..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

جنيف... تفاؤل وحذر.

نجوى شبلي

٢٥ يناير ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5357

جنيف... تفاؤل وحذر.
9d9d6571-3693-41d0-b2dd-fc782a8529fb_16x9_600x338.jpg

شـــــارك المادة

وأخيرا عقد مؤتمر جنيف في الوقت الذي قرّره الأمين العام للأمم المتحدة, وممثّل هذه الهيئة الأخضر الإبراهيمي, ومن ورائهما دول المركز, وكان للجلسة الأولى التي عقدت أن تعطي بعضا من الأمل في نفوس الشعب السوري ممثّلا في معارضته, إلّا أنّ ما خبرناه من قدرة الدول الكبرى على المماطلة والتسويف, وعلى براعة في حرف الأمور عن مسارها متى يشاؤون, وكيف يريدون, تجعلنا أكثر حذرا وريبة ممّا ستأتي به الأيام القادمة.


ولعل القضيّة الفلسطينية, وعقود المفاوضات العبثيّة ما تزال ماثلة أمام أنظارنا وفي مسامعنا.
إنّ مقاطعة كلمة المعلّم من بعض ممثلي الدول الكبرى وإظهار الاعتراض عليها يجب ألّا تغطّي على مخاوف تعتمل في نفوس الشعب السوري الذي عانى الجوع والقتل والتشريد, وممّا لا يحتمله بشر وعلى مدار ثلاث سنوات يجب ألّا يدفعنا هذا إلى المزيد من التفاؤل والاسترخاء.

ولعل أبرز هذه المحاذير التي تشغل بالنا كسوريين أن يكون هدف هذه المفاوضات والمؤتمرات هو:
أولا: إشغال الرأي العام المحلّي والدولي, والنتيجة المزيد والمزيد من المعاناة لهذا الشعب, وإيصاله إلى مرحلة اليأس بقبول أيّ حل سريع يخلّصه من الحال التي هو فيها.
ولو كانت على عكس ما يريده هذا الشعب, ولو كانت ضدّ مصلحته على المدى البعيد.
ثانيا: أن يكون الحدّ الأعلى لما يقدّمه هذا المؤتمر للشعب السوري هو رأس بشّار الأسد سليما أو مفصولا مع إعادة هيكلة النظام بحيث يحافظ على الموازين السابقة, والإبقاء على تحكّم الأقلية في الأكثرية.
ثالثا: إنّ إظهار ممثلي الدول الكبرى الامتعاض ممّا تحدّث فيه البعض من ممثّلي الوفد السوري عن الهدف من عقد المؤتمر قد لايعني وقوف هذه الدول وانحيازها إلى خيارات الشعب السوري, بل ربّما لدغدغة عواطف المعارضة وتخديرها, وجعلها أكثر قابلية لتلقّي نصائح الدول الكبرى التي تعمل على تهيئة التقارب مع أجندة النظام؛ لينتهي الأمر بحكومة كوكتيل منزوعة الدسم تمثّل المعارضة والنظام وكأنّك يا أبا زيد ما غزيت.
رابعا: أحسنت المعارضة بوضع حمص كعيّنة اختبار لنوايا النظام في تخفيف المعاناة عن أهل هذه المدينة المنكوبة, وفك الحصار عنها, وكذلك فإنّ حمص هي لاختبار نوايا الغرب أيضا فيما يتعلّق بوحدة الأرض السورية.
خامسا: إنّ ممّا يخشاه السوريون هو الإبقاء على المصالح الإيرانية والروسية في سورية وكما هي, وفي ضوء التقارب الروسي الأمريكي, والأمريكي الإيراني, ممّا يجعل سوريّة وشعبها كبش الفداء لهذا التقارب, ويكرّس لمخطّطات إيران التوسعيّة والتي ليس أولها التغيير الديمغرافي في بنية المجتمع السوري, ووضع الثروات السورية في الأيدي الروسيّة والإيرانيّة.
إنّ هذه المحاذير يجب ألّا تدفعنا إلى اليأس, فلعلّ الأيام القادمة تحمل بين طيّاتها الفرج القريب لهذا الشعب الصابر.
فهل لدولة تعتبر نفسها زعيمة لهذا العالم, وحامية لحقوق الإنسان فيه أن تتراجع عن وعودها في إزاحة بشّار الأسد ونظامه عن حكم سورية وبعد جرائمه المتميزة والتي لا تعدّ ولا تحصى؟!
وهل يمكن أن تكون هذه الدولة العظمى كمن نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثا, أو تكون كمن تقيئت ثمّ ابتلعت قيئها؟!
وكلنا ترقب لما هو قادم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع