن "علاقة الكرد بإسرائيل ستكون علاقة شركاء و أخوة وأصدقاء" ولذلك جاءت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين  كان آخرها كلام بنيامين نتياهو و تأييده "حق الكرد في دولة تضم أجزائه الأربعة و اعتبارها دولة صديقة و شريكة حين إعلانها".

هذه القطبة المخفية هي ذاتها تظهر خلف صراعات الساحات الشرقية الآن. معها يصبح تنظيم "داعش" مجرد وسيلة للانقضاض على العرب والمسلمين ووحدة الأوطان وتحقيق غاية الغرب والإسرائيليين.

من هنا تبدو المعارك مرتبطة بشكل مباشر في الجنوب والشرق والشمال وكل سوريا بالإسرائيليين.

لكن ليس كل ما تخطط له تل أبيب يتحقق. المواجهة تغير المسارات. هكذا أثبتت التجارب


عربي برس

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع