مركز التأصيل للدراسات والبحوث
تصدير المادة
المشاهدات : 3011
شـــــارك المادة
أسدل الستار على ما سمي بالانتخابات الرئاسية في سوريا بالإعلان المتوقع -بل النتيجة الوحيدة المعروفة سلفا- عن فوز الرئيس السوري بشار الأسد لولاية دستورية ثالثة أو بالأصح جديدة، بنسبة 88،7 من الأصوات بينما حصل أقرب "منافسيه" على نسب ضئيلة، فحصل أحدهما على نسبة 4,3 % بينما حصل الآخر على 3,2 % -والاثنان من المعارضة الداخلية الموالية لنظام الأسد- وذلك حسبما أعلن رئيس البرلمان السوري "محمد اللحام" وذلك في كلمته التي ألقاها عبر التلفزيون الرسمي لسوريا.
وبديهي أن أكثر الدول صاحبة الأيدلوجيات ترحيبا بهذا "الفوز" هي إيران، حيث تعتبر أن استمرار بشار بأي صيغة شرعية أو غير شرعية انتصار لها بكل المقاييس، حيث يستمر المد الشيعي في سوريا ويستمر قتل مسلمي السنة الممنهج فيها دون حدوث أي تغيير، ولكي يتغير الرأي العام العالمي الذي قد لا يمثل عبئا كبيرا ولكنه فقط يعتبر جزء شكليا لكنه ضروري.
وقبل ظهور النتيجة تحدثت الصحف العالمية عن النتيجة التي لن تأتي غيرها بالتحليل والرصد لمرحلة ما بعد نجاح بشار، باعتبار أن ما يجري معلوم نتيجته سلفا ولا داعي للتكهنات والانتظار فالأمور كلها محسومة، ولذلك تعاملت التحليلات كلها مع الأمر الواقع بالحديث عن السبع سنين القادمة التي سيكون فيها بشار على رأس السلطة في سوريا، ولن يختلف الأمر أبدا.
فقالت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية أن "الانتخابات الرئاسية في سوريا، التي تعتبرها الدول الغربية مسرحية، ستمنح الرئيس السوريّ بشار الأسد سبعة أعوام أخرى في الحكم". وأكدت الصحيفة حرص الإدارة الإيرانية على بقاء الأسد لارتباط المصير بالمصير, فنقلت على لسان أحد مستشاري رئيس البرلمان الإيراني "علي لاريجاني" قوله: "ساعدنا سوريا بقدر ما استطعنا من الاستشارات العسكرية لمحاربة الإرهابيين الذين يهددون ليس سوريا فحسب بل إيران أيضًا"، والذي أكد أيضا "نجاح بشار يعمق من إحساس إيران بأنها انتصرت على الدول الغربية ودول المنطقة، خاصة السعودية؛ لأن الأسد بقي في السلطة". وأكدت "فاينانشيال تايمزبناء على تحليلات غربية "أن الحرب الدائرة ضد الشعب السوري كانت من تحالف قوى شيعية تعاضدت مع الجيش السوري الشيعي أيضا"، وقالت: "أن المسئولين الغربيين يقولون: إن الأسلحة والتدريبات التي وفرتها إيران لميليشيا حزب الله، هي التي مكنت الأسد من البقاء حتى الآن، وإن إيران استعانت بميليشيا شيعية عراقية لدعم عناصر حزب الله". ورغم الانتخابات كانت سورية وجرت على ارض سورية بين مرشحين سوريين لانتخاب رئيس لسوريا، إلا أن التعامل الداخلي أو الخارجي العالمي معها جاء بوصفها انتخابات إيرانية بحكم قيادة ورعاية إيران لها. فأكد الثوار في بيان لهم: "عدم شرعية انتخابات الأسد، وبطلانها إنسانياً وأخلاقياً، معتبرةً أن إجرائها من عجائب الأمور، فيما معظم الشعب موزع بين شهيد، وجريح، ومفقود، وأسير، ومشرد، دون اكتراث جماعة الأسد بآلامهم، ومصابهم" كما استنكر البيان بحسب ما ورد فيه ما أسموه بـ "استهتار الأسد عميل إيران المحتلة لسوريا، بمشاعر الشعب السوري وكرامته، بعد استهتاره بأمنه، وأرواح أبنائه، من خلال محاولته إعادة تسويق نفسه، بحثاُ عن الشرعية، عبر المسلسل المستمر من الكذب والتضليل، واستخدام أساليب دنيئة في إجبار الشعب على المشاركة بالمهزلة الانتخابية، مستغلاً قوت يوم أفراده، وأمنهم". وعلى الصعيد العالمي لم تتحدث الصحف العالمية عن الأسد بقدر ما تحدثت عن إيران، فقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إيران تتصور أنها بصدد توجيه ضربة جديدة للولايات المتحدة، مع استمرار إدلاء السوريين بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لصالح المرشح الأوفر حظًا بشار الأسد". كما ذكرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني "عدم اكتفاء المسئولين الإيرانيين إصدار موجة من الإعلانات، ليس فقط للتأكيد على بقاء الأسد في السلطة ولكن أيضًا بإبراز دور إيران في دعمه".
سمير صالحة
محمد بسام يوسف
شيبة الجبل
دينا رمضان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة