..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

البوطي بين الظاهر والباطن

أبو مضر

١٣ إبريل ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4413

البوطي بين الظاهر والباطن
0.jpg

شـــــارك المادة

مما أُثر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قوله: ((لايُعرفُ الحقُّ بالرجال ولكن اعرف الحقَّ تَعرِفْ أهله)).

وقال بعض العلماء: من عرف الحق بالرجال حار في متاهات الضلال.
منذ انقلاب عام 1963 والمقبور حافظ الأسد وحزبه وعصابته ينشرون في الأرض الفساد، حاربوا الله والرسل والأديان ونشروا العهر والتحلل الأخلاقي في البلاد.

 


خربوا البنية التحتية والفوقية وجعلوا الناس جواسيس على بعضهم حتى فقدت الثقة بين الوالد والأولاد. أحصوا على البشر حتى أنفاسهم فملؤوا بهم السجون وانتشرت جثثهم في الآكام والهضاب والوهاد.
مع كل هذا لا زلنا نجد بعض من ينتمون زورا وبهتانا إلى طلبة العلم الشرعي يدافعون عن النظام وأزلامه، ويلوون عنق الأدلة بحجة عدم جواز الخروج على السلطان لأن ذلك يقود إلى فتنة أكبر ويدعون له على المنابر على أنه ولي الأمر الشرعي الذي من نازعه البيعة مات ميتة جاهلية، وهم يعلمون علم اليقين أن بيعته ليست شرعية وأنها أخذت زوراً وبهتانا، وأُجبر حتى الأموات على انتخابه بنسبة 99.99%.
والأعجب من ذلك أن نجد من يدافع عن هؤلاء العملاء - وليس العلماء - ويحرف حتى مقصدهم، فهم وهم كما يقول أبو حازم الأعرج: شر الناس من باع آخرته بدنياه، وشر منه من باع آخرته بدنيا غيره.
قرأت في مقال لأحد دعاة العلم ويدعى بدر الدين الخراط مقالاً بعنوان: دعوة لاكتشاف بقية منهج العلامة البوطي ...مما جاء فيه ...((.. .لا لم يدرك حقيقة موقف الشيخ من أخذ بظاهر عباراته اللينة التي يخاطب فيها الجيش الأسدي التيمورلنكي الذي دمر البلد... إن تلك الكلمات اللينة لمثل هذا الجيش لا يحملها على ظاهرها إلا غافل يسيء إلى الشيخ من حيث لا يدري ... واللبيب عندما يرى الشيخ يحط اللائمة على المسلحين الثائرين عليه ألا يغفل عن حقيقة أن الشيخ يدرك تماما أن هؤلاء مسلمون وأنهم أصحاب حق وأن خصمهم فاجر عميل،، وأنه إنما يحط عليهم فقط لأنهم لم يعرفوا كيف تورد الإبل ولا كيف تكحل العيون،، فماتت الإبل وعميت العيون) اهـ.
فهل هناك عمى أكثر من هذا العمى.. وهل بقيت إبل لم يبقر الأسد بطونها، وهل بقيت عيون لم يسملها. ولكن صدق الله (( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )).
كلام الخراط يعني أن كل كلمة ترد في خطابات البوطي عن الجيش الأسدي، هو يعني بها الجيش الحر.
وكل عبارة يذكر فيها المرتزقة الذين جاؤوا من خارج الحدود ويعيثون في الأرض الفساد فالبوطي يعني بهم جماعة إيران وحزب اللات.
وكل عبارة يتحدث فيها عن العصابات الإرهابية التي ترتكب المجازر وتنتهك الأعراض وأنهم يتعاطون المخدرات ولا يعرفون الصلاة فهو يقصد بهم الشبيحة.
ولا أدري إذا كان كلام شريف شحادة وأحمد حاج علي وأحمد صوان وبسام ابو عبدالله وغيرهم من الشبيحة يمكن أن يكون بنفس الطريقة .. فهناك ظاهر وهناك باطن، وكلهم من أبناء الوطن الغالي.
كل الحدود الشرعية-فيما أعلم- تطبق على ظاهر الفعل لأن الباطن لا يعلمه إلا الله، وحتى الطلاق يقع باللفظ الظاهر وإن لم ينو صاحبه وقوعه .. وإنني سأنقل لكم بعضاً من خطب البوطي وكلماته ... ولكم وحدكم التعليق على ظاهره أو باطنه ...
في أربعينية المقبور حافظ يقول: إن باطن قائدنا الراحل كان خيراً من ظاهره‏‏،‏‏ على أن ظاهره كان مبعث حب وإكبار من المقربين...
عندما يكون باطن الإنسان خيراً من ظاهره‏‏؛‏‏ فمعنى ذلك أن جُلّ تعامله إنما هو مع الله الذي يعلم السر وأخفى‏‏،‏ وأن هذا الإنسان في أكثر أحيانه كثير المراقبة لله سبحانه وتعالى‏‏،‏‏ ومن ثم فلابد أن تسري في كيانه قوة إضافية إلى جانب قوته البشرية التي يمتلكها‏‏،‏‏ ولابد من أن يسانده من التوفيق ما يبدو أنه خارقة أو معجزة‏‏. (( البوطي يؤكد- في الظاهر - أن حافظ الاسد كان مؤيداً بالمعجزات !!)).
يقول العلامة ابن حجر رحمه الله: ( الجميع – جميع الفقهاء - يحرمون القتال مع أئمة الجور ضد من خرج عليهم من أهل الحق)) فتح الباري 12/286).
وهذا الذي يدعو البوطي إلى عكسه في جميع خطبه منذ بداية الثورة المباركة.
في خطبته 19/10/2012 يقول عن الثوار الذين يدافعون عن أعراضهم وأرضهم ودينهم وعقيدتهم ((رأينا فيهم من يرتكبون الفواحش والموبقات، رأينا فيهم من يعكفون على المخدرات، رأينا فيهم من يسددون رصاص القتل إلى المصلين في صلاتهم..))..
ثم يذكر ما حدث في المسجد الأموي بحلب قالباً للحقائق، ثم يثني على الأسد وأنه سيعيد ترميمه: ((والذين اتهموا بالكفر والردة لا يقر لهم قرار حتى يبدؤوا فعلاً بإعادة هذا المسجد الجامع إلى شأنه))...
فأين الظاهر والباطن هنا ... وفي 20.7.2012 يقول في رثائه للمقبور آصف شوكت وشلته القذرة وهو يعزي الجيش الأسدي الشامخ بإيمانه فيقول: (( أتوجه إليه وإلى دولتنا العربية والإسلامية بالتعزية إذ ودعوا بالأمس دعائماً ثلاثاً هي أركان لا في الجيش فقط بل هي أركان كانت راسخة في بناء دولتنا العربية الإسلامية كلها)).
إياكم أيها القراء وإساءة الظن فالجميع يعلمون أن آصف شوكت نذر حياته للدفاع عن الإسلام والعقيدة !!!!
ولذلك كان يسعى حثيثاً لتحويل المسجد الأموي إلى حسينية!!. ووصلت وقاحته وجرأته على الله ذروتها في الجمعة بتاريخ 19/10/2012 حيث قال: إن الله سينصر جيش الأسد بالرعب وهو ضامن لهذا النصر.
ويعود مرة ثانية للفخر بهذا الجيش فيقول: ((يطيب لي أن أتوجه الساعة من على هذا المنبر إلى جيشنا الشامخ كما قلت بإيمانه الشامخ بجبهته التي لا تلين ولا تذل ولا تهون لأي عدو من الأعداء)).. طبعاً... لا شك أن كل سوري عاقل يعلم يقيناً أن الجيش العقائدي الأسدي الذي يفخر به البوطي.. تحرم فيه الصلاة وكل العبادات وأهل تدمر يشهدون...
وهذا الجيش الشامخ كان صغيراً حقيراً ذليلاً في كل حروبه مع اسرائيل .. أما الأعداء الذين لم تلن ولم تذل جبهته لهم.. فهم الأخوان المسلمون .. والأشقاء اللبنانيون ...والثوار السوريون ..
النظام الفاسد الكافر الفاجر الذي يدافع البوطي عنه هو قتل رفاق دربه في تشرين التصحيح ليسلم زعران طائفته مفاصل الدولة، وهو الذي باع الجولان ثم قام بتسريح وقتل واعتقال الشرفاء من أبناء الجيش.
وهو الذي سلم القنيطرة قبل وصول الأعداء إليها بساعات طوال، وهو الذي حول نصر تشرين إلى هزيمة بإعطائه الأوامر بالانسحاب الكيفي فوصلت القوات الإسرائيلية إلى أبواب دمشق ثم تواطأ مع إسرائيل لقتل خيرة الطيارين السوريين في سماء لبنان. ولعل البوطي لم يقرأ ما كتبه الفاجر الكافر إبراهيم خلاص في مجلة جيش الشعب العقائدي، العدد (497)، في 25/نيسان/1967م، : (إن الله والرأسمالية والإقطاع أصبحت دمى محنطة في متحف التاريخ ..) هذا الجيش العقائدي هو الذي هدم مسجد السلطان في حماة بعد أن دخله بالدبابات ثم دخل بالدبابات مسجد خالد بن الوليد في حمص والمسجد الأموي في دمشق مرتكبا المذابح بحق المواطنين الآمنين العزل.
وها هو التاريخ يعيد نفسه في عهد القاتل الفاجر الغدار المدعو بشار، فقد دمر المساجد والمساكن وأهلك الحرث والزرع والنسل، ولا يبالي لو قتل نصف الشعب مقابل بقائه في الحكم.
والبوطي المجرم في الظاهر، المنافق في الباطن هو الذي عاش زمنا ينافح عن المقبور حافظ ولا يزال اليوم ينافق لولده وهو المسؤول أمام الله تعالى ثم أمام الأحرار عن كل الدماء الطاهرة التي روت وتروي أرض الوطن الطاهرة، وأشد ما يكون الظلام عند بزوغ الفجر.
ولا بد من القصاص العادل من الخونة قبل المجرمين، فمن زرع الشوك عليه أن يتحمل الذي زرعه.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع