نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 4328
شـــــارك المادة
بعد التقدم الكبير الذي حقّقته الكتائب الثورية السورية, واستطاعت به تحرير أكثر من ثمانين مائة من الأرض السورية, عاد النظام ليحقّق تقدّمه, ويستعيد الكثير من المناطق المحرّرة. فهل اعتبرت إيران معركتها في سورية معركة بقاء؛ فحشدت لها عشرات الآلاف من شيعة العالم ؟!
أم أنّ هناك أسبابا في تراجع أداء الجيش الحر لاتقل أهميّة عن هذا الحشد ؟! إنّنا لو تفكّرنا في أسباب تراجع الثوّار على الأرض؛ لوجدنا الكثير منها أمام أعيننا وقد يكون الحديث فيه بعض الفائدة إذا أردنا, علّنا نستطيع أن نتدارك بعض الأخطاء, ونحن نواجه أخطارا ليس أقلّها وقوع بلدنا في يد إيران لا سمح الله, وما ينتج عن ذلك من تهجير لأبناء شعبنا, وإحلال الشيعة مكانهم, وهو ما بدأ العمل به اليوم سرّا, إضافة إلى مئات الآلاف من القتلى والمشرّدين وغيرذلك ممّا لايمكن تخيّله. ولعل من أسباب تراجع الثوّار على الأرض: أولا: توزّع الولاء, فهذه الكتيبة ولاؤها للدولة الفلانيّة, وتلك للدولة العلانيّة, والأخرى لدولة العراق والشام الإسلامية, وهذه, وهذه. ثانيا: التخويف من التطرف الإسلامي, وكانت لأسماء الكتائب الأثر البالغ في زرع الخوف عند الغرب وأمريكا من أن يكون ذلك بداية الصحوة عند المسلمين؛ لاستعادة قوّتهم, وهم الذين عملوا ولسنوات على تخويف المسلمين من الإسلام بحجّة التطّرف والإرهاب. ثالثا: كان لعامل الزمن أثر كبير في إدخال اليأس إلى قلوب البعض إضافة إلى ملل الحاضنة الشعبية من طول المدّة التي تعرّضوا خلالها إلى التجويع والتهجير والقتل والاغتصاب, ومّما لايمكن لبشر عادي أن يتحمّله, وهم الذين كانوا يتوقّعون سقوط النظام خلال فترة زمنيّة لا تتجاوز أشهر, وكان لهذا الأمر أن يتم لولا تدخّل القوى الغربية التي حسبت حساب أمن إسرائيل, ولذلك عملت وخطّطت لإجهاض الثورة, ولولا تدخّل إيران وحزب الله وإمدادهما النظام بما يحتاجه للبقاء. رابعا: عدم وجود المساندة الحقيقية للجيش الحر من قوى عالمية ودولية, فاحتياجات هذا الجيش لا يكفيه إمداد أفراد, بل تحتاج إلى مساندة ودعم دول. خامسا: جشع تجّار الأسلحة الذين رفعوا سعر الأسلحة بإيعاز من دول الغرب وأمريكا, حتّى يتعذّر شراؤه من قبل المتبرّعين. سادساً: عدم الوعي بأهمّية إخفاء الأسرار العسكرية وهذا نابعٌ من أنّ الكثير من أبناء هذا الجيش من المتطّوعين الذين لم يتربّوا تربيةً عسكرية، ولم يتدرّبوا على الكتمان، أو يدركوا خطورة ما يقدّمونه إلى الإعلام, وكان بعضهم يقدّم المعلومات بالمجّان، وكم من مكانٍ قُصِف بعد زيارةِ بعضِ الإعلاميين له. سابعاً: خبث إيران والنظام الذي استطاع اختراق صفوف المجاهدين وإلحاق الضرر بهم نتيجة هذا الأمر، ولا ننسى هنا كيف استطاع النّظام تكوين بعض الكتائب من المجرمين وتجّار المخدّرات على أنّها من الثّوار؛ ولتقوم بأعمال السرقة والنّهب والقتل ممّا أساء إلى الثوار وإلى جهادهم. ثامناً: قدوم أبناء دولة العراق والشام إلى سوريا، وبعضهم جاء في ظروفٍ غامضة من العراق وبعد أن تمت مسرحية هروب المساجين من أحد السّجون الكبرى في بغداد؛ وليكون هؤلاء مِعول هدمٍ وعرقلةٍ للثوار على الأرض بما حملوه من تكفير للنّاس، وقتل للمجاهدين والثوار, وإن كنّا لا نستطيع أن نضع الجميع منهم في سلّةٍ واحدة فبعضهم جاء حقيقةً للدفاع عن الشام وأهله إلّا أنّهم أخطؤوا الطريق. تاسعاً: التناحر والتنابذ بين الكتائب العاملة على الأرض فالكثير منهم لم يتربّى التربية الإيمانيّة الصحيحة التي تجعل عمله خالصاً لوجه الله، ولم يتعرّف معنى الانقياد والطاعة التي جعلت خالد بن الوليد يتنازل عن قيادة الجيش؛ ليصبح جنديّاً عاديّاً بعد ما وصله كتاب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يعزله عن قيادة الجيش لحكمة يراها عمر، بينما كان خالد يحقّقُ قمةَ انتصاراته في معركة اليرموك. وكان التناحر وعدم الانقياد هو الذي دفع رجلاً مخلصاً كالعكيدي مثلاً للاستقالة من قيادة هذا الجيش. فكّرتُ كثيراً قبل أن أكتب هذا المقال، ولكنّي اعتقدتّ بوجود فائدة عند توصيفنا للمرض ولأسبابه عسى أن نتدارك الخلل بأسرع وقت ممكن؛ فعامل الزمن ليس في صالحنا والله من وراء القصد (إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم) صدق الله العظيم.
عبد الرحمن الحازمي
ياسين جمول
مجاهد مأمون ديرانية
أحمد أبازيد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة