أحمد عبد العزيز القايدي
تصدير المادة
المشاهدات : 3781
شـــــارك المادة
يأخذ الغلو أشكالا وصورا مختلفة يجمعها معنى واحد وهو (تجاوز الحد الشرعي والزيادة عليه) فالواقع في الغلو يقف في الأساس على قاعدة شرعية لكنه زاد فيها حتى أضاف إليها ما ليس منها ونسبه إليها، كالنصراني زاد في حب عيسى –عليه السلام- حتى جعله إلها، والصوفي يزيد في العبادة، وكالخوارج زادوا في فهمهم لتحكيم الشريعة حتى أخرجوا الصحابة والمسلمين من الدين وقاتلوهم، وفي هذه الورقة سنتناول نوعا من الغلو ينتسب إلى السلفية وإلى الجهاد.
نموذج الغلو: لنوع الغلو الذي سنعرضه طرق مختلفة في التعبير عن نفسه، وله ممارسات وتطبيقات قائمة على الأرض، سنحاول التعرف عليه هنا ولن نغرق في مناقشته، وإنما المقصود هو محاولة الوقوف على بعض أفكاره مع تعليق يسير عليها. في تويتر يُطلق هذا الفكر بشكل واسع، ولكن من خلال أسماء مستعارة مما يُصعب نسبة هذه الآراء إلى الغلاة وفقا لقواعد البحث العلمي، ويدافع بعض الأشخاص بأن هذه حسابات لأجهزة أمنية تحاول تشويه المنتسبين إلى الجهاد، وفي الحقيقة هذه الحسابات يُعرف من يكتب بها، وهذا الدفاع قد يَصدق في بعضها، ولكنه لايَصدق على معظمها، وهو ليس أكثر من محاولة تغطية على الحقيقة أو عاطفة صادقة لا تريد أن ترى أو يرى غيرها هذه المظاهر في من تتعاطف معه، وهذه الآراء كثيرا ما تسمع في المجالس، ولكن تسجيلها ونشرها غير ممكن لحساسية الموضوع. وهناك مؤلفات منشورة لبعض المحسوبين على التيار الجهادي من الغلاة، ولكن حضورها اليوم في المشهد ضعيف، وكثير من المهتمين لا يعرفها ولا يستطيع الوصول إليها. وهناك المقاطع المرئية والصوتية، ولكن هذه المصادر يمارس فيها دور دعائي لمشاريع الغلاة، و أعدت لاستقطاب الشباب المحب لنصرة أمته، ولتجميل هذا المنهج أكثر من عرضه على حقيقته. لذا سنعرض عن النماذج السابقة، لننتقل إلى شخصية حقيقية هي أكثر الغلاة حضورا في المشهد السعودي هذه الأيام، ويتربع على أحد كراسي مشيخة الغلاة الصغار الجدد، ويحظى باحترامهم، ويجتمع عليه عدد منهم، وهو حامل راية هذا الغلو في الداخل السعودي، وله تأثير على أفراد الغلاة المرتبطين به في سوريا، وهذا الشخص له حساب في تويتر يكتب فيه بنفسه أو ينشر فيه أفكار الغلو، ولذا سيكون نموذجنا في هذه الورقة، وسننقل ما نشر في حسابه بتويتر بالنص كما هو بحروفه وبالخطأ الإملائي.
التكفير: الغلو في التكفير يعد واحدا من أبرز صفات الغلاة، وقد تجاوزوا فيه الحد الشرعي حتى كفروا قطاعات عريضة من العلماء والدعاة والمجاهدين والعاملين للإسلام وعموم المسلمين، يتم ذلك بمجرد التخرص والظن والتحليل والتحزب والتعصب وردود الفعل، ويتم بانحراف في فهم شروط التكفير، ومعرفة المكفرات وتحديدها، ويتم أيضا بتجاوز لموانع التكفير كالتأويل وغيره.
تكفير الشعوب الإسلامية: اشتهر عن بعض الغلاة تكفير الحركات الإسلامية وعموم المسلمين المشاركين في عملية سياسية برلمانية وتوابعها، وهذا التكفير يشغل حيزا كبيرا من خطابهم، وهي من أظهر صور التكفير عندهم، وعلى هذه المسألة يوالون ويعادون. أصدر العلامة عبدالرحمن البراك فتوى بجواز التصويت على الدستور المصري بنعم من باب الموازانات، علق هذا الشخص على فتوى العلامة فقال (فتوى الشيخ البراك من صوت للدستور المصري عالما بما فيه من بنود تنقض التوحيد فهو كافر بالله العظيم وإن صلى وصام) فوجه له أحد المغردين هذا السؤال (شيخنا... أنت كفرت من صوت للدستور المصري، فهل تكفر من أفتى بذلك) أجاب على السؤال فقال (إذا بين له وأزيل اللبس وبانت الحجة فنعم)
أعلنت اللجنة العامة للانتخابات في مصر أن عدد المصوتين على الدستور المصري بلغ 17 مليونا و 58 ألفا و 317 مصريا! قال (نحروا التوحيد على عتبات برلمانهم الوثني المقدس عندهم فاختاروا خمسين طاغوتا ليحادوا الله في حكمه..!!)
شارك في هذه الانتخابات 228 ألفا و214 كويتيا، ومن بين الخمسين نائب في هذا المجلس أكثر من إسلامي في الكويت! نشر ما نصه: (أصبحت الديمقراطية كعبة بعض "الإسلاميين" وقبلتهم إليها يتحاكمون ويتقاضون .. بل وإليها يصلون ويركعون ويسجدون! نعوذ بالله )
نشر في صفحته ما نصه: (أقسم على دستور كفري! وثنى بالتحاكم إليه! ثم تجرأ بمضاهاة الله بالتشريع! يحتسب دخوله جهاداً وقد ولغ بالكفر إلى أذنيه!!) كثير هم العلماء الذين لم يفهموا المشاركة البرلمانية بهذا الشكل، وأفتوا بجواز المشاركة، ومنهم الشيخ عبدالرحمن السعدي، وابن باز، وابن عثيمين، وعبدالرحمن البراك، وعبدالرحمن عبدالخالق، وعمر الأشقر، وغيرهم كثير جدا من رموز ومشايخ السلفية. وهذا الشخص حكم بكفر المشارك في المجالس النيابية لأنها عين الحكم بغير ما أنزل الله عنده، وفي الحقيقة لا يوجد تلازم بين الحكم بغير ما أنزل الله والمشاركة النيابية، فليس بالضرورة أن يأتي كل مشارك في هذه البرلمانات بالكفر، أو يرضى بذلك بل على العكس فقد يدخلها وهو يريد تنفيذ أنظمة شرعية ومحاربة ما يخالف الشريعة وتخفيفه، ويعلن رفضه لكل تشريع من دون الله، فكيف يحكم عليه بعد ذلك بأنه حكم بغير ما أنزل الله ؟! وواقع هذه البرلمانات أن فيها ما هو تشريع من دون الله وفيها ما هو موافق للشريعة أو في حكم المباح، فمن جاء بتشريع من دون الله كان له حكمه، ومن لم يأتي بذلك فلم يفعل الكفر لا حقيقةً ولا شريعةً.
تكفير الهيئات والجماعات: يتكرر في خطاب الغلاة تكفير قطاعات عريضة من المسلمين والعاملين للإسلام، والمشكلة هنا أن التكفير لايقع على شخص معين ثبت صدور الكفر منه، وإنما على الوقوف بجانب من يفترض الغلاة صدور المكفر منه، وقد يكون معارضا لذلك الفعل الذي يظنه الغلاة مكفرا، أو ربما لم يسمع به، ولا يعلم بصدوره من صاحبه، بمعنى أنه يُكفر دون التحقق من صدور الكفر منه! ويُكفر بدون النظر في انتفاء الموانع، وهذا على التسليم بأن القول أو الفعل كفر! أ - تكفير الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: قال (الذي لا يكفر الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين! بعد تهنئته لطاغوت الفاتكان فليراجع عقيدته) في عضوية الاتحاد: علي أحمد السالوس، نصر فريد واصل، عصام العطار، محمد حسن ولد الددو الشنقيطي، حارث الضاري، أحمد الريسوني، علي محمد الصلابي، أحمد المعلم، بسطامي محمد سعيد، حمزة الفعر، وغيرهم من المنتسبين إلى العلم والذين يتجاوز عددهم 1400 شخص، هل راجعهم هذا الغالي واحدا واحدا في نص بيانهم، وتأكد من صدور التهنئة عنهم ؟ خصوصا وأن الجمعية العامة في الاتحاد لم توقع عليه - وهل نظر إن كان هناك ما يمنع من تكفير أحدهم؟! ب – تكفير جماعة الإخوان: وجه أحد المغردين سؤالا إليه فقال (يا شيخ هل قرأت مقال الشيخ المقدسي الذي يقول أن حذاء مرسي والإخوان أشرف من الطغمة المنقلبة / ماذا نفهم ) أجابه فقال: (التفضيل أمر نسبي أخي وهذا تفضيل بين الكفرة فأبي لهب وأبي طالب عمي النبي ماتا كافرين مشركين وأحدهما خير من الآخر) تقدر أعداد الإخوان في العالم الإسلامي بالملايين هم ومن يوافقهم من غيرهم في هذه المسألة، وهذا في الإسلاميين فقط، أما من يوافقهم من المسلمين في هذه القضية فقوم أمثالهم! ج – تكفير حماس: قال: (قاتل الله حماس ألم تكتفي بحكم الطاغوت والإعراض عن الشرع) قال (أغتررنا بحماس كما اغتر غيرنا فنظرنا فإذا بها لا تختلف عن طغات الحكم إن لم تزد في العلمنة) نشر في صفحته ما نصه: (وكفرت حكومة حماس)
تكفير المجتهد: نشر في صفحته ما نصه: (يقول الشيخ أحمد الحازمي من جعل الأصل عنده في كل مشرك أنه معذور بالجهل حتى يقيم عليه الحجة فهذا كافر مرتد) مسألة العذر بالجهل من المسائل التي اختلف فيها العلماء من أهل السنة، وهي ليست من المسائل التي يكفر بها أبدا. نشر شيخ الغلاة في حسابه ما نصه: (رأس الردة يوسف القرضاوي) وعن المشايخ: سفر الحوالي، عبدالرحمن المحمود، ناصر العمر، عبدالله الريس أبومالك، أحمد الصويان، محمد الهبدان، نشر عن مجموعة المشايخ هذه أن (عندها كفر عملي بآية المباهله من مشايخهم وأتباعهم فهذا دليل على جهل وعدم يقين بما يعتقدونه نفاق من الرؤؤس وجهل من الأتباع) ونشر فيهم أيضا "هم غلاة الطاعة في (الأحبار والرهبان) وشرك الطاعة هو شرك عصرنا "
تكفير الناقد والمخالف: نشر في صفحته ما نصه: (من أنواع النفاق الاعتقادي الكراهية لانتصار دين الرسول وكثر الطعن في منهج القاعده ودولة الاسلام) وقال (الدولة الإسلامية في العراق والشام سيفرح الكثير وسيحزن الكثير أيضاً لكن لا أظن أن صحيح الإيمان والمنهج سينزعج.. لأن أمنية الأمة ستتحقق) نشر في صفحته هذا النص "من لم يكفر مرسي في تحكيمه الدستور الكفري ثم كفر أبابكر البغدادي لأجل مشاورة مجلس الشورى أدين الله بكفره لظهور الهوى من حاله" كما لا يخفى أن ما في القلب يصعب إثباته، وبناء الكفر عليه بدون دليل ظاهر غلو، ثم لو صح وقوع هذه الصورة المذكورة لم تكن هذه "المقارنة" دليلا على الهوى، ولا مكفرا عند أحد حتى بعض الخوارج ربما!
المنافقون: من صور غلو الغلاة في موقفهم من الذي يخالفهم: رميه بالنفاق وإن كان من علماء الإسلام والذين أوذوا في خدمته، وشهدت لهم الأمة بالإيمان. نشر في صفحته ما نصه: (والله لا أعلم كيف أتورع عن وصفهم بالنفاق وهم يحسنون الظن في مرسي ويسيئونه في أبي بكر البغدادي هم في نظري القاصر بلهاء وحمقى وليسوا بشيوخ) إساءة الظن في البغدادي!... أي تقديس؟! أي غلو؟! اجتمع قطاع عريض من علماء الأمة ودعاتها ومجاهديها في القاهرة منهم حازم أبو إسماعيل، وحسان عبود، وغيرهم كثير في رابطة علماء المسلمين، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأعلنوا عن دعم المجاهدين في سوريا، نشر عن هذا الإعلان ما نصه: (ردا على من يقول إعلانهم الآن أفضل من صمتهم أبدا، أقول له: أنت كمن يقول وجود مسجد الضرار أفضل من عدمه على الأقل ينتفع منه الناس ويصلون به!!) وعن المشايخ: سفر الحوالي، عبدالرحمن المحمود، ناصر العمر، عبدالله الريس أبومالك، أحمد الصويان، محمد الهبدان، نشر عن هؤلاء المشايخ النصوص التالية (هم ذا الوجهين وهم منافقي زماننا) (من انتكاس الفِطَر سماع وقبول كلام علماء السوء والسلطان الرسميين وغيرهم وانتقاص من ينتقصهم خاصة منافقي زماننا) (عندها كفر عملي بآية المباهله من مشايخهم واتباعهم فهذا دليل على جهل وعدم يقين بما يعتقدونه نفاق من الرؤؤس وجهل من الأتباع) نشر عن مجلة البيان النصوص التالية: (ويقولوا مجلة إسلاميه بل نفاقيه) (بعض الأخيار يحسن الظن بمجلة البيان وبمن يكتب فيها وهي والله بوق من أكبر أبواق النفاق والمنافقين وفيها دس السم بالعسل) "العبداللطيف عضو في مجلة النفاق (البيان)" (كل هيئة التحرير والأعضاء متواطئون على هذ ولايعذر أحد منهم كلهم سواسيه خاصه من يُنسب للعلم بالتوحيد؟؟؟)
التخوين: اجتمع قطاع عريض من علماء الأمة ودعاتها ومجاهديها في القاهرة منهم حازم أبو إسماعيل، ومحمد حسان، وحسان عبود، وغيرهم كثير في رابطة علماء المسلمين، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، و أعلنوا عن دعم المجاهدين في سوريا، نشر عن هذا الإعلان النصوص التالية: (ليست يقضة ضمير إنما القوم على حالهم لم يتغيروا هم فقط ينفذون أوامر من طواغيت العرب والعجم) (انظر يا مسلم كيف أن الله استدرجهم من حيث لا يعلمون فخرج بيانهم متوافق في نفس الوقت مع بيان أوباما فكيف يا مسلم تريد أن نثق بهم) (موافقة الولايات المتحده على تسليح المعارضه مجال للشك) (وأبو عبدالله الحموي كان حاضرا لمؤتمر القاهرة وألقى كلمة أحرار الشام !!!! إذا اتضحت وجهة أحرار الشام) ( بن بيه كان في البيت الأبيض وناصر العمر زار اندونيسيا.. واجتماع القاهرة أمور تدعوا للريبة) ويبقى من عجائب الدنيا تخوين علماء مسلمين اجتمعوا لدعم المجاهدين، وأيضا الارتياب من زيارة مسلم بلد مسلم لأجل الدعوة. نشر في حسابه ما نصه: (رابطة علماء المسلمين هؤلاء مؤسسة شرعية للصحوات وتجمع أربع فصائل في سوريا نذارة سوء)
وعن المشايخ: سفر الحوالي، عبدالرحمن المحمود، ناصر العمر، عبدالله الريس أبومالك، أحمد الصويان، محمد الهبدان، نشر عن هؤلاء المشايخ أنهم ( ورقه بيد الدوله لحرب المجاهدين الصادقين تُقلبها حيث تشاء)
ونشر عنهم مانصه (والجدير بالذكر ان الحكومة الإسرائيلية أعلنت قبل سبعة اشهر أنها ستحارب الفكر الجهادي فسبحان الله تشابهة قلوبهم...)
( كما أنهم وضعوا أيديهم بأيدي الأمريكان)
ونشر عن أعمالهم أنها (تصب في مصلحة اليهود والنصارى)
ونشر عنهم ما نصه: (هم عملاء إيران )
وأيضا نشر فيهم ما نصه: (هؤلاء الأرجاس الأنجاس)
وحدهم العملاء الخارقين الخياليين هم الذين يخدمون إيران وأمريكا و"إسرائيل" وبقية اليهود والنصارى !
هناك اجتهاد في أوساط التيار الجهادي مفاده أن الجبهات أو بعضها لا تحتاج الرجال من بلدان أخرى، ويذهب إلى هذا الاجتهاد عدد من العلماء وطلاب العلم وقيادات المجاهدين والدعاة، نشر عن أصحاب هذا الاجتهاد ما نصه: (يا أتباع ناصر العمر لايحتاجون رجال تقع في صف النصيريه وإيران أم تقع في صف المجاهدين!!!)
(كأني اشتمُ رائحة بوطي جديد غير بوطي الشام الذي هلك اللهم عليك بـشيوخ العار سود الله وجيهكم العمر يقول الشام لاتحتاج رجال)
قال: (العمر يقول الشام لاتحتاج رجال وأنا أقول للعمر كفاك كفاك كفاك تخذيل للمسلمين وحسبنا الله ونعم الوكيل)
وعن المشايخ: سفر الحوالي، عبدالرحمن المحمود، ناصر العمر، عبدالله الريس أبومالك، أحمد الصويان، محمد الهبدان، نشر عنهم ما نصه: (ولأجل إضعاف قوة المجاهدين أفتوا بعدم حاجة المجاهدين إلى الرجال)
هذا الرأي الذي نقل عن الشيخ ناصر العمر وغيره في الحقيقة هو مجرد اجتهاد بناء على تقدير مصلحة الجهاد، وقد يتغير هذا الاجتهاد بتغير القراءة لواقع وحاجة الجهاد، لذا هو لا يحتمل كل هذه الأوصاف، وقد وافق هؤلاء المشايخ على هذا الرأي قائد الجبهة الإسلامية السورية، وقائد حركة أحرار الشام الإسلامية، واحدة من أكثر الفصائل السورية إثخانا في النظام السوري إن لم تكن أكثرها، ولك أن تتخيل شخصا يصف قائد ثاني أكبر جبهة في سورية، وقائد واحدة من أكثر الفصائل في سوريا فاعليةً بأن رأيه يقف في صف النصيرية وإيران! وأنه تشم منه رائحة البوطي! وأنه مخذل! وأنه يريد إضعاف نفسه!!
قال (أمريكا تقتل اليمنيين هذا دليل قوي على وجود جماعة إسلامية حقيقية في اليمن فطاغوت الصليب لا يحارب إلا الإسلام الحقيقي وأما الإسلام المزيف..؟!)
ثم نشر في صفحته هذا التعليق على قوله السابق (أهل الإسلام المزيف شركاء مع أمريكا في المنهج والهدف والهوى، أما الصادقون من الأمة فهم مع أمريكا في خلاف وعداوة نظرياً وعملياً)
أمريكا تحارب حماس، وقد أعلن ذاك بوش وأوباما وغيرهما من الساسة الأمريكان، وحاربت أمريكا في العراق الكثير من الفصائل، ورخصت حرب مرسي والإخوان في مصر، وعلى قائمتها للإرهاب عدد من علماء اليمن الذين يخالفون طريقة الإخوة - الذين يراهم الغالي أنهم يمثلون الإسلام الحقيقي - ، كل هؤلاء وغيرهم كثير تحاربهم ومع هذا فهم خونة وإسلامهم مزيف!
ثم الأمريكان أنفسهم لا يشتركون في سياسة واحده تجاه بلداننا منهجا وهدفا وهوى، فضلا على أن يتفق معهم مسلم في ذلك، والأخيرة هذه (الهوى) تقع في قمة جبل الغلو والبغي، فلو اتفق اثنان من الأمريكان على المنهج والهدف يبقى بينهم خلاف في الهوى، فكيف يوصف بالاتفاق معهم في ذلك عاملين للإسلام يصرحون بعداوة أمريكا ويشاركون في حربها؟!
ولو أغفلنا كل حقيقة بسيطة وسلمنا بكل ذلك، كيف علم هؤلاء الغلاة بهذا الاشتراك وأكثرهم لا يعرف لغة الأعداء ولا يعرف حتى أكثر ساستهم حتى يعرف ما في قلوبهم؟!
ونشر ما نصه: (من ينقد المجاهدين بأمور تخصهم وهم أهل الثغور ففي نفسه خبث كان معلوما أو مجهولا)
هذا عين التقديس والغلو في الأشخاص الذي يجعل مجرد نقد الأفراد علامة على خبث الناقد، وهي حالة تشبه حالة تقديس المتصوفة لرموزهم وقبورهم !
والعجيب هنا أن أكثر الناس طعنا في المجاهدين على الإطلاق هم هؤلاء الغلاة، وأسوأ تهم وأعنف عبارة تبلغ المجاهدين هي تلك التي تأتيهم من معسكر الغلاة، فتراهم يكفرون غيرهم من المجاهدين ويتهمونهم بالعمالة، والضلالة، وخيانة الجهاد، والعمل مع أعداء الأمة ضده، وغيرها من التهم المنشورة، وهذا فيه دلالة أن هؤلاء يحصرون الجهاد في أنفسهم، وأنهم إذا قالوا المجاهدين فهم لا يقصدونهم جميعا! لا؛ بل يقصدون قطاع ضيق جدا من التيار الجهادي... يقصدون أنفسهم!
الأعداء:
يضع الغلاة علماء ودعاة وعاملين للإسلام يخالفونهم في خانة الأعداء ليس لهم فقط وإنما لمشروع الجهاد نفسه، وكأن الغلاة وحدهم هم الجهاد، وهذا التصور هو أحد أشكال الغلو في المشروعات والأفراد.
عن المشايخ: سفر الحوالي، عبدالرحمن المحمود، ناصر العمر، عبدالله الريس أبومالك، أحمد الصويان، محمد الهبدان، نشر ما نصه: (إلى الأخفياء الجبناء أعداء المجاهدين)
(إلى أعداء الجهاد والمجاهدين الأخفياء الجبناء)
( لاتضع الجهاد في برنامجها ولاخططها ولكن. تضع الخطط والبرامج لإفساد الجهاد وتشويه القائمين عليه. )
( الذين حاربوا الجهاد )
(حقاً هم العدو )
(أنهم في باب الجهاد مُخذلة ومرجفة)
( هم سبب الذل للمسلمين وليس الحكام ) !!
(قاتلهم الله)
وعن علاقتهم بأمريكا نشر ما نصه: (هذا التحالف الخبيث لضرب الجهاد في جميع العالم)
هذا الكلام كله كذب وعدوان، وسببه التحزب والهوى، وما أكثر كذب هؤلاء على المشايخ والمجاهدين - فقد وصفهم أبو مصعب السوري في كتابه التجربة السورية بالكذب أكثر من 15 مرة - ومواقف هؤلاء المشايخ في دعم الجهاد ونصرته معروفه مشهورة، ولكن لا بأس بالتذكير ببعض الكلمات والمواقف لبعضهم.
يقول سفر الحوالي (أما الجهاد الذي ندعو إليه ونؤيده فهو الجهاد على ثغور الإسلام في مواجهة أهل الكفر والعامي بفطرته حتى العجوز في عقر دارها تحب هذا الجهاد وتدعو له وتتبرع.. من الفلبين إلى كشمير إلى أفغانستان إلى فلسطين إلى العراق إلى الشيشان.. )
يقول ناصر العمر ( أنا لا أعرف الزرقاوي وإنما أسمع عنه، لكن أقول أنني أؤيد كل عملية جهادية سواء كانت جماعية أو فردية في العراق)
عبدالله الريس معتقل حاليا في السعودية منذ سنوات، وهو يدخل ويخرج من السجون منذ عام 1412 هـ تقريبا، ووجهت إليه تهمة دعم الجهاد، والتواصل المباشر مع أسامة بن لادن ودعمه شخصيا!
وشخص آخر له كتيب في الجهاد انتشر على أوسع نطاق في الداخل السوري اليوم.
و في أعداء آخرين قال (قاتل الله حماس)
ونشر ما نصه: (الأخوان العدو القادم بعد الرافضة والنصيرية)
وفي عدو ثالث "جمعية حسم" نشر ما نصه: (والله لأجلدنكم بسوطٍ من نار)
التبديع:
عن المشايخ: سفر الحوالي، عبدالرحمن المحمود، ناصر العمر، عبدالله الريس أبومالك، أحمد الصويان، محمد الهبدان، نشر عنهم مانصه:
عقيدتهم أن ( التوحيد يحرم بيانه ويجب كتمانه )
نشر عنهم ما نصه: (.... يجتمع مثل هؤلاء المشايخ على حرب العقيدة الصحيحة ... )
( يُجيدون فن التنظير ولكن بالواقع مرجئة وبعضهم جهميه ولاتغتر بِكُتب بعضهم فبالتطبيق لهُ رأي أخر يتفق مع الجاميه في كل شئ)
(مرجئة زماننا) نشر هذا النص عنهم ثلاثة مرات في ثلاثة تغريدات مختلفة:
(من يداهنهم يُخشى عليه من فتنه السماع لأهل الأهواء وهي التلبس ببعض باطلهم أو السكوت عنهم )
ونشر عن الشيخ سفر الحوالي ما نصه: (المنتكسين من العلماء يُرد عليهم من كلامهم كتاب ظاهرة الإرجاء مؤلفه الآن من المرجئة)
بعض المنتسبين للسلفية ممن تلبس ببعض الإرجاء نشر كتبا في الرد على كتاب الشيخ سفر الحوالي المذكور في النص السابق يتهمه فيه بأنه شابه الخوارج و"غلاة الطاعة" يقولون في الشيخ سفر مثل ذلك وزيادة ... أي تزكية هذه يا سفر ؟! الغلاة يرمونك بالإرجاء والمرجئة يرمونك بالغلو !
ونشر عن مجلة البيان ما نصه: (غالب من يكتب في مجلة البيان من المرجئه واذنابهم )
قال: (السلفية الألبانية لهم فضل في نشر السنة والإهتمام بها وأكثرهم جهمية في باب الإيمان والأسماء والأحكام ولهم إضطراب في مسائل التوحيد)
هناك إشكالات في الإيمان، ولكنها لاتصل إلى وصفهم بالجهمية، فالجهمية بدعتهم في الإيمان شديدة، وقد كفرهم بها السلف.
من هو؟
باستثناء كلام ابن تيمية والحوالي والعمر؛ فإن كل النصوص الواردة في هذه الورقة بين معقوفتين نقلت بحروفها من حساب ناصر الثقيل في تويتر، حتى أسماء الرجال والهيئات والجماعات كل ذلك منصوص عليه في حسابه، غرد بها بنفسه (قال) أو أعاد تغريدها (نشر).
هذا الشخص يعلي شأن "دولة العراق والشام الإسلامية"، وهي عنده النموذج الذي يمثل المنهج الصائب والنقي والصافي، ويعتبرها الكيان الذي ينبغي على الكل في سوريا أن يلحق به.
يقول ناصر الثقيل (الدولة الإسلامية في العراق والشام نحث جميع الإخوة في شامنا الحبيبة على المباركة والإنضمام )
وقال أيضا (الدولة الإسلامية في العراق والشام نحث الإخوة من طلاب علم ومشائخ ومحبين على دعوة جميع الفصائل للإنضمام والمؤازرة)
وبعد انقطاع المسؤول الشرعي لدى "دولة العراق والشام الإسلامية" في حلب عن تويتر عاد ووجه إلى ناصر السلام وأبدى اشتياقه فرد ناصر سلامه ثم قال:
(كثر النقد والتشويه والتحجيم لعمل الدولة فلعلكم تهتمون بالجانب الإعلامي حفظكم الله لتطمين المحبين وقطع الطريق على المتربصين)
ونشر عن الدولة مانصه ( والإخوة في دولة العراق الإسلامية على منهج صواب..... ورايتهم نقية صافية)
حسنا... هل هذا كل شيء عنده ؟! يفترض ذلك، فقد تم التكفير بالجملة، ورمي بالنفاق الأكثر، وتم رصف معظم العاملين للإسلام في صف إيران والنصيرية وأمريكا و "إسرائيل"! ... ولكن يبدو أن هناك أشياء أخرى لم يعلنها الغلاة فقد نشر ناصر الثقيل ما نصه: (أُفكر في إكمال الشدة على علماء الأهواء فأقول لولا الاتباع المغرر بهم الجاهلين حقيقتهم المريدين الحق لزدتُ في الكلام عليهم)
يقول ابن تيمية (إن تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من أعظم المنكرات, وإنما أصل هذا من الخوارج والروافض الذين يكفرون أئمة المسلمين) الفتاوى 35 - 100
إن هذا النوع من الغلو هو الذي يشقق الأمة، ويشعل فيها الفتنة، ويوغر صدور أبنائها، ويبني فيها الحقد والبغضاء، ويفسد قلوب الدعاة والعاملين للإسلام على بعض، ويغرقهم في صراعات داخلية تخدم الأعداء، ويأخذهم بعيدا في الهاوية، وينصب مدافعه على أولئك الذين في الميادين يدافعون عن بيضة الإسلام وأنفسهم أمام أعداء الدين والأمة.
وهو الذي حصل منه تخوين المجاهدين ثم قتلهم، وتسبب في سقوط المشروع الجهادي في أكثر من بلد وزمن، وأذهب جهود الأمة في الاصطفاف مع الجهاد ونصرته، والدماء التي بذلت لأجله، أذهب كل ذلك بغلوه وبغيه على إخوانه والاقتتال معهم.
إن إنكار هذا النوع من الغلو مطلب شرعي، ومواجهته ودفع عدوانه على حملة راية الإسلام حماية لها، ولهم من شرور أنفسهم، وحماية لمشروع الجهاد ولمكتسبات الأمة الشرعية، وأهم من ذلك حماية لمنهج الحق والوسط.
وصلى الله وسلم على رسولنا محمد.
المسلم
حمود علي العمري
عبدالله الوطبان
عبد المنعم منيب
بسام ناصر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة