عبد الله محمد
تصدير المادة
المشاهدات : 7158
شـــــارك المادة
اتبع الغرب منذ بداية الثورة استراتيجية للضغط واحتواء الموقف، ولذلك سمح بمرور سلاح يستنزف النظام ولكن لا يسقطه. الغرب لا يريد سقوط النظام خوفاً على إسرائيل، والأنظمة العربية لا تريد سقوطه حتى لا تنجح فكرة الثورات، وروسيا لا تريد سقوط حليفها الوحيد بالمنطقة. هذا التشابك أدى لممارسة أدوار مزدوجة في دعم وإجهاض الثورة في آن واحد، فظهرت أنظمة تساند الثورة علناً وتدعم النظام في السر.
النموذج اليمني لنقل السلطة هو الحل الأمثل لهذه الأطراف، إلا أن الأسد ورط طائفته بمجازر جعلتهم لا يفرطون به خشية الانتقام منهم. تركيبة الصراع هذه جعلت الغرب يتدرج للضغط على بشار وداعميه لإقناعهم بنقل السلطة، فبدأ الغرب بضغط ناعم ثم بضغط أكثر مرونة. الضغط الناعم تمثل بالإعلام والعقوبات وتمرير السلاح، أما الضغط المرن فهو بالانتقال نحو كيان بديل تمثل بالائتلاف والتلويح به بجدية. إن رضخ النظام وقبل باتفاقية نقل السلطة فستقبل به المعارضة كشريك في الحكم كما حدث بين النظام الحاكم باليمن وأحزاب المشترك. هذه الخلطة لم يفسدها سوى الصعود القوي للحراك الجهادي، فهذا الصعود قلب موازين معادلة الغرب من العمل لإسقاط النظام للعمل على إبقائه. الغرب ومنذ أن وضع جبهة النصرة بقائمة الإرهاب قام بمنع دخول السلاح وخفف من الضغط الإعلامي، وهذا كان أول مؤشر لوجهته الجديدة. المعادلة الأخيرة للغرب هي دعم عملية نقل السلطة لتنتهي الأزمة ويبقى نظام يعتمد عليه، أما إن فشلت العملية فيجب دعم الأسد ضد الجهاديين. عندما كانت إيران خطراً على الخليج دعم الغرب صدام في الحرب، وعندما تعاظم خطر صدام مرر الغرب السلاح لإيران، وهكذا في سوريا الآن. لم يمر الغرب بقضية استطاعت كشف حقيقته أمام العالم مثل الثورة السورية، فعلى مدار عامين انتقل الغرب من مبدأ إلى آخر والثورة صامدة.
محمد عياش الكبيسي
بسام مقداد
مركز جسور للدراسات
ياسر الزعاترة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة