رندى حيدر
تصدير المادة
المشاهدات : 6689
شـــــارك المادة
تكشف التحليلات الإسرائيلية الكثيرة للعملية الأخيرة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، والتي ترفض إسرائيل حتى الآن رسمياً الاعتراف بها، عدداً من المعطيات الأساسية المتعلقة بهدف العملية وتوقيتها، وترسم صورة مثيرة للقلق عما يمكن أن يؤول إليه الوضع على الحدود اللبنانية –الإسرائيلية في المرحلة المقبلة.
يشدد المعلقون في إسرائيل على أن الهدف استرجاع القدرة على الردع في مواجهة "حزب الله"، التي تآكلت كثيراً منذ انتهاء حرب تموز 2006، وتطبيق سياسة "الخطوط الحمر"، ومنع "حزب الله" من الحصول على أي سلاح متطورة "يكسر التوازن ". فالقصف استهدف قافلة محملة صواريخ SA-17 الروسية الصنع، التي حصلت عليها سوريا في الفترة الأخيرة، وتهريبها إلى لبنان لا يشكل خرقاً سورياً للخطوط الحمر وإنما هو خرق للاتفاق الذي وقعته سوريا مع روسيا نفسها. ويلمح الإسرائيليون إلى أنه على رغم التنديد الروسي بالغارة، فهم ينسقون مع الروس في شأن هذه الأسلحة، وان هذا كان موضوعاً للزيارة التي قام بها المستشار الحكومي للأمن القومي يعقوب عميدرور لروسيا هذا الأسبوع. ولكن لماذا توقيت الهجوم الآن بالذات، على رغم أن عمليات تهريب السلاح كما تدعي إسرائيل نفسها لم تتوقف منذ 2008؟ الجواب المنطقي عن ذلك له علاقة بالصراع الدائر في سوريا. وهنا تصير الصورة أشد تعقيداً وتداخلاً، فعلى رغم الاستهداف الإسرائيلي لـ"حزب الله"، من غير المستبعد أن تكون مهاجمة قافلة السلاح داخل الأراضي السورية لعدم استفزاز الحزب وتجنيبه الرد على الهجوم، وتالياً تجنب مواجهة واسعة معه لا يبدو الإسرائيليون راغبين بها الآن، وهم يدعون أن الحزب أيضاً لا يريدها. ويزيد هذا الافتراض ربط الغارة بتدهور الأوضاع في سوريا، وبالمخاوف الإسرائيلية المتزايدة ليس فقط من تهريب السلاح إلى "حزب الله"، وإنما من مغبة وقوع مخازن السلاح السورية التقليدية منها وغير التقليدية في أيدي المعارضة المسلحة السورية على اختلاف أنواعها. مما يؤشر لبلوغ الصراع في سوريا مرحلة جديدة، وربما مقاربة اسرائيلية مختلفة لمواجهة مرحلة ما بعد الأسد. والواقع أن دخول إسرائيل على خط ما يحدث في سوريا يضعها ليس فقط في مواجهة مع نظام بشار الأسد و"حزب الله" فحسب، وإنما ضد المعارضة المسلحة في سوريا أيضاً. ويمكن اعتبار الغارة بداية تحرك إسرائيلي لمنع وقوع مخازن السلاح في سوريا في قبضة الثوار في سوريا أو"حزب الله" على حد سواء. وأكثر ما يقلق أن ما جرى قد يكون بداية لعمليات إسرائيلية مشابهة، ولعودة التوتر إلى حدودنا.
النهار
عبد الرحمن الراشد
عبد الوهاب بدرخان
أبو عبد الله عثمان
أحمد موفق زيدان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة