العربية نت
تصدير المادة
المشاهدات : 3077
شـــــارك المادة
في آخر دراسة لتطورات الوضع في سوريا، أكد جيفري وايت المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، أن حركة المعارضة المسلحة المتنامية ضد نظام الأسد تعد عنصراً متزايد الأهمية في المعادلة السورية. فالجيش السوري الحر هو الوجه الطبيعي لجماعة المعارضة المسلحة والتي ظهرت لمواجهة نظام الأسد.
وأضاف وايت: يبدو أن الجيش السوري الحر يكسب القوة والفعالية يوما بعد آخر، حيث إن دمشق تواجه الآن مقاومة سلمية بحته متمثلة بالاحتجاجات وأخرى مسلحة ولدت من رحم المؤسسة العسكرية السورية ظهرت لضرورة ملحة أيضا، وحتى الآن أثبت "الجيش السوري الحر" مرونته في وجه إجراءات النظام الرامية إلى قمعه بشتى الطرق. أصول الانشقاق
في 29 يوليو/تموز تم الإعلان رسمياً عن تأسيس الجيش السوري الحر، ولكن يمكن تتبع أصوله إلى ما قبل ذلك. فقد جاء تشكيل الجماعة كرد فعل على وحشية النظام ضد الاحتجاجات الشعبية السلمية.
وقد زاد الانشقاق عن الجيش السوري عندما رفض جنود ووحدات صغيرة، الانصياع لأوامر إطلاق النار على المتظاهرين العُزَّل أو قرروا ببساطة التخلي عن النظام. ورغم عدم انضمام جميع هؤلاء الجنود إلى "الجيش السوري الحر" إلا أن العديد من التقارير الإعلامية تشير إلى تدفق مستمر للمنشقين إلى صفوف الجماعة.
وتؤكد الدراسة التي بررت وجود رد فعل عسكري متمثل بالمنشقين عن الجيش السوري بالقول: "كانت هذه القوة ومنذ فترة قصيرة تحت إمرة الحكومة السورية، لكنها انشقت عنه بعد أن استباح النظام السوري دماء السوريين. فالأمر يحمل على منطلقين: الأول لا يمكن للجيش السوري أن يصف المنشقين بالخونة، لأنهم كانوا يعملون تحت لواء واحد في الأمس القريب. والآخر أن أعداد المنشقين تتزايد يوما بعد آخر وبشكل يوفر لهم تبريرا سليما بأنهم ما انشقوا إلا بعدما اتضحت لهم معالم النظام السوري عن كثب".
وتذكر الدراسة أيضا أن من بين المنشقين أفراد من جميع الرُتب، من المجند وحتى العميد، وكذلك من مجموعة متنوعة وواسعة من الوحدات والتنظيمات القتالية التي تشمل أركان النظام الرئيسي، مثل "الحرس الجمهوري" والهيئات الاستخباراتية.
وقد انشقت بعض الوحدات الصغيرة إضافة إلى العديد من الانشقاقات بحجم الكتيبة قد تم الإعلان عنها وإن لم يتم تأكيد ذلك، وفي بعض الحالات على الأقل أخذ المنشقون أسلحتهم معهم، وفي معظم الحالات يبدو أنهم قد انضموا إلى عناصر محلية من "الجيش السوري الحر". الهيكل التنظيمي
وتعمق الدراسة من النظر في موضوع الانشقاقات حيث تذكر: مما يسهل عملية الانشقاق وإنشاء وحدة "الجيش السوري الحر" هي الحقيقة بأن الأفراد المذكورين ينتقلون من جيش نظامي إلى قوة شبه عسكرية جيدة التنظيم إلى حد ما. واستناداً إلى الأدلة المتاحة فإن لدى "الجيش السوري الحر" سلسلة قيادية وهياكل تنظيمية ورُتَبِيَّة ووحدات معينة.
يبدو أن الدراسة التحليلية رصدت الشأن السوري بشكل يومي، حيث جاء فيها: بعد متابعة للشأن السوري تبين لنا أن هنالك عناصر من وحدتين في منطقة دمشق - "كتيبة أبو عبيدة الجراح" و"كتيبة معاوية بن أبي سفيان" - قد تعاونتا في عمليات ضد قوات النظام مما يؤكد - على الأقل - وجود درجة ما من التعاون. وتمارس القيادة والتحكم من خلال مجموعة وسائل متنوعة تشمل الهواتف المحمولة والبريد الإلكتروني وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ويفترض أيضاً وجود سعاة.
وتشير الدراسة أيضا: أن نظام المعركة القائم في "الجيش السوري الحر" (هيكل القيادة والوحدات والانتشار والقوة والعتاد) يصبح يوماً بعد يوم أكثر وضوحاً، حيث تدعي الجماعة أن لديها 22 "كتيبة" تعمل ضد النظام.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن عضوية "الجيش السوري الحر" تتكون من أفراد عسكريين من ذوي الخبرة في الغالب، بمعنى أنهم كادر من الضباط وضباط الصف، وفي بعض الحالات لهم روابط اجتماعية مع أسر وعشائر محلية ومدن وأحياء. وبعبارة أخرى هم على دراية باستخدام الأسلحة ويحاربون على أرض يعرفونها.
لكن العدد الإجمالي لأفراد "الجيش السوري الحر" غير مؤكد. وقد ادعت قيادة الجماعة أن عددهم يتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر ألفاً، لكن ذلك يبدو مرتفعاً للغاية. والرقم الأكثر منطقية هو بضعة آلاف، بما يتوافق مع العدد والحجم المرجح للكتائب. الانتشار والعمليات
وتلقي الدراسة الضوء على ما وقع من عمليات للجيش السوري الحر، حيث أكدت: يعمل "الجيش السوري الحر" في جميع أنحاء سوريا سواء في المناطق الحضرية أو الريفية. وتنشط القوات في شمال غرب البلاد (إدلب وحلب) والمنطقة الوسطى (حمص وحماة والرستن) والساحل حول اللاذقية والجنوب (درعا وحوران) والشرق (دير الزور والبو كمال) ومنطقة دمشق. ويوجد أكبر تجمع لهذه القوات على ما يبدو في المنطقة الوسطى (حمص وحماة والمناطق المحيطة بها) وتضم تسع كتائب أو أكثر ويقال إنها نشطة هناك.
وتبدو معظم عمليات "الجيش السوري الحر" عبارة عن تصرفات لوحدات صغيرة تنطوي على مشاركة ما بين بضع أشخاص إلى عشرات من الأفراد. ويبدو أن القتال في الرستن وحمص في أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر قد شمل عمليات أكبر إلى حد ما. كما تضمنت العمليات الدفاع عن المناطق المحلية ونصب الكمائن للقوافل والمركبات والقيام بهجمات على مواقع النظام ومنشآته وعلى قواته الأمنية وعناصر الميليشيات وعلى مسؤولي النظام وضباط الجيش والتدخل ضد قوات النظام التي تهاجم المتظاهرين وتقوم بإغلاق الطرق.
وقد حارب أيضاً "الجيش السوري الحر" على الأقل ثلاث "معارك" خطيرة أولاً: الرستن/تلبيسة (27 أيلول/سبتمبر - 1 تشرين الأول/أكتوبر) وحمص (28 تشرين الأول/أكتوبر - 8 تشرين الثاني/نوفمبر) وخِربة غزالة (14 تشرين الثاني/نوفمبر).
وقد تميزت تلك العمليات باشتباكات متزايدة مع قوات النظام. وعلى الرغم من أن "الجيش السوري الحر" قد أوقف القتال في كل حالة على حدة، إلا أنه كان قادراً على إلحاق خسائر وإحداث المزيد من الانشقاقات.
وقد اضطر النظام أيضاً إلى نشر تشكيلات قتالية كبيرة (ما يعادل فرقة أو لواء) في عمليات قتالية خطيرة. كما أن عمليات "الجيش السوري الحر" تُجبر النظام على نشر قوات في جميع أنحاء البلاد، وليس فقط مواصلة إطلاق النار على المدنيين العزل.
هيئة الشام الإسلامية
كتائب الصحابة في دمشق وريفها
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة