داود البصري
تصدير المادة
المشاهدات : 7277
شـــــارك المادة
من دون أدنى شك فإن زعيم “حزب الله” اللبناني- الإيراني حسن نصرالله سيدخل التاريخ بكل جدارة, ليس عن بطولة أو مواقف تاريخية مشهودة, بل لكونه الشخص والزعيم الذي استطاع تدشين كل عوامل الفتنة وجعل الشباب العربي السوري يقتل الشباب العربي اللبناني والعكس صحيح لإرضاء رغبات, وتطلعات, وطموحات, ومخططات أسياده في طهران!
لقد أكد السيد نصرالله بمواقفه المتشنجة الزاعقة, وبدورة عنفه الدموية وبالتزامه المطلق تصدير جثث الشباب اللبناني لأهاليهم أنه “فخر الصناعة الإيرانية” ودرة تاج مصانع الحرس الثوري لتفريخ الإرهاب وأهله! فحديث وخطاب نصرالله الدائم عن تاريخية ومصيرية معركته, وجماعته في الشام دفاعا عن النظام السوري المجرم تفصح عن أزمة أخلاقية وبنيوية كبرى, وعن خلل كبير في موازين البصيرة والتعقل, وعن خواء فكري مستند الى أوهام غبية بإمكانية إنتصار السيف على الدم, أو إفلات نظام بشار الأسد من الحتمية التاريخية التي تواجه كل الطغاة. لقد اختار نصرالله لنفسه أن يحشرها مع الفئة الباغية وهو خيار الخاسرين للدنيا والآخرة, فهزيمته وهزيمة جمعه وعصاباته الطائفية القادمة من همج العراق ستكون تاريخية في دلالاتها, ومعانيها وإشكالياتها, لأن هذا الحزب بالتزامه المطلق الوقوف ضد الحتمية التاريخية وضد إرادة الشعب السوري الحر والثائر في التغيير نحو الأفضل, ونحو حياة ديمقراطية سليمة تغادر معها سورية بالكامل ضفة النظام الاستخباري الإرهابي, قد ورط الشعب اللبناني بمواقف لايتحمل تبعاتها, ولا مسؤولياتها, وجعل من دماء الشعب اللبناني والذي عانى طويلا, وعميقا, من احتلال قوات النظام السوري بمثابة قربان لإنقاذ رأس نظام زائل لا محالة! متكئا على دعم خارجي, ومسوقا وعاملا لخدمة مشاريع مشبوهة لاتريد الخير للأمة العربية ولا لشعوبها. المعركة في سورية اليوم باتت مصيرية, وحاسمة, ولا تقبل أنصاف الحلول, والنظام بعد أن أعلن رسميا من خلال فشل مؤتمر جنيف إيمانه بحل واحد فقط لا غير, وهو الحل العسكري الاستئصالي, قد أظهر توحشا وسادية متوحشة جدا, ومارس على أوسع نطاق سياسة الأرض المحروقة واتبع المنهج الشمشوني “علي وعلى أعدائي “! وعمل جاهدا على تخريب سورية حجرا على حجر وممارسة إرهاب الدولة البشع بشكل غير مسبوق, لافي الشرق ولا في الغرب, فالنظام المستبد المتوحش يخوض اليوم معركة الوجود وكسر إرادة الشعب السوري الحر, وحزب حسن نصرالله للأسف بات اليوم جزءا من الحالة التدميرية الشاملة في الشام بعد أن تنكر لدوره المقاوم ضمن الحدود اللبنانية, وبعد أن صم آذانه بالكامل عن مناشدات القوى السياسية اللبنانية المختلفة التي تدعو الى تجنيب لبنان الصغير ويلات الحرب الأهلية السورية المدمرة, والنأي بالنفس عن توسيع الصراع وتوريط الفرقاء الإقليميين فيه رغم أن نتيجة الصراع, مهما طال وتعقد, واحدة ومعروفة وهي الهزيمة الكاملة والتامة للوحشية المخابراتية, والنصر المؤزر للأحرار ولقوى الشعب الثائر الحرة. “حزب الله” يظهر, للأسف, موقفا غير مسؤول ستصيب تداعياته أطرافا عديدة, وستشمل شظاياه العديد من الأبرياء. لقد باتت الحاجة أكثر من ملحة لضرورة سحب نصرالله لقواته وميليشياته من أرض الشام, والنأي بالنفس عن اقتراف المزيد من الأخطاء التدميرية التي لن تحقق أبدا الأهداف المرجوة لحلفاء النظام السوري ببقائه وتعويمه. التاريخ لا يمكن أن يعود للخلف, وعقارب الساعة لن تعود للوراء, واستحقاقات الثورة السورية التي انطلقت قبل ثلاثة أعوام هي اليوم أقرب للتحقق بعد كشف النظام أوراقه المراوغة ومعرفة العالم أجمع بحقيقته المتوحشة ونواياه التدميرية. العالم الحر اليوم بصدد الإعداد لوقفة حاسمة ونهائية ضد الفاشية الإرهابية ومحاسبة القتلة والمجرمين, والعاقل من اتعظ بغيره, فدعوا الشعب السوري الحر يقرر مصيره, ولينسحب الغرباء والطارئون, فالثورة ستنتصر, وتلك سنة الله ولن تجدوا لسنته تبديلا.
السياسي
طارق الحميد
عبد العزيز التويجري
حسان الحموي
شمس الدين النقاز
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة