عباس ضاهر
تصدير المادة
المشاهدات : 3384
شـــــارك المادة
أشهر طويلة من التمدد الداعشي في شمال سورية، لم يقم خلالها المتطرفون بالهجوم على عين العرب المحاذية للحدود مع تركيا.
في "كوباني" ارتفعت أصوات كردية خلال السنوات الثلاث الماضية تلتقي عملياً مع المسلحين الذين خاضوا حرباً ضد الدولة السورية.
لم تكن الأهداف ذاتها، لكن عدداً من الأكراد أطلقوا معادلة: إسقاط النظام يساعد على إعلان الدولة الكردية. حاول هؤلاء ترويج تلك المعادلة بين الكرد.
واجهتهم مطبات منطقية:
فلنفترض ذلك ولكن ماذا عن تركيا؟ هل ستسمح؟ والأهم لاحقاً هل تناسب الدولة الكردية تنظيم "داعش"؟ ألا تتعارض مع مشروع "الخلافة" التي تقضي على المناطق والقوميات؟
في الأشهر الماضية مارس الكرد ما يشبه الحكم الذاتي. كانت الدولة السورية غضت الطرف عنهم مؤقتاً ودعمتهم في قتال "داعش" وباقي الفصائل المتشددة في الشمال السوري.
بقي كرد عين العرب بعيدين عن المواجهات المباشرة. ربط بعض قياداتهم صلات وصل بسيطة مع "دواعش". ساهم بذلك أكراد داعشيون حاولوا ضم كوباني والقامشلي و عفرين إلى "دولة الخلافة".
كان الشرط التخلي عن القومية الكردية والانضمام إلى "داعش".
وجدت قيادات الكرد شروط "الخليفة" تلبية لطلبات تركية مباشرة. كانت أنقره ترصد ما يجري. لم يرض الكرد التخلي عن مشروع دولتهم. كانوا يتحدثون عن لحظة مناسبة لإعلان "كردستان الكبرى" في ظل مشاريع التقسيم التي تلوح في المنطقة.
ما لم يكن في الحسبان أن الفيتو التركي كان أقوى من تصميم الكرد. تحرك تنظيم "داعش" نحو عين العرب وبدأت المنازلة التاريخية.
بالنسبة إلى الكرد المعركة وجودية: سقوط كوباني هو تمهيد لسقوط مستدام لمشروع الدولة الكردية.
قطبة مخفية في تصرف الغرب:
لماذا لم يمنع التحالف الدولي تقدم "داعش"؟! ضرباته بقيت دون رسم الخطوط الحمراء حول عين العرب. كر وفر بين المقاتلين الأكراد و"الدواعش" وتعزيزات داعشية من الرقة إلى كوباني على مرأى طائرات التحالف الدولي.
القطبة ظهرت في تل أبيب. كانت إسرائيل تحض الأكراد على إعلان التحالف بينهم كأقلية قومية مع الصهاينة. بالنسبة إليها التقسيم يشرع وجودها عند المسلمين.
حتى الآن لم يقتنع الكرد بجدوى الخطوة. لا زالوا ينظرون إلى الإسرائيليين من منظار إسلامي. تريد تل أبيب من كل الكرد إعلان التحالف كي لا يقتصر الأمر على خطوات سرية فقط مع كردستان العراق.
منذ الأيام الأولى للهجوم الداعشي على كوباني بدأ صحافيون متعاونون مع تل أبيب على تحريض الكرد للتعاون مع إسرائيل وصولاً إلى طلب المساعدة منها ضد "داعش" وبناء التحالف الأبدي.
يفهم هنا تلكؤ التحالف الدولي في منع "داعش" من الوصول إلى الكرد.
حملة إسرائيل الآن تقوم على عناوين عدة:
هذه القطبة المخفية هي ذاتها تظهر خلف صراعات الساحات الشرقية الآن. معها يصبح تنظيم "داعش" مجرد وسيلة للانقضاض على العرب والمسلمين ووحدة الأوطان وتحقيق غاية الغرب والإسرائيليين.
من هنا تبدو المعارك مرتبطة بشكل مباشر في الجنوب والشرق والشمال وكل سوريا بالإسرائيليين.
لكن ليس كل ما تخطط له تل أبيب يتحقق. المواجهة تغير المسارات. هكذا أثبتت التجارب عربي برس
أمير سعيد
سلمان العودة
قاسم قصير
نجوى شبلي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة