..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

انتصارات رمضان: بلاغة النار والبارود

سلوى الوفائي

٦ أغسطس ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8204

انتصارات رمضان: بلاغة النار والبارود
الذخيرة 000.jpeg

شـــــارك المادة

بلاغة النار والبارود عصفور الحرية الذي أطلقه المارد السوري قبل عامين ونصف في سماء سورية كبر ونبت له جناحا صقر قادر على مهاجمة الفريسة من على بعد أميال، ونحن الذين نعشق العصافير نودّ أن نذكر العالم أن تربية العصافير علم قائم بذاته وأننا مذ فتحنا باب القفص كنا متأكدين أنّ العصفور لن يعود إلى سجنه مهما حاربته سهام الغدر التي لا تحبّ رؤية أيّ شيء يطير في سمائها، خصوصاً إذا طالبها ببيت يبنيه فوق شجرة وقد صادرت كلّ البيوت ووضعت يدها على كل أشجار الوطن...

 

 

لكنه اتخذ قرار اللاعودة وسيظل يبحث عن حبة قمح يأكلها وإن أحرق السجّان كلّ البيادر... بعد عامان ونصف جاء شهر الخير حاملاً بشريات النصر، كيف لا؟
وقد ضجّت القلوب بالدعاء وألحّت العيون بالسؤال وهتفت الروح تلوذ ببارئها تضع على أعتباه حملها الثقيل الذي عجزت عن حمله الجبال، من قال أن دعوة المظلوم تذهب أدراج الرياح؟
من قال أن دموع الثكالى لا تهزّ الملائكة؟
من قال أنّ النصر لا يأتي مع الصبر؟
بوركت جهود المجاهدين في سورية، أولئك الذين أخلصوا النية وحددوا الهدف و ساروا على الدرب ومن ثار وصل...
انتصارات رمضان جاءت لتؤكد كلّ الثوابت ولتفاجأ العالم بإصرارنا على المضي رغم كلّ التحديات وكلّ العراقيل وكل التآمر العالمي على قضيتنا.
1- تفجير مستودعات الذخيرة التابعة للنظام الأسدي في وادي الذهب في حمص لعلّ أبرز انتصار يحققه المجاهدون في رمضان كان في حمص عاصمة الثورة السورية، عملية تفجير مستودعات الذخيرة في وادي الذهب.
عملية عسكرية من الطراز الأول استهدفت مستودعات الذخيرة بصاروخ غراد قصير المدى، وحققت إصابة مباشرة، نفذ العملية لواء الحقّ في حمص وهي أول ضربة يوجهها المجاهدون في قلب الأحياء الموالية للنظام ولم تستهدف المدنيين العزّل الآمنين في بيوتهم كما تفعل قوات النظام الأسدي لأنّ حربنا حرب شريفة لا تستهدف الأبرياء وإنما استهدفت مواقع النظام العسكرية والأمنية فقط ولأنّ حربهم حرب غير شريفة فقد اعترف أهالي الحي الموالي للنظام على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم أنفسهم سرقوا بعضهم أثناء عملية التفجير وهروب الأهالي من بيوتهم، ونهبوا بيوت بعضهم في قلب المحنة التي يمرون بها وقد اشتعلت حرب شتائم ونقمة و انتقام على ما أطلقوا عليه حديثاً اسم "جيش الدفاع اللاوطني " وطالبوا بحلّه فوراً.
قال المهندس هشام النجار عن العملية : " تشير الدراسة إلى تحقيق معدل إصابات تقدر بأكثر مما أعلن عنه بخمس مرات.
بالإستناد إلى طيف الألوان الناتج عن الانفجار وعلى وجه الخصوص من الكره النارية التي شكلت عش الغراب بتقديري فإن هذا الانفجار ليس ناتجاً عن تدمير مستودعات ذخيره عادي .إنما هو ناتج عن إنفجار ذخيرة تحوي مقذوفات عنقوديه وفراغيه وحشوات برميلية شديدة الانفجار..
حيث يبدو أن هذه المقذوفات مجاوره لخزانات بنزين خفيف لزوم تزويد طائرات الهليوكوبتر. ووجودها في منطقة حلفاء النظام كان الغاية منه على مايبدو إعطاء حلفائه ثقة كبيره بأنهم محميون بترسانة أسلحه لاتهزم وهي تحت تصرفهم وذلك تشجيعاً من النظام لبقاء حلفائه في مستوطنتهم في حين يحاول هذا النظام تفريغ المدينة من أهلها المسلمين والمسيحيين.. إلا إنه يبدو أن السحر إنقلب على الساحر.
من الناحية العسكرية تحتاج هكذا عمليه ضخمه إلى جهاز مخابراتي ممتاز وإختراق فعال لقوات العدو.. فالإحداثيات التي تم تزويدها للرماة تدل دلاله واضحة على تمكن الوحدة المنفذة من قدرتها على الإختراق بدقه عاليه وكذلك قدرة طاقم صواريخ غراد على التصويب الدقيق.
يُقدر قطر الكرة النارية لعش الغراب بحوالي سبعين متراً نتجت عن تبخر لمواد متفجرة سريعة الاشتعال ولّدت درجة حرارة في مركز الكره النارية تقارب ١٤٠٠ درجة مئوية وهي درجة بإمكانها أن تصهر الحديد.
ونتج عن هذه الحرارة الهائلة موجات حرارية أو ما يسمى تسونامي حراري ذات تأثير فعال على تحقيق إصابات وحروق من الدرجة الثانية والثالثة في دائرة قطرها حوالي ٢٠٠ متر حيث تصل الحرارة على هذه المسافة إلى حوالي ١٠٠ درجه مئوية تقريباً.
أما عدد القتلى والجرحى فبتقديري لا يقل بأي حال من الأحوال عن ٢٠٠ قتيل إضافة إلى حوالي ٥٠٠ جريح وإصابات حروق من الدرجة الثانية والثالثة."
2- عملية تحرير مستودعات الذخيرة في القلمون:
قامت كتائب بشائر النصر التابعة للواء الإسلام جبهة تحرير سورية الإسلامية وبالإشتراك مع الفوج الأول مغاوير وهم من ثوار القصير وكتيبة رجال الله الفاتحين و لواء الغرباء و كتائب الحسم الإسلامي وعدة كتائب أخرى من الجيش الحر في القلمون بالإستيلاء على مخازن صواريخ مضادة للمدرعات معروفة بإسم مستودعات دنحة ( 405 ) وقد تم اغتنام عدد كبير من صواريخ الكونكورس وميتس والميلان والكورنيت وصواريخ غراد وراجمة عيار 107 وذخيرة ومعدات.
وتم قتل عدد كبير من جند النظام وتدمير آلياتهم واستهداف من حاول الفرار منهم وما تزال المعارك مستمرة بعد أن جنّ جنون النظام وأرسل مؤازرة عسكرية لاستعادة الموقع.
تمكن أبطال الجيش الحر من كتائب جيش الشام في القلمون و ثائر الأموي ونسور دمشق من وضع كمائن لرتل قوات الأسد على الأوتستراد الدولي عند جسر معلولا وكان متوجهاً إلى مستودعات دنحة وتم بحمد لله تفجير هذا الرتل وتدمير 5 سيارات دوشكا وقتل معظم عناصر قوات الأسد المتواجدين في الرتل .
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. هنيئاً للمجاهدين نصرهم وهنيئاً للشعب السوري انتصارات رمضان التي أعادت البسمة للشفاه بعد أن وصلت القلوب الحناجر. ولن يخلف الله وعده.
3- معركة تحرير الساحل لعلّ فتح جبهة الساحل من أهمّ ما قام به المجاهدون هذا الشهر لأنّها حصن النظام المنيع و ملاذه و نواة أحلامه في تأسيس دويلة علوية يتم التحضير لها في أقبية الماسونية العالمية.
ولعلّ سيطرة المجاهدين على منطقة الساحل أهم انجاز يمكن أن يكون الطريق إلى تحرير دمشق إن تحقق الأمل بفضل الله.
قامت كتيبة الشهيد خليل درويش في اللاذقية وكتيبة أحفاد عائشة أم المؤمنين بمساندة ودعم من كتائب جبل الأكراد والساحل بمباغتة العدو الصهيو- أسدي في جبل الأكراد وريف اللاذقية وتم بعون الله تحرير مرصد برج بارودا وقرية إنباتة النصيرية وقرية استربة و قرية بلوطا وقرية بيت الشكوحي في الحفة وقرية أبو مكة وقرية الحمبوشية وكفرية وجبل دورين وتم رفع راية التوحيد في وسط القرية وتقدم المجاهدون إلى قرية عرامو وتم تحريرها بالكامل وتمت محاصرة كتف الصهاونة ودكّ مرصد تلا بقذائف الهاون ودك معاقل الشبيحة النصيريين في قرية كفرية تمهيدا لاقتحامها، كما تشتد الاشتباكات العنيفة حاليا على أبواب مصيف صلنفة وقرية البلاطة والمجاهدون في طريقهم لتحريرهم.
كما تم استهداف العصابة الأسدية في قمة النبي يونس وتحقيق إصابات مباشرة، كما استهدفوا معاقل العصابة في المرصد 45 في جبل التركمان وقرية الزويار حققوا إصابات مباشرة، وتمت السيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة وبلغ عدد قتلى جبل الأكراد ما يزيد على 120 بينهم 23 علوي تركي من جماعة معراج أورال (علي كيالي) الضابط العلوي الذي شارك في مجزرة البيضا وراس النبع في بانياس بفتوى من مفتي الطائفة العلوية الذي تمّ أسره بعون الله في قرية تلا في سلمى وهو الشيخ بدر غزال ابن عم شيخ العلوية موفق غزال.
موفق غزال هو كبير مشايخ الطائفة النصيرية ويسمى لديهم بـ (الشاخ) عالم بأسرار اللاهوت العلوي في الزندقة والحقد الطائفي وخزعبلات أبو طاقة وأمير النحل والتقمص، يسكن في مدينة اللاذقية وهو صاحب مكتبة قرطاسية في الزقزقانية خلف النفوس.
وهو من ظهر في صور معراج أورال (علي كيالي) في مجزرة بانياس أما من وقع بيد الثوار فهو إبن عمه بدر غزال.
ساهم الاثنان (موفق وبدر غزال) في التجييش الطائفي وتحريض الشباب العلوي على قتل أهل السنة وأفتوا بذلك فحقت عليهم لعنة الله وعقابه.
موفق وبدر غزال من قرية تلّا التابعة لمنطقة الحفة والتي كان فيها مرصد للرمي لميليشيات النظام وقد حررها الجيش الحر البارحة بكاملها.
كما تمت إصابة الرائد عمار سميا رئيس مكتب التحقيق في فرع الأمن السياسي بـ محافظة اللاذقية حيث تم قنصه على أيدي الثوار أثناء الإشتباكات في عرامو, وقد ورد أنه في حالة حرجة بمشفى الأسد الجامعي، وهو من أبناء قرية الشيخ حسامو في مصيف صلنفة. الله أكبر والعزة لله.
4- تحرير مطار منّغ العسكري في حلب (أسطورة النظام) زعموا أن النظام يسقد ومطار منّغ لا يسقط فساء ما زعموا.
بعد حصار دام طويلاً ومحاولات متعددة لاقتحام مطار منّغ شاء الله أن يتوّج جهود المجاهدين في شهر الخير والرحمة فكانت قصة انهيار أسطورة مطار منّغ، مطار منج كان حصناً منيعاً فيه تحصينات وخنادق وغرف تحت الأرض ومباني باطون مسلح وخنادق للدبابات ودبابات بالعشرات عدا عن الطائرات الحربية، انهارت جميعها أمام إيمان المسلمين بقوله تعالى" إن تنصروا الله ينصركم" وارتفع عدد الدبابات المدمرة في مطار منغ العسكري إلى 7 دبابات وخمس عشر مروحية، وما تزال المعركة مستمرة بعون من الله ومدد منه.
طوبى للمجاهدين الذين صبروا وصابروا ورابطوا في سبيل الله.
5- انتصارات أخرى في إدلب والرقة وريف دمشق ودرعا:
في درعا تم استهداف معاقل الشبيحة في الحي الجنوبي في بصرى الشام وتكبيد عصابات الأسد خسائر كبيرة.
كما تم استهداف القوات الأسدية في محيط مفرزة الأمن العسكري وتحقيق إصابات مباشرة وخسائر فادحة في صفوفهم في نوى على طريق الشيخ مسكين.
في إدلب شهد السوريون انتصارات عظيمة بفضل الله كان آخرها اقتحام حاجز عبوس في معرة النعمان وقتل كل من فيه واستهداف شبيحة النظام في قرية الفوعة وتحقيق إصابات فادحة.
و ماتزال رجال الله يحاصرون أقذر حاجز لتجمع القوات الأسدية في معمل القرميد و يعدون العدة لاقتحامه. كما شهدت الرقة و دير الزور عدداً من العمليات العسكرية الموفقة لكتائب الجيش الحر و المجاهدين وتحقيق انتصارات وإصابات مباشرة بعون الله.
في ريف دمشق تمت السيطرة على حاجز المغر وقتل عدد كبير من عصابات الأسد وتم استهداف تجمعات العصابة في كل من تلة الثغرة وساحة الحرية في داريا والمدفعية في جبل قاسيون وحي جوبر والعباسيين وتم تحقيق إصابات مباشرة ولله الحمد والمنة.

بعض ملامح النصر في هذا الشهر المبارك لا ترسمها الكلمات فهي تمتد في أوردة القلب وتروي ظمأ الروح لفرحة تنسينا أحزان الفقد والتشرد والجوع والقهر الذي حكمت علينا به العصابة الفرعونية، وبعض الفرح لا تعبر عنه سوى سجدة شكر لله وابتهال أن يتم علينا النصر كاملاً ويمكّن الذين آمنوا تمكيناً.
ليسود قانونه الإلهي المحكم في العدل والمساواة والرحمة والإنسانية والبرّ والإحسان. ليفصل الله الخطاب بين الظالم والمظلوم، بين المدججين بالقنابل والمدججين بالأحلام، بين الفكر الظلامي الديكتاتوري وبين الفكر الإنساني الرحماني.

إن الله على كل شيء قدير. انتصارات لا تحتاج الكثير من البلاغة للحديث عنها، لأن البلاغة بحدّ ذاتها في قوة المتكلم في قوة الفعل الباعث على البلاغة في أبهى صورها، و ما دامت بلاغة المجاهدين في ترسانة الإيمان الذي تسلحوا به فإن كلّ كلام عنها صغير ...
المجاهد وحده هو بليغ هذا العصر، هو حكيم هذا العصر.. و لن نكسب احترام العالم إلا حين نخرج من بلاغة العقد الفريد وبديع الزمان الهمذاني إلى بلاغة النار والبارود ... والرصاصة كلمة حقّ عند سلطان جائر.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع