..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

مراجعات مع الجيش الحر

نجوى شبلي

٥ يوليو ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4194

مراجعات مع الجيش الحر
الحر000.jpg

شـــــارك المادة

حدثني قادم من الأراضي المحررة شمالي سورية من “صوران” أن أحدهم التحق في البداية بأحد الألوية الإسلامية المعروفة، والمشهود لها بالقوة والشجاعة، وبدورها الكبير في تحرير الريف الحلبي من عصابات بشار الأسد، إلا أن هذا الرجل طرد من هذا اللواء لسلوكه السيء واستغلال منصبه في ابتزاز الناس؛

 

 

فقام بتأسيس لواء خاص بلغ تعداد عناصره خمسمائة عنصر، لم يكن يعمل على التحرير والقتال، بل استلم حاجزا لجمع الأتاوات من السيارات التي تحمل المواد الغذائية أو من التي تحمل الدخان والسجائر وغير ذلك، ووصل الأمر أن قتل أحد أبناء “صوران” لينتقل بعدها إلى مكان آخر، ويرتكب جريمة قتل أخرى.
كنا نسمع عن مثل هذه الحوادث التي يرتكبها بعض من انتسبوا إلى الجيش الحر، وكنا لا نصدق في البداية إلا أن تكرار مثل هذه الحوادث أدخل الألم واليأس أحيانا إلى النفوس، وجعلنا نتساءل:
ألم تكن الأخلاق التي اتصف بها أفراد الألوية المقاتلة هي السبب في وجود هذه الحاضنة الشعبية الكبيرة التي تعد الجيش الحر ممثلها وحاميها؟
ألم يكن الأجدر بالألوية الإسلامية أن تتخلص من هؤلاء الذين أساؤوا إلى الجيش الحر ومنجزاته، حتى وصل الأمر إلى أن كل جريمة يرتكبها أحد أفراده تنسب إلى الجيش كله؟
ألم يكن الأجدر بالألوية المقاتلة أن تعمل على انتقاء أفرادها بدلا من قبول كل منشق لا تعرف دوافع انشقاقه، أو كل خارج من السجن لا يعلم السبب الحقيقي لدخوله إليه؟
إن معرفة السيرة الشخصية -إضافة إلى ملاحظة السلوك والقيم والولاء- هي من الأولويات التي يجب أن يعمل عليها قادة الجيش الحر في انتقاء أفراده.
لقد علمنا التاريخ أن نوعية الأفراد الذين تضمهم الجيوش هي الأهم؛
فالمعركة التي قادها “طالوت” ضد “جالوت” التي وردت في القرآن اعتمدت نوعية الجنود وليس عددهم، “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين” صدق الله العظيم.
وأهل بدر لم يكن تعدادهم إلا تعداد ثلث جيش المشركين ومع ذلك حققوا النصر الذي كان بداية لانتشار الإسلام في الجزيرة العربية.
ولعل فتح بلاد الشام لم يعتمد على كثرة عدد أفراد جيش المسلمين، بل اعتمد على النوعية، على الثلة المؤمنة التي أحبت الموت في سبيل الله قدر حب أعدائها للحياة، وإن التاريخ ليذخر بالانتصارات التي حققتها أعداد قليلة في مواجهة أعداد كبيرة؛ فالعبرة ليست بالكم ولكن بالنوعية، وقد يكون العدد الكبير مدعاة للاعتزاز والغرور والتواكل كما حدث في غزوة “حنين” التي كانت بدايتها هزيمة لجيش المسلمين الجرار.
إن ألويتنا وجيشنا الحر يواجه الآن الكتائب والعصابات الشيعية التي جاءت من كل حدب وصوب معبأة بالحقد وبوهم أن دخول الجنة مرتبط بقتل أكبر عدد من هؤلاء النواصب “كما يسمون أهل السنة”، ومواجهة هؤلاء تحتاج إلى الفئة المؤمنة التي تحمل عقيدة صحيحة تستطيع بها مواجهة العقيدة الباطلة، وتحتاج من القادة المجاهدين أن يكونوا موحدين، ولعل أهم أسباب تراجع الانتصارات في المدة الأخيرة في بعض الأماكن هو تفرق الألوية وعدم توحدها تحت قيادة واحدة، مما أسهم بصورة كبيرة في تشتيت الجهود وبعثرتها وعدم القدرة على الحسم ومواجهة جيش موحد متعدد الهويات يجمعه هدف واحد وهو قتل أعدائهم من السنة.
إننا نعتقد بما أخبرنا به رسولنا الكريم بأنه لا يهزم اثنا عشر ألفا من قلة؛ فمتى يكون لنا هذا الجيش الذي سيحقق الانتصار بإذن الله

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع