..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أنقذوا المرأة السورية المسلمة

عبد المنعم زين الدين

٢٠ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3492

أنقذوا المرأة السورية المسلمة
1.jpg

شـــــارك المادة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فلقد كرّم الله الإنسان، ورفع من شأن الرجل والمرأة، وأنزل الدِّين القيِّم ليمنع الجَور والعدوان، وبعث الأنبياء بدِين العدل الذي يجرِّم الظلم ويحرِّمه ويعاقب عليه.
وإن المتأمِّل في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية يدرك تماماً أن الإسلام قد حرص على المرأة وأراد لها الكرامة والصون والستر والرِّفعة، وسنَّ من الأحكام ما يمنع التعدي عليها وامتهان كرامتها وهضم حقها.

 


ورغم كل الأدلة الناصعة على عدل الإسلام ورقيّه في التعامل مع المرأة، فإن كثيراً من أعداء الإسلام يشنون - ومنذ القديم - حملات تشويهية مغرضة، تستهدف النيل من الإسلام بتصويره على أنه قد ظلم المرأة وحرمها مما أعطاها إياه الغرب البعيد عن الإسلام.
ولأن الإسلام أراد الخير للمرأة فقد شرع لها ما يحفظ لها حشمتها وكرامتها، كي لا تقع فريسة للذئاب البشرية، وقد نّبه الشرع الحنيف إلى أن فساد النساء - إن حصل - فهو يعني فساد الرجال والمجتمع، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما تركتُ بعدي فتنةً أضرّ على الرِّجال من النساء) [ صحيح البخاري ، رقم الحديث 4808]

.
وفي سلسلة التحديات التي تواجه المرأة المسلمة في سوريا بهذا الخصوص، ما قام به النظام الأسدي المجرم، من برامج وسياسات تهدف لإفساد المرأة وجعلها سلعة تباع وتشترى، حيث بدأ بإفسادها منذ الصغر عبر تشجيع الاختلاط وفرضه في معسكرات الطلائع والشبيبة، و روّج في إعلامه فكرة تحرر المرأة من أي التزام أخلاقي أو ديني تحت ستار التقدم والتطور.
وكانت آخر فصول إجرامه بحق المرأة ما قام به من جرائم طالتْ الأطفال والنساء والشيوخ، خلال قمعه ثورة الشعب الذي انتفض ضد ظلمه وبغيه وإفساده، فعانت المرأة السورية المسلمة - ككل فئات الشعب السوري المسلم - أبشع أنواع الظلم من قبل هذا المجرم ونظامه، كيف لا وهي التي أنجبت البطل الذي يجاهد، وقدمت الشهيد الذي قاوم وأثخن في العدوّ قبل استشهاده،  وقد تجسّد إجرام النظام بحق المرأة السورية المسلمة في المجالات التالية :
1- قتل عشرات الآلاف من النساء والفتيات بالسلاح المدمّر الذي لا يميز بين صغير أو كبير، وبين ذكر أو أنثى، بالأسلحة الثقيلة من دبابات وطائرات ومدافع ثقيلة، بل وبالأسلحة المحرَّمة دولياً.
2- تشريد عشرات الآلاف من النساء والفتيات، الذين اضطرهم القصف وهدم بيوتهن للرحيل والتشرد، إما في نزوح داخلي، أو حتى في نزوح خارجي للدول المجاورة.
3- إفقار عشرات الآلاف من النساء والفتيات، بقتل المعيل لهم، وجعل هؤلاء النسوة بين أرملة لشهيد، وأم لمعتقل، وزوجة لمصاب، وبنت يتيمة، وحارب من تبقى منهن في عملها ففصل من الوظائف كل من عارضته في ظلمة وإفساده.
4- اعتقال الآلاف من النساء والفتيات، وتعريضهن لأبشع أنواع التعذيب من ضرب وإهانة واغتصاب وغير ذلك.
5- تشجيع الفتيات على السفور والتبرج لاستخدامهن في حملته الدعائية المؤيدة لإجرامه، عبر زجهن في المسيرات المؤيدة له، وإرسالهنَّ لمعسكرات جنوده لاستخدامهن كسلعة ترفيهية للجنود القذرين.
وفي المحصّلة فقد قام هذا النظام المجرم بكل ما من شأنه المساهمة في تعذيب المرأة السورية المسلمة وتعريضها للذل والإهانة والفقر والتشريد، ناهيك عن القتل والتعذيب والتصفية.
وأمام هذه النتائج المأساوية المرعبة، كان لا بد لأهل الصلاح والفكر والنخوة والمروءة والدين أن يتنبّهوا لهذا الخطر الذي يتهدد المجتمع برمته، حيث تفاقمت المأساة وأخذت طابعاً اجتماعياً كارثياً ينذر بفساد جيل كامل.
فأهم ما يمكن أن يواجه المجتمع من تحديات هو فساد المرأة، الذي ينتج عنه فساد المجتمع، وإن النظام حين قام بهذه الجرائم الأخلاقية بحق المرأة كان هناك من ينتظر إكمال المهمة عنه، من أفراد ومنظمات وهيئات ودول، حيث لاحظنا وجود الذئاب البشرية المفترسة - وبقوة - تنتظر الفتيات كي تستخدمهن في إفساد المجتمع، عبر استغلال مأساتهن ومصابهن، لإرضاء نزواتهم الحقيرة.
وتجلى ذلك في الجوانب التالية :
1- استغلال جهل بعض الفتيات وضعف الوعي عندهن لإيقاعهن في حبال اللئام المنحرفين، وجرّهن للرذيلة وتهديدهن بالفضيحة.
2- استغلال حاجة الفتيات وفقرهن لمساومتهن على لقمة العيش، واستخدامهن للعمل في أماكن يرتادها الفساق والعصاة والمنحرفون .
3- تلاعب المنظمات العلمانية والمفسِدة بعواطف المرأة لجرّها للانحراف، من خلال اللعب على وتر مساعدة الفتيات في الجوانب النفسية والإرشادية، ودسّ أفكار مستوردة لا تليق بديننا وحشمتنا، تهدف لنزع القيم والآداب الإسلامية من نفوس الفتيات، والتمرد على الرقابة الدينية والأسرية، في ظل غياب للمنظمات الإسلامية التي يُفترَض أن تتولى هذه المهمة.
4- استثمار الغربة التي تعيشها الفتيات بعيداً عن الرقيب الاجتماعي لإيقاعهن بما يمتنعن عنه في بلدهن عادة، من مصاحبة الشباب والخروج معهم وما يتبع ذلك من أمور لا تُحمَد عقباها.
ولنكن واقعيين ونعترف بحجم الخطر الذي يتهدد شبابنا وفتياتنا، ومجتمعنا السوري ككل .
فلا يخفى على أحد أن حالة النزوح من الأوطان عند كل الشعوب هي حالة استثنائية غير مثالية تنتج عنها أضرار مادية وأخلاقية وأدبية.
وهذا ما حصل للمرأة السورية المسلمة، التي حاربها النظام الأسدي المجرم، في حجابها وتربيتها، وحاربها في أسرتها فحرمها من معيلها، ومن أبنائها وزوجها وأخيها وأبيها، ولم يكتفِ بذلك بل زجّ بها في المعتقلات وأعطى جنوده صلاحية الاعتداء على عِرضها، وهجّرها من مسكنها، وعندما خرجتْ للعالم تنتظر نخوة المعتصم لتثأر لها، وتلملم جراحها، فوجئت بالذئاب البشرية الضارية تنتظرها في الداخل وفي الخارج، ولا ترى فيها إلا المال الذي يجب أن يُسرَق، والجسد الذي يجب أن يُستثمَر، لمصلحة اللئام من فاقدي الشرف والمروءة والدِّين، غير آبهين بمعاناتها، ولا متحرجين بخلق أو دِين أو قيم.
وهنا تأتي الطامّة الكبرى، حين ندرك أن هذه الفتاة التي تعرضت لكل هذه الإهانات وأنهكت من الذلّ، يمكن أن تنقلب ضارة لنفسها ولمجتمعها بشكل لا يمكن توقع حجم نتائجه الكارثية.
وإذا كنا نحن المسلمين الذين ندّعي مناصرة إخوتنا وأخواتنا لم ندرك حجم هذا الخطر، أو أدركناه وتعامينا عنه، فوالله إن الله سيسألنا يوم القيامة، عن كل أخت مسلمة  انتهك عِرضها، وتم استغلالها، ولم تجد من ينفق عليها، ولم تجد من يصوّب لها مسيرتها.

 

ولذا فإنني ومن واجب الأخوّة في الإسلام، وكمسلم سوري يعيش الواقع وبتابعه بكل مآسيه، فإنني أوجه نداءاً هاماً وعاجلاً لكل مسلم حرٍّ في العالم، أن يهبّ لنجدة المسلمات في سوريا، فلهن عليه حق الأخوة في الدِّين، وليكنْ قدوته المعتصم حاضراً في ذهنه ومخيلته.
وإنني في هذا السياق أقدّم بعض الحلول لهذه المشكلة - بل الكارثة-  التي حلّتْ بالمرأة السورية المسلمة عبر النقاط التالية :
1- التركيز من قبَل الآباء والأمهات على تربية الفتيات على النهج الإسلامي الصحيح، وتوعيتهن بالمخاطر التي تنتظرهن وتتهدد مصيرهن، وعدم السماح لشياطين الإنس والجن بأن يتولوا مهمة التربية والنصح للفتاة بديلاً عن التربية العائلية الإسلامية الراشدة.
2- اهتمام الدعاة والداعيات بمعالجة قضايا المرأة المسلمة، بما في ذلك إفهامها الهدف من الحياة، وتعليمها الصبر، وتحمل الفاقة، وضرورة العفة، وأهمية الأخلاق، والحذر من الاختلاط والسفور والتبرج والرذيلة حيث خسارة الدين والدنيا والسمعة والكرامة.
3- إيجاد مراكز متخصصة للعناية بشؤون الأرامل (زوجات الشهداء) واللواتي  يخرجن من المعتقلات والبنات اليتيمات والفتيات اللواتي لا معيل لهن، وأن توجد هذه المراكز في الداخل، وفي دول الجوار، وأن تنتدِب لها مندوبين على حدود الدول المجاورة، كي تمنع المجرمين من تلقّف الفتيات وإغوائهن والمتاجرة بمأساتهن.
4- تفعيل كفالة اليتيمات وتزويج الفتيات وتيسير أمور الزواج ليكون ذلك مانعاً من الفاحشة.
5- إيجاد مراكز إرشادية ودعوية خاصة بالنساء، تركز على توعية من تعرضن للإذلال والإهانة والظروف القاسية، لسماع معاناتهن، وتقديم الحلول الشرعية لمشكلاتهن، وعدم السماح لتلك المنظمات الغربية المدسوسة بالقيام بهذه المهمة، بهدف تخريب البنية الأخلاقية الإسلامية عند الفتيات عبر طرح الحلول المادية والنفسية التي لا تتناسب مع الشرع الحنيف.
6- تركيز الهيئات الإغاثية والتي تقدم معونات على إغناء المرأة قبل الرجل، وإعطائها الأولوية في التوزيع والاستحقاق، وذلك لقصورها عن القيام بشؤون بيتها ونفقاتها، ولعدم توافر فرص العمل المناسبة التي تحفظ لها كرامتها، وتحقق الشروط الشرعية لجواز عمل المرأة.
وفي الختام أريد أن أنوّه إلى أن المسؤولية عن وضع المرأة السورية المسلمة أمر يتحمله الجميع، من أفراد وعلماء ودعاة وجمعيات ومنظمات وأصحاب رؤوس أموال، وإن انحرافها وفسادها أمر سيعود بالضرر على جميع فئات المجتمع، فيجب علينا جميعاً أن لا نتهاون في هذا الأمر وأن نعدَّ له عدَّته، وأن لا ندَّخر وسعاً في تقديم الحلول الناجعة لهذه المشكلة قبل أن تتفاقم بشكل لا يمكن تداركه.
أسأل الله سبحانه أن يلهِم المسلمين رشدَهم وأن يوفقهم لما فيه خير الإسلام والمسلمين، وأسأل الله لنساء المسلمين الستر والحفظ والسلامة من كل سوء، والحمد لله رب العالمين .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع