حسن شامي
تصدير المادة
المشاهدات : 7847
شـــــارك المادة
لم يفاجئ أمين عام حزب الله المراقبين بتأكيده أن حزب الله سيواصل القتال في سوريا، وأن الحزب «سيكون حيث يجب»، وإن كان بعضهم خاب أمله (الضعيف أصلا) بأن يبادر السيد إلى ما يهدئ النفوس بالقول ان ما بعد القصير بدأت مرحلة أخرى، وليس القول إن «ما بعد القصير بالنسبة إلينا كما قبل القصير».
لكن ما يلفت أن نصر الله يؤكد استمرار التورط في القتال إلى جانب نظام الأسد، رغم اعترافه الضمني بأن هذا التورط ليس عاملا حاسما في تحديد نتيجة المعارك داخل سوريا، بل إن مشاركة الحزب العسكرية تشبه «الحجر الذي يسند الخابية».. فما الذي يجعل نصر الله يعتمد هذا الأسلوب المباشر في الجهر بمواصلة القتال، والقول إن «ما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصله إلى النهاية»؟
يرى مصدر سياسي واسع الاطلاع والمتابعة الحثيثة لمجريات الأمور، أن غرض نصر الله من هذه «المجاهرة» هدفان. الأول مباشر يتعلق بموقعه في الداخل اللبناني، وسعيه الدائم لفرض التسليم له بتقرير مسار البلد. الثاني غير مباشر، رسمت خطوطه خلال زيارته الأخيرة لطهران، واجتماعه بـ«مرشد الثورة» السيد علي خامنئي، الذي خص نصر الله بتكريم كبير. «ستار الدخان» الهدف غير المباشر، برأي المصدر، مُنح الأولوية في العمل على تحقيقه، ويمكن التعبير عنه بوصف مشاركة الحزب الكثيفة والمتواصلة في الحرب السورية، بأنها «ستار دخان» للفت الانتباه عن مشاركة إيران بأعداد كبيرة من فصائل الحرس الثوري في القتال إلى جانب قوات الأسد في الداخل السوري. ذلك أن عدم تحرج الحزب في إعلان حجم خسائره البشرية هناك، أعطى انطباعا بأن حجم مشاركته في القتال أكبر من التقديرات المتداولة، في وقت تحيط القيادة الإيرانية بستار من السرية حقيقة ما تتكبده قوات الحرس الثوري من خسائر، برغم ما يعلن من حين لآخر عن مقتل ضابط أو اكثر من هذه القوات. وتفيد معلومات مصدرها الداخل السوري أن قوات الحرس الثوري تقاتل منتشرة في عدة مناطق، وتتحرك بأوامر ضباط إيرانيين مرتبطين مباشرة بالغرفة العسكرية التي تضم قادة من الحرس وجيش النظام السوري، والتي تشكلت منذ قرر النظام اعتماد خيار الحسم بالقوة في مواجهة شعبه. «استثمار النصر» في الشأن الداخلي، يبدو حزب الله وحلفاؤه جادين في السعي لعدم «تفويت فرصة استثمار الانتصارات التي يحققها الحزب في سوريا»، وعدم تكرار تجربة ما بعد انتصار صيف 2006 على العدوان الإسرائيلي، عندما «رضي» الحزب وحلفاؤه بتسوية اتفاق الدوحة 2008، برغم ما كانت تعنيه حركة 7 أيار (مايو) من ذلك العام عندما استطاعت ميليشيا الحزب وحلفاؤه احتلال بيروت خلال ساعات، من دون أي مقاومة.
سلاح الحزب الأول والحاسم في المعركة السياسية هذه هو سلاحه، أي قوته العسكرية الماحقة التي يتكامل حرصه اليوم على إبراز دورها في معركة القصير، مع تأكيد إبراز فعاليته من خلال مواصلة القتال في سوريا. اللافت في هذا السياق ليس ما يرد في خطب وتصريحات قادة الحزب، بل ما يقوله حلفاؤه، وبعضه بلا مداورة، كما في تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ايام لصحيفة الجريدة البيروتية، بأن معركة القصير «ستترك آثارا وانعكاسات كثيرة لعل ابرزها سيكون على المستوى السياسي»، وكلام النائب سليمان فرنجية في برنامج تلفزيوني مساء الخميس الرافض لـ«إعلان بعبدا» الذي وضع ضوابط على تفرد سلاح حزب الله. وفي كل الأحوال، لطالما أكد حزب الله، ولو في معرض النفي، أن من يربح عسكريا يحق له أن يربح سياسيا. وفي السياسة، ثمة حسابات ترتبط بالاستراتيجية الإيرانية التي تنطلق من أن المنطقة على ابواب تغييرات كبيرة في خريطتها الجغرافية، وتوزع نفوذ قواها الإقليمية، وهي تعمل كي يكون لها دور مقرر.
القبس
غازي التوبة
أحمد أبو مطر
عبد العزيز جار الله الجار الله
بشير زين العابدين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة