زهير سالم
تصدير المادة
المشاهدات : 3819
شـــــارك المادة
قبل أن نعلن ترحيبنا باستعادة الراهبات المحتجزات من دير (مار تقلا) لحريتهن، نحب أن نؤكد استنكارنا الأصلي لعملية احتجازهن. وعملية تحويلهن إلى ورقة مساومة. وأن حرصنا على حرية كل امرأة سورية لا يزيد عن حرصنا على حريتهن. وأننا نحن الأولى بهن وبكل مواطن ومواطنة سورية من بشار الأسد وعصابته المأفونة..
أما وقد فرضت الحرب القاطعة الظالمة، التي سعرّها بشار الأسد على السوريين قانونها القاطع، ومنطقها المعوج، وأساليبها الملتوية؛ فإننا أمام النصر الأبيض الذي حصل عليه المجتمع السوري أجمع بإطلاق سراح نساء سوريات راهبات وغير راهبات من محتجز أو من زنازين لم يكن من اللائق أن يكن فيها يسعدنا أن نعلن ترحيبنا وتأييدنا بالخطوة ومباركتنا للناجيات أجمع الراهبات والأمهات والأخوات والزوجات نعمة الحرية داعين الله أن ينعم السوريون أجمع بالحرية والكرامة والأمن والعدل.. وإذا كنا قد سبق وأعلنا رفضا واستنكارا لاحتجاز راهبات بريئات من قبل مجموعة ثورية سورية فمن باب أولى أن نثبت في السياق نفسه استنكارنا وإدانتنا لاعتقال النساء السوريات والرجال السوريين من قبل عصابة من المجرمين الغارقين في الإثم والجريمة، اختطفوا اسم الدولة السورية وادعوا تمثيل أمنها وشعبها. وستكون جريمة هؤلاء أبشع وإدانتهم أشد حين نتابع أدعياء تمثيل الدولة السورية يساومون على حرية بنات هذه الدولة وأبنائها ويعقدون الصفقات المخجلة كالتي رأينا في سوق النخاسة الإنسانية والدولية.. لا يجوز في السياق الذي نتحدث فيه أن نغفل عن الشهادة الصريحة والصادقة التي تقدمت بها الأخوات الراهبات وهن يقلن (شهادة أمام الرب...) ثم يفضن بالحديث عن المعاملة الطيبة التي لقينها من (الجبهة) المحتجزة لهن، على الرغم من طبيعة الأسئلة المستزلّة ومن الجو العام المحيط.. أولا: ينبغي علينا أن نقوّم إيجابيا هذا الصدق الديني والصدق الاجتماعي في الشهادة التي تقدمت بها الأخوات الراهبات. وندعو الله أن يرزقهن الثبات على هذه الشهادة بعد أن يخضعن ما سيخضعن له في أجواء الاحتجاز الجديد في السجن الرهيب الكبير الذي تعيشه كل السوريات وكل السوريين.. ثانيا: وبكل الوضوح والصدق والعرفان نقول للرجال الأوفياء من الثوار المحتجزِين:
لقد أثبتم بما بذلتم من بر وقسط لأخواتكم المحتجزات أنكم كنتم الأفقه بشريعة ربكم، وبسنة نبيكم، وبسيرة سلفكم الفاتحين أبي عبيدة وخالد ومن والاهم,,, ثالثا: لقد تابعنا العديد من وسائل الإعلام ومن المراسلين والمراسلات يقفون على رؤوس الراهبات يسألونهن:
كيف كانوا يعاملونكن؟ هل كنتم تؤدون صلواتكن؟ ماذا قالوا للصلبان المعلقة على صدوركن؟ كيف؟؟ كيف؟؟ كيف؟؟ وكانت الأجوبة التلقائية الصادقة كلها تسير في الطريق الذي لا يشتهي السائلون... كان عدد الراهبات بضع عشرة راهبة وعلى الضفة الأخرى كان هناك مائة وثلاثون امرأة سورية.. هن أيضا من البشر.. وهن أيضا، وإن كن مسلمات، من بني الإنسان تشملهن على ما يزعمون مواثيق حقوق الإنسان.. وهنّ لم يكن محتجزات كما كانت الراهبات بل كنّ معتقلات وقل في العالم من لا يعرف الفرق، وهنّ لم يكن في عهدة عصابة (كما يزعم الزاعمون والخراصون) بل كن في عهدة (نظام) له منبر في النادي الدولي يفتري من فوقه على الله وعلى الناس الكذب.. وهنّ لم يسألهنّ أحد!! لم يبال بمعانتهن أحد!! ولو سئلن لأجبن بشهادة أمام الرب: لن يرضى عنها أحدٌ يهمه بصدق رضى الرب..
رابطة العلماء السوريين
بشير البكر
رافع علي الشهري
فيصل القاسم
عبد الله حاتم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة