محمد علي الشيخي
تصدير المادة
المشاهدات : 7221
شـــــارك المادة
لما أحرز الجيش الحر والمجاهدون التقدم على الأرض وبدأت كفة الميزان تميل لصالح الثورة , وقد أنهكت تماما قوات الأسد, وضاقت الحيل به وبحلفائه من الصفويين والروس وحزب الله واستنفدوا خططهم بعد أن رموا بثقلهم في المعركة, ولم يغن عنهم كيدهم شيئاً, وأوشكوا على الانكشاف؛ خشي اللاعب الاحتياطي فوات الفرصة, لذلك عقد الصفقة وزير خارجية أمريكا جون كيري في موسكو مع لافروف, واتفقا على تبادل الأدوار وبدأت جولة جديدة من اللعبة.
في مقال سابق لي بعنوان السقوط حتميته وتداعياته نشر بموقع لجينيات في:6/4/1433 عرضت فيه بعض الفرضيات التي قد تصير إليها الأمور في سوريا.
"الفرضية الأولى: السقوط المفاجئ لنظام الأسد انتقاما من الله له, فستكون لذلك تداعيات تربك الكثير فتختلط الأمور على الدول المجاورة والمشاركة في المعركة. فأولها انهيار حزب البعث, وحزب الله في لبنان ثم حصار الطائفة النصيرية. واختلال الأمور في إيران ولعل ذلك يقود إلى تفكك النظام الإيراني وسقوطه برمته..
الثانية :استمرار الحال على ما هو عليه لزمن لا يعلمه إلا الله, دون أن تتضح الرؤية فيه بعد, فإذا كان الأمر ذلك فقد يزداد الجيش السوري الحر قوة بانضمام أعداد كبيرة إليه من عناصر الجيش الحكومي ومن عامة الشعب, أو ممن ينضم إليهم من المجاهدين من إخوانهم المسلمين, فإذا طالت مدة الحرب فقد يحصل تدخل عسكري دولي لنصرة الشعب المظلوم ولدعم المقاومة.
وأما الفرضية الثالثة: وهي التدخل العسكري الخارجي وأظن أنها أبعد الاحتمالات حالياً, ولكن لو حدث هذا؛ لكان من نتائجه: اتساع دائرة الصراع, وتعدد جبهاته وخطورة تداعياته, فقد تقوم الحرب بين المعسكر الداعم للأسد ومعارضيه ويحصل التدخل العلني المباشر لروسيا وإيران، ضد الجيش الحر والمقاومة السورية, وقد يتطور الأمر فتدخل حلبة الصراع قوات غربية .." آه هنا بدأت ملامح الفرضية الثالثة والله أعلم في التحقق, فالضربة التي نفذتها إسرائيل ليلة السبت الماضي:24/6/1434 لمواقع عسكرية بدمشق لم تأت من فراغ, ولم تكن من أجل سواد عيون الثوار, ولا دعماً لهم, كلا! بل ولا خوفاً من تهريب الأسلحة لحزب الله كما قيل, وإنما خشية وقوع تلك الأسلحة بيد الثور بعد سقوط الأسد .
فمن أهداف هذه الجولة الإجهاز على كل ما تبقى من قوة قد يرثها الثوار في حال انتصارهم, بعد أن دُمِرت كل مقدرات الشعب السوري وقواته, فلا يقوى على الدخول في حرب أخرى بعد ذلك, بل سيصبح لقمة سائغة للطامعين, وهذا هدف رئيس في هذه المؤامرة. وما هذه التحرشات في الجولان وضرب دمشق إلا نُذر حرب, ومرحلة جديدة من الصراع, ومؤشر على دخول اللاعب الأمريكي حلبة الصراع في سوريا تعهدت إسرائيل بالمرحلة التمهيدية منه, بعد أن صرح الرئيس الأمريكي قبل أسابيع بتغير قواعد اللعبة. ويجب أن ندرك جيداً أن أمريكا والغرب والشرق لا يضيرهم تدمير سوريا, ولا قتل أكثر من مئة ألف سوري. وإنما يعنيهم مصالحهم, ومن المعلوم أن أمن إسرائيل في مقدمة ذلك, علاوة على المطامع الجديدة في المنطقة. لذلك أصبح من الضروري أن يدخل الأمريكان الحلبة تحت أي مسمى, المهم اغتنام الوقت قبل انتصار الشعب السوري وسقوط الأسد, فإنه من الصعب بل المستحيل تحقيق أي مصلحة للغرب بعد انتصار الثوار, بل قد تُفتح عليهم جبهة لم تكن لهم في الحسبان..!
فاللاعب الجديد يعلم أن المؤامرة أصبحت مكشوفة وهو لا يعنيه علم عدوه بذلك أم لا, وإنما المسألة بالنسبة له اكتساب الوقت والجولة قبل فوات الأوان. وقد بدأت أمريكا لعبتها منذ فترة في تكوين قوة للتدخل مكونة من عملائها في الأردن, وتجري عمليات تدريبية هناك, لتكون على أهبة الاستعداد ..!
أقول: لو حصل تدخل فعلي لأمريكا فإني أرجو الله تعالى أن يجعل تدميرها في تدبيرها, وأن يوقعها في شر أعمالها. في المثل الشعبي - الثالثة أم قرنين- ومعناه: أن المرة الثالثة عادة ما تكون في غير صالح الفاعل. ومناسبة ذلك لما نحن فيه, أن أمريكا دخلت في الحرب ضد المسلمين مرتين في أفغانستان والعراق, فإن دخلت الثالثة في سوريا كانت في غير صالحها. لذلك فهي تتخوف من دخول هذه الحلبة, لهذا قد تكتفي بضربات ذراعها الإسرائيلي لعلها يكفيها مؤونة المباشرة بنفسها. وتخشى أن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. اللهم رد كيدهم في نحورهم, وانصر أولياءك المؤمنين في سوريا نصراً عزيزاً يا سميع الدعاء.
طارق الحميد
خورشيد دلي
مهنا الحبيل
أحمد السباعي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة