..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

تعرية المنافقين ليست فاشية

إسماعيل ياشا

١٠ أغسطس ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2886

تعرية المنافقين ليست فاشية
باشا2.jpg

شـــــارك المادة

أطلق مجموعة من الناشطن في تركيا قبل أيام حملة مقاطعة عدد من الكتاب الأتراك الإسلاميين بسبب انحيازهم للنظام السوري بشكل مباشر وسافر أو غير مباشر، ودعوا إلى عدم شراء كتبهم وتجاهل كتاباتهم.
وجاءت هذه المبادرة بعد أن وصل استغلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من قبل هؤلاء الكتاب وازدواجيتهم في تناول أحداث سوريا وغزة حد الوقاحة والقرف.

 

 

دعوة الناشطن مقاطعة هؤلاء الكتاب أثارت ضجة كبيرة ونجحت في تسليط الضوء على حقيقة ما يروجونه من الآراء ولفتت الأنظار إلى الصداقة الحميمة التي تربط بين بعض هؤاء الكتاب وبعض المقربين من الحكومة التركية ورئيسها رجب طيب أردوغان، رغم اختلاف مواقفهم من الثورة السورية.
وفي بيان سبب الدعوة مقاطعة هؤاء الكتاب وكتبهم ومقالاتهم، ذكر الناشطون نماذج مما قالوه وكتبوه حول أحداث سوريا.
وعلى سبيل المثال، قال الكاتب مصطفى إسلام أوغلو في خطبة له إنه يجب على تركيا أن تقول لإيران "نعترف بنفوذك في المنطقة ونعترف بنفوذك في سوريا ونقبل بأن سوريا لك"، في إشارة إلى أن الحل الأمثل في سوريا تركها للنفوذ الإيراني.
وزعمت الكاتبة جيهان آكتاش، وهي متزوجة من إيراني، في تغريدة لها بموقع "تويتر"، أنه يتم تطهير المنطقة من المعارضين لإسرائيل ولا بد من قراءة المشكلة السورية من هذه الزاوية، كما زعم الكاتب آتاسوي مفتو أوغلو أن المعارضة السورية صنعتها القوى الإمبريالية.
وفي بيان وقَع عليه عدد من هؤلاء الكتاب للدعوة إلى تبني خيار ثالث في سوريا، ذكر أن السلاح الكيماوي الذي استخدم ضد المدنيين الأبرياء لا يعرف حتى الآن من يقف وراءه، في محاولة لتبرئة النظام السوري من ارتكاب تلك المجازر المروعة.
بل وذهب أحدهم ليعلن على الملأ أن حزب الله اللبناني الذي يقاتل في سوريا للدفاع عن نظام الأسد ويقتل الأطفال والنساء "خط أحمر".
ردود الأفعال التي جاءت بعد إعلان حملة المقاطعة هذه زادت الضجة حولها، وبينما لقيت الخطوة ترحيبا في صفوف المؤيدين لثورة الشعب السوري، عارضها آخرون، بينهم بعض المقربن من أردوغان وحكومته.
وعبر مساعد رئيس حزب العدالة والتنمية ياسن آكطاي عن استيائه من هذه الخطوة، بل وذهب إلى أبعد من ذلك ووصف دعوة الناشطن للمقاطعة ب "الفاشية"، مع التأكيد أنه يختلف مع بعض هؤاء الكتاب في كثير من آرائهم ومواقفهم. وصدر كذلك من أسماء أخرى مقربة من الحكومة شجب واستنكار لدعوة الناشطن إلى مقاطعة الكتاب المذكورين، بحجة أنهم ممن لهم فضل عليهم بكتبهم ومقالاتهم.
أعتقد أن الدعوة مقاطعة هؤاء الكتاب كان الهدف منها بالدرجة الأولى لفت الانتباه إلى ازدواجية معاييرهم ومواقفهم السلبية من ثورة الشعب السوري، وإلا ليست للناشطن سلطة على أحد ليفرضوا عليه المقاطعة.
وبالتالي، ليس من الإنصاف وصف عملهم ب "الفاشية".
وسبق أن دعا أردوغان نفسه الشعب التركي إلى مقاطعة وسائل الإعام ولامدارس التابعة لجماعة كولن. وإن كان السيد ياسن آكطاي يرى مجرد الدعوة للمقاطعة "فاشية" فلماذا لم يعترض آنذاك على دعوة أردوغان مقاطعة صحف جماعة كولن ومدارسها ولم يصفها ب »"الفاشية"؟
قد يكون بين هؤلاء الكتاب والمقربين من الحكومة "خبز وملح"، وقد تكون صداقتهم الحميمة ما زالت مستمرة، ولكنه ليس من حقهم أن يجرِموا تعرية من يدافعون عن مجازر النظام السوري وحلفائه بشكل أو آخر، إن كانوا فعا من مؤيدي ثورة الشعب السوري، بل كان عليهم أن يستنكروا دعوة مصطفى إسام أوغلو إلى ترك سوريا للنفوذ الإيراني، بدا من أن يتهموا ما قام به الناشطون ب "الفاشية".
هؤاء الكتاب الذين وردت أسماؤهم في قائمة المقاطعة لعبوا دورا قذرا في تشويه صورة نضال الشعب السوري لدى الرأي العام التركي، أنهم يقولون إنهم يرفضون جرائم الأسد بل ويصفونه بالقاتل والسفاح ويعترفون بأنه يرتكب المجازر، ثم يأتي الدور لإثارة التشكيك والشبهات حول الثورة وأهدافها، ليقدموا في الأخير استمرار النفوذ الإيراني كحل محايد ووسط، مع العلم بأن بعض هؤاء من مؤيدي حزب العدالة والتنمية، الأمر الذي أعطى مفعول تضليلهم قوة زائدة.
الضجة التي أثارتها الدعوة إلى مقاطعة الكتاب الذين يتجاهلون جرائم بشار الأسد والنظام الإيراني وحزب الله اللبناني في سوريا ثم يتباكون على قطاع غزة، وعدم سكوت الناشطين على نفاق هؤلاء وازدواجيتهم، مؤشر إيجابي يبعث الاطمئنان على مستقبل الديمقراطية التركية.
وعلى الجميع أن يدركوا أن القيم الأخلاقية والإنسانية أهم وأغلى من روابط الصداقة التي تدعو إلى التستر على المجرمين المدافعين عن مرتكبي المجازر وذبح الأطفال والنساء وتدمير المدن على رؤوس سكانها بالبراميل امتفجرة.


عربي 21

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع