..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

المالكي "طبيباً" للمحنة السورية!!

المسلم

٢٤ سبتمبر ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3315

المالكي
000.jpg

شـــــارك المادة

لو قيلت هذه الجملة على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فسيبوك" لوضع كاتبها بعدها حرف الهاء مكرراً عشرات المرات "ههههههه" في إشارة منه إلى أنه يسخر ويطلق نكتة..
فما من عاقل في العالَم يمكنه أن يحمل هذه النكتة السمجة على محمل الجد، لجملة اعتبارات جوهرية، أولها أن المالكي هو من أكثر الغائصين في دم السوريين إلى جانب الطاغية بشار.

 

 

وعهد البشر في الوسيط أن يكون محايداً بين طرفيْ أي نزاع  يسعى إلى حله بما له من حظوة لدى الجهتين.. فكيف وما يجري في سوريا منذ زهاء ثلاثين شهراً هو ثورة شعب أصيل على ظلم فادح ومزمن، وليس صراعاً بين حزبين..
وهو في الوقت نفسه حرب طائفية خسيسة من جانب نيرون الشام وسيده الصفوي في طهران ومعه جميع أذنابه في المنطقة، والمالكي من بينهم!!
وهنا نصل إلى السبب الثاني الذي يجعل من "وساطة" المالكي فرقعة مضحكة، حتى إن أحداً من الساسة في المنطقة وفي الخارج، لم يكلف نفسه عناء التعليق عليها، ولو من باب رفضها، فهي أهون من أن تحتاج إلى بحثها حتى بصفة عابرة، أو في سياق "اللياقة الشكلية"..

وأما العنصر الثالث من المهزلة "المالكية" فيتجلى في العلل القاتلة، التي يعاني منها العراق منذ تسلط على مقدراته المالكي وكيلاً عن الاحتلالين: الصليبي الراحل وشريكه المجوسي المقيم.. فلا أمن ولا خدمات ولا فصل بين السلطات، وإنما سياسة طائفية بغيضة، جعلت صبر أهل السنة ينفد بعد سنوات من الترقب وانتظار تبدل الأحوال، إذ خدرهم تجار سياسة وعدوهم بالمن والسلوى إذا شاركوا في مسرحيتهم المسماة "عملية سياسية"، فما زادوهم غير تخسير!!
فالثورة الهادئة في العراق منذ بضعة أشهر تعم ست محافظات أساسية، لكن الطاغية تعامل معها بالبطش قليلاً فلما رأى أنها أصلب عوداً من إمكان إخمادها بالقوة، لجأ إلى محاصرتها إعلامياً، ومنعها من التمدد نحو العاصمة العراقية الأسيرة..

ولم يستجب لأي من مطالبها، بل إنه ازداد طغياناً وطائفية، واستطاع احتواء التشققات الشيعية المصلحية لدى الصدر عن طريق "السيد" الإيراني الذي له القول الفصل عند الطرفين..
وتفاقم الاحتقان لدى أهل السنة عندما وجدوا المالكي يأخذ العراق كله إلى مساندة نيرون الشام في ذبح أشقائهم السوريين، وفات المالكي وسيده في طهران، أن ثبات الشعب السوري الأعزل والمحاصَر في وجه حلفهم المدنس، أصبح مصدر إلهام لدى العراقيين الثائرين على الظلم الصفوي.
وأمام عناد الرأي العام السني الذي تمرد على "أبنائه" العاقين المنخرطين في لعبة شاهد الزور، أطلق جلاد العراق مؤخراً فرق الموت الرافضية مجدداً، فأخذت تشرد من بقي من أهل السنة في الجنوب كما في حزام بغداد، بالقتل على الاسم وبتدمير المساجد وقتل أئمتها ومؤذنيها وخدمها!!
ولم تفلح هذه الدموية القديمة/الجديدة في وأد الاحتجاجات الشعبية، وإنما يرجح أنها سوف تكون وقوداً إضافياً يشحن الثورة ويعمقها ويزيد من اتساعها أفقياً لتضم شرائح كانت مؤرجحة حتى الآن.
من هنا، وبتأثير المأزق الخانق الذي يعانيه الحلف المجوسي في الشام، رجع المالكي إلى نفاقه الموروث "التقية"، فدفع واحداً من أدواته – يعمل نائباً لرئيس الجمهورية الذي ليس له صلاحيات أصلاً-لكي يطرح "مبادرة" لجمع القوى السياسية  للتوصل إلى ميثاق شرف  يضع حدّاً للمشكلات الوجودية التي يعاني منها العراق منذ الاحتلال الصليبي حتى اليوم.
وقد رفضت أكثر التيارات غير التابعة للولي الفقيه هذه اللعبة المفضوحة، لأنها ترمي إلى كسب الوقت، وترويض السخط الشعبي، وتلميع المالكي المتوثب لفترة ثالثة في السلطة، بتأييد جرى تسريبه من سيديه: أوباما وخامنئي معاً.
شذ بالطبع أفراد من أمثال أسامة النجيفي وقرر اللهاث وراء جزرة المالكي الافتراضية، لكنه سوف يجد نفسه بلا غطاء، وبخاصة أن صالح المطلك الحليف التابع للمالكي ترفع عن هذه المحرقة ورفضها علانيةً..
إن على الثوار العراقيين الثبات على موقفهم السليم ونبذ كل منبطح ينتسب إلى بيئتهم، لأن نجاح الطاغية –لا قدر الله- يعني عبودية أهل السنة للمؤامرة الصفوية إلى مدى لا يعلم مداه إلا الله.
أجل!! إنه أوان تمايز الصفوف والمفاصلة الحاسمة بين الحق والباطل،  بين النصر والهزيمة، بين البقاء والاندثار.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع