..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

عيد جلاء المستأسدين

أسامة الملوحي

١٨ إبريل ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7639

عيد جلاء المستأسدين
1.jpg

شـــــارك المادة

عندما تمر ذكرى جلاء الفرنسيين عن سورية وعندما تمر مشاهد الجهاد ضد الفرنسيين في مخيلة العارفين والمتابعين فإن المقارنة والمفارقة تفرض نفسها لتعطي استنتاجات حاسمة.

فمقارنة ماكان من الفرنسيين مع ما كان ويكون من آل الأسد يفرض قولا واحدا: يا محلى أيام الفرنسيين أمام أيام المستأسدين..

 


في كثير من الأحيان يخطر في بالي أن استعمار آل الأسد لسوريا هو امتداد للاستعمار الفرنسي ولكنني بعد تفكر وتحليل أقول هو امتداد وعقوبة... امتداد للاستعمار الأجنبي وقد تكون عقوبة من الفرنسيين بل من الغربيين عموما للشعب السوري الذي أذاق جنود فرنسا في زمن قصير ما لم يذوقوه في أي مكان في العالم حتى على أيدي الألمان...وكثيرون لا يعلمون أن الشعب السوري العظيم قد أشعل أكثر من مائتي انتفاضة وثورة ضد الفرنسيين خلال 25 سنة في كل أنحاء سوريا..
وكأن فرنسا قد جهزت من يحل مكانها وينتقم لجنودها ولهيبتها التي سقطت في سوريا ...فأتى على سوريا بعد عدة انقلابات من يستعمر وينتقم ...
آل الأسد استعمروا سوريا وانتقموا وينتقمون من الشعب السوري العظيم.
تقارير غربية كثيرة ودراسات عديدة في أواسط القرن الماضي تحدثت وأفردت للسوري صفات خاصة مميزة وحذرت من كفاءة السوري وإتقانه وزعامته إن استقام ووجد الفسحة أمامه...
وهذه الدراسات حذّرت لأن من قام بها كان يخشى أن ينبثق وينهض من ينافس اسرائيل ويحجمها ويحرجها ... وحذّرت لأن سوريا لو تُركت لفاقت عدة دول أوربية في الصناعة والزراعة... ولكن سوريا لم تترك وأتاها الاستعمار الأسدي المقيت ... استعمار ليس كمثله استعمار على مر التاريخ. استعمار سلب الإرادة الوطنية ورهنها لكل مخابرات العالم وبدأها ببيع الجولان. استعمار امتص خيرات سوريا بعلنية فجة وقحة وشارك المستعمرون الناس في أموالهم.
استعمار دمر الانتماء الوطني إلى درجة غير مسبوقة. استعمار ركّز على تدمير خصال المواطن السوري التي ميزته أيام الاحتلال الفرنسي فغرس الخوف واستأصل الرجولة والشهامة. استعمار غريب استخدم لغة البلد فقلب تطبيق المصطلحات والدلالات فأصبحت الحرية أن يمر كل سوري حر شريف بالمعتقل والوحدة العربية أن يبتعد عن العرب إلى أحضان إيران والصمود والتصدي أن لايطلق طلقة واحدة على الجولان. اليوم في ذكرى الجلاء يرفع الثوار الأبطال في الداخل شعار (استقلالنا برحيل آل الأسد).
وكل السوريون الأحرار يرون المشهد بوضوح ويؤمنون أنهم يحاربون ضد استعمار حقيقي بشع وأنهم يخوضون حرب تحرير وطنية عظمى..
حرب تحرير مقدسة فيها طلائع المجاهدين الذين يطهرون الأرض ويحررونها شبرا شبرا... ومن بعدهم في هذه الحرب من يؤازر ويناصر ويدفع ... ولاعذر بعد اليوم لمتفرج أو محايد ...
فإما أن يكون السوري اليوم (عوايني) مع المستعمر المستأسد الغاشم أو مع عملية التحرير الوطني العظيم في ثورة ليس كمثلها ثورة منذ قرون.... سلام على شهدائها .. والله أكبر.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع