العصر
تصدير المادة
المشاهدات : 3567
شـــــارك المادة
الثورة السورية هزت أركان العصابة الدموية المجرمة الحاكمة وهي ماضية في خطها ونهجها ويتدخل الغرب في ربع ساعة الأخيرة ليحرف المسار.. والمطلوب غربيا الآن في سوريا: اقتتال داخلي بخطة أمريكية وتدريب بريطاني فرنسي وأرضية أردنية حاضنة. الخيار المفضل لواشنطن اليوم لمواجهة ما تسميه قوى التطرف الإسلامي في الثورة السورية هو الأردن.
وقد انتقدت الولايات المتحدة تركيا لأنها سهلت، كما زعمت، سيطرة جبهة النصرة على الشمال السوري.. لقد اتضح الأمر الآن بأن واشنطن تريد اقتتالا داخليا وتصفية لجبهة النصرة في سوريا ولا يعنيها أمر الأسد أكثر مما هي غارقة في تنفيذ مخطط تصفية. مخطط تصفية جبهة النصرة وأخواتها..فالحذر الحذر أن يحول الثوار أسلحتهم غلى صدور بعضهم البعض، وواشنطن تدفعهم لهذا دفعا.. والمخابرات الأردنية تحتضن هذا المخطط في مركز الملك عبدالله لتدريب العمليات الخاصة في شمال العاصمة عمان.. بداية الخطة تدريب الضباط المنشقين من الجيش السوري تعزيز للأطراف العلمانية في المعارضة، في محاولة للسيطرة الميدانية على الجنوب السوري بالقرب من الحدود الأردنية (درعا) لإحداث توازن ميداني بين الشمال والجنوب، منعا لهيمنة وسيطرة التوجهات الإسلامية (خاصة السفلية الجهادية منها) على كامل المناطق السورية المحررة، خاصة مع تنامي قوة وتأثير هذا الكتائب بمسمياتها المختلفة، وتأتي في مقدمتها جبهة النصرة. والأردن رمى بثقله الاستخباري إنجاحا للخطة الأمريكية لمخاوفه مما يسميه القصر الملكي "التمدد السلفي" وانتقاما من الدور التركي في الشمال السوري تحديدا، ولن تجد واشنطن أوفى وأخلص من المخابرات الأردنية، بخبراتها وسابقتها في اختراق الجهاديين والتحريض على الاقتتال الداخلي. وعليه، فإن ما تمر به الثورة السورية الرائعة اليوم هو واحد من أصعب منعطفاتها واختباراتها: فإما المضي في شراكة ثورية عسكرية وإن اختلفت التوجهات لإسقاط حكم العصابة المجرمة وإما اقتتال داخلي وفقا لخطة أمريكية غرفة عملياتها في عمان. وليس هذا وقت التصنيفات والإيديولوجيات، علماني وإسلامي، والتوجهات والانتماءات المتضاربة في الثورة السورية، وإنما هو تقسيم واحد لا غير: مع العصابة المجرمة أو ضدها بثورة تطيح بأركانها وتطهر بلاد الشام منها. وفي هذا، يخشى كثير من المراقبين من تقسم الأراضي المحررة في سوريا ما بين شمال "إسلامي" وجنوب "علماني"، وتحدث الفاجعة وتنجح واشنطن في تنفيذ مخططاتها فيقتتل "المعسكران"، والمخابرات الأردنية تتسلل وتخترق الصفوف وتشعل الفتن وتحرض على التصفية والأسد يرقب المشهد عن بعد يلتقط أنفاسه ويعيد ترتيب أوراقه بالتنسيق مع مثلث الحرب: إيران، حزب الله وروسيا، وهو أكبر المستفيدين من هذه الخطة الأمريكية.
جمال الباشا
أحمد دعدوش
مجاهد مأمون ديرانية
رضوان الأخرس
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة