أبو يزن الشامي
تصدير المادة
المشاهدات : 3417
شـــــارك المادة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
لا يخفى على العاقل المتتبع لتاريخ نهوض الأمم أنها تمر بأطوار نمو كأطوار نمو الإنسان (على حد وصف ابن خلدون)، أو نمو الشجر كما في التعبير القرآني : (كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه)، فإذا بلغ هذا أصبح (يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار).
وإن محاولات النهوضكثيرة منها مايتعرض للاجتثاث، أو أن فسيلة النهوض لا تجد أجواء صحية للنمو فتموت، أو يطرأ عليها ما يفسد أسس نموها فتذبل وتموت، وإن أشد ما يفسد هذه النمو ويعود عليه بالهلكة والدمار هو الغلو، فإن الغلو لايوصل إلى المطلوب ولا يحافظ على الجماعة التي منها الانطلاق وهي رأس المال، وإن أردت برهان ذلك من الشرع فتأمل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا يقطع أرضاً ولا يبقي ظهراً). فالمغالي لا يعرف حدوداً للتوقف ولا يرضى التريث فهو منبت (المجد في السير) فلا يصل لهدفه ولا يحافظ على الظهر (الجماعة) التي منه الانطلاق. فالغلو عنصر تدمير ذاتي لأي مشروع إسلامي، لأنه يعرض الزرع لتحديات بمرحلة الشطء، كما لو أنها في مرحلة استوى على سوقه، فلا يطيق المشروع الهجمة عليه فيجتث ويفنى، هذا من برهان الشرع، وإن أردت من شواهد الواقع فيكفي أن تسير في الأرض فتنظر في أحداث الجزائر فالصومال فالعراق والمأزق الحرج الذي وصل له الجهاد الشامي لطف الله به. وللحديث تتمة إن شاء الله .
صفاء الهاشمي
مجاهد مأمون ديرانية
شادي بن مهدي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة