..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

روح القصير تُنفخ في جسد العلماء

أيمن هاروش

١٦ يونيو ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4010

روح القصير تُنفخ في جسد العلماء
هاروش00.gif

شـــــارك المادة

منذ انطلاقة الثورة السورية وإلى وقت ليس بالبعيد كان العتب والنقد يوجه للعلماء وتحديدا السوريين بأنهم كانوا بعيدا عن الثورة السورية، وكشاهد عيان عشت فترة في داخل البلد في الثورة أقول:

 


هي حقيقة أكثر منها تهمة، ولا ينكر ظهور عدد من العلماء كالشيخ الصياصنة في درعا والرفاعي في دمشق وغيرهم ولكن لم يشكلوا ظاهرة ملموسة لا سيما وأن العدد الكبير من المنخرطين هم من المجاهيل وأعني ممن ليس لهم شهرة وأما المشاهير فإلى تاريخ كتابة المقال هم خذلوا الثورة مابين موال للنظام كالكفاترة والفرافرة والبواطنة ومن لف لفهم، وهناك من هو ساكت إلى اليوم، وما رأينا إلا شيخ القراء كريم راجح والشيخ أسامة الرفاعي بموقف يليق بالحدث، ومن عداهم على خجل وحياء، ولقد كان لهذا أثره السلبي على الثورة.
وبالمقابل فعلماء الأمة الإسلامية لا يختلف مشهدهم عن المشهد السوري فقلة منهم من جهر وتكلم بقوة عن المآسي في سوريا ودعا لنصرتها كالشيخ القرضاوي حفظه الله، وباقي العلماء فالكثير منهم وأعني المشاهير أيضا ما زالوا يدورون في فلك أنظمتهم ولا يخرجون عن الحدود المسموح لهم بالتكلم فيها.
ولقد طالبت وطالب غيري كثيرا من علماء الأمة أن يقفوا الموقف الصحيح القوي من نصرة الشعب السوري ودعوة الأمة للجهاد معه بالنفس والمال والضغط على حكوماتها لتتخذ موقفا واضحا وتحرك قواها وجيوشها لنصرة الشعب السوري المظلوم.
ولكن يبدو أن الأمر كان يحتاج لدخول حزب الله بقوة ويسفر عن وجهه الصحيح حتى يتحرك علماؤنا الأفاضل.
وبالمناسبة موقف حزب الله ليس جديدا فمن شهور وربما أكثر من عام وحزب الله موجود في سوريا وفتاوى المراجع الإيرانية تفتي بالجهاد وتدعو للقتال مع نظام النصيرية، فهل السفور والوضوح هو من حرك العلماء؟
فيما أحسب أن سقوط القصير وتغلل حزب الله في سوريا قد حول النظرية إلى تطبيق والفكر إلى واقع فرأى العلماء أن المشروع الشيعي بدأ يلتهم بلاد الشام والآتي أكثر، وهي صحوة طيبة ومباركة وإن جاءت متأخرة لكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي، ولكن ما الذي يمكن أن يحدثه هذه اللقاء لعلماء الأمة وهذا الاتفاق القوي والكبير؟
هناك عدة أمور أتكهن بها وأقرؤها قد تنتج عن هذا اللقاء:
1-أن يكون هناك تحرك شعبي كبير وتفاعل قوي لنصرة الشعب السوري قد يأخذ شكل دعم مالي أو تحرك شباب للجهاد في سوريا وهو كسب طيب للثورة السورية.
2- إحراج كبير للحكومات العربية التي مازال مفتوها يقولون بعدم جواز الجهاد في سوريا وأنه فتنة أو ما زالت حكوماتها تبني علاقات مع إيران، ولهذا أتوقع أن تبدأ وجهة هؤلاء بالتغيير نحو الصواب أو السكوت على الأقل، وما أظنهم سيستطيعون الوقوف ضد نفرة الشباب للجهاد أو دفع الأغنياء للمال بحجة الإرهاب أو الأمن القومي، فعلماء الأمة أفتت وانتهى الأمر.
3- سنشهد تغيرا في الموقف من العلاقات الإيرانية مع بعض الدول العربية، وهو وإن كان تغيرا جيدا لكنه سيكون أفضل وأجود لو كان تغييرا عقيديا ومن دافع المبادئ لا من دافع المصالح والسياسة، أعني أن تتحول القطيعة مع إيران إلى عقيدة ومبدأ وليس مطلبا يفرضه الواقع والمصلحة مما يجعل العودة ممكنة إذا تغير الواقع والمصلحة.
4- إحراج للرأي العالمي ودق لناقوس الخطر من إعلان الجهاد وبث روحه في الأمة ولهذا أتوقع أن يكون هناك تحرك دولي لتغيير المعادلة واحتواء الأزمة وربما يكون بتوقيف زحف حزب الله أو تقديم دعم للمعارضة المسلحةـ، أو أي شكل يغير من معادلة القوى، فالمجتمع الدولي لا ينقصه جهاديون جدد، كما أنه لن يمكنه التذرع بالإرهاب والتطرف بعد هذه الفتوى لذلك هي محرجة جدا لهم.
5- إحراج لإيران التي تدعي أنها تقاوم إسرائيل وتقتل تكفيرين وإرهابين في سوريا وتدافع عن نظام الممانعة، مما يعني أنها أصبحت مفضوحة ومكشوفة، وأن السنة كلهم اليوم ضد نظام الأسد وضد سياستها فكيف ستقنع شعبها وحلفاءها بنظرية المؤامرة والممانعة؟
وهم يعرفون كذبها لكن كيف ستجد غطاء تستر به قبحها؟
لذلك هي في موقف صعب لا تحسد عليه وأمامها خياران، إما أن تتخلى عن الأسد لتتجنب حربا مع السنة في العالم وهي التي يتزعم حرصها على التقارب معهم، وإما أن تستمر في دعمه وتدخل بوجهها الحقيقي مع العالم السني وتعلنها حربا مفتوحة واضحة ضد السنة وليس ضد المؤامرة وخوفا على الممانعة، ومع أني أرجح الثاني وأتوقعه لكن لا أستبعد في عالم السياسة الأول بشكل أو بآخر.
6- وهو بلا ريب شحنة معنوية ودفعة نفسية كبيرة للمجاهدين والشعب السوري بأن الأمة منهم ومعهم.
وأخيرا أود التنبيه على أمرين اثنين:
أن تكون هناك أفعال قوية كما كانت هناك كلمات قوية، فمراجع الشيعة من أكثر من سنة أفتوا بالجهاد مع بشار وتحرك الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وميليشيا الصدر تنفيذا لهذه الفتاوى بل حتى الرواديد أصبحوا يحركون الشيعة للجهاد في لطمياتهم، ومع أني واثق من أن الأفعال ستكون كبيرة لكن لا أخفي خوفي من برودة هذا الحماس إذا اصطدم ببعض الحواجز ومنها مثلا أنظمة البلاد التي هم فيها وبعض علماء السلطة، ولكن ثقتي بهم كبيرة ولعلنا نرى العز بن عبد السلام وابن تيمية من جديد.
أرجو أن يكون هذا الموقف من الشيعة عقيدة تبقى في النفوس نربي عليها أجيالنا ونرسم عليها سياستنا وليس ردة فعل مؤقتة، فماذبح الأمة (أهل السنة) إلا طيب قلبها وغفلتها عن خبث الباطنيين والروافض عبر التاريخ.
وفي النهاية شكرا للقصير التي أثمرت هذا اللقاء وهذا التلاحم وأعادت العلماء إلى الدور الذي يجب أن يكونوا فيه منذ زمن، ورب ضارة نافعة، وهذا نصر جديد من انتصارات الثورة السورية.

 

 

نيوز سنتر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع