..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الإبراهيمي نهاية وساطة أم وسيط؟

راجح الخوري

١٦ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3028

الإبراهيمي نهاية وساطة أم وسيط؟
الخوري1.gif

شـــــارك المادة

  إذا كان الأخضر الابراهيمي قد أصبح كما يقول النظام السوري بعد ستة أشهر على مهمته اليائسة: "مجرد سائح يحمل ملامح معمّر هرم، ووسيط مزيف يقوم بمهمة فاشلة، وطرف وليس وسيطاً بات في كل الأحوال خارج الحل السوري"، فلا ندري ما الجدوى من صمت هذا الديبلوماسي الجزائري المخضرم، الذي يعض على جروحه منذ ستة أشهر فلا يستقيل من "المهمة المستحيلة" كما وصفها منذ البداية؟

 


ولا ندري ما الجدوى من تقديمه تقريراً في 29 من الجاري إلى الأمم المتحدة ومن ورائها طبعاً أميركا وروسيا، اللتان تعاملتا معه منذ أيلول الماضي على انه مجرد ممسحة يستعملانها لإخفاء عجزهما أو بالأحرى تآمرهما على سوريا والسوريين؟
ما يفرضه المنطق على الإبراهيمي هو تقديم استقالة غاضبة ومعللة، لا تتوقف عند كشف انخراط النظام في حمّامات الدم التي أودت حتى الآن بأكثر من ستين ألف قتيل، في وقت يستمر دك المنازل بالقنابل الروسية تلقيها مقاتلات الرفيق سيرغي لافروف المبتسم حتى آخر قطرة دم في سوريا، بل تكشف أيضا سخافة جامعة نبيل العربي العاجزة إلا عن استطلاع أوضاع اللاجئين السوريين بعد الصراخ اللبناني أخيراً، كما تكشف تفاهة مجلس الأمن وقد تركته واشنطن رهينة "الفيتو" الروسي الذي يخفي في الواقع نوعاً من انخراط البلدين الوقح في رقص "التانغو" على قبور السوريين!

يجب ألا ينهي الإبراهيمي حياته الدبلوماسية بالصمت عن الحقائق التي أفشلت مهمته، فهو لم يفشل بل كان أكثر جرأة وصراحة من سلفه كوفي أنان الذي توارى مع نقاطه الست من دون أن يقول كلمة، في حين وضع الإبراهيمي نقاطاً على حروف مهمة وكثيرة تتصل بعمق الأزمة السورية، وذلك عندما "تجرأ" وطرح مسألة الانتقال السياسي وفاتح الأسد بموضوع ترشحه للانتخابات وهو ما اعتبره النظام "وقاحة" فأنهى اللقاء معه كما أعلن النظام، الذي يريد تحميله مسؤولية الفشل لأنه يرفض بالمطلق الانتقال السياسي، معتمداً على الدعم الروسي والإيراني والصيني وعلى التغاضي الأميركي وعلى التقصير العربي الفاضح.
يجب ألا ينتهي الإبراهيمي كما انتهى أنان، شبح واختفى من دون أن يقول شيئاً، وخصوصاً أن الأسد أطلق رصاصة الرحمة على مهمته قبل أن يصل إلى دمشق في رحلته الثالثة عندما تركه ينتظر ثمانية أيام في القاهرة ليحدد له موعداً ثم أكثر من ساعة في البهو ليطل عليه، فما كاد يطرح موضوع الانتقال السياسي والانتخابات حتى وقف الأسد منهياً المقابلة والوساطة أيضا!
ولكن هل من العدل والمنطق أن تنتهي حياة الإبراهيمي الدبلوماسية مع انتهاء تلك المقابلة التعيسة؟
وإذا كان "حكم أسرة لمدة 40 عاماً أطول مما يجب" كما قال، فلقد صمت هو أكثر مما يجب!

 

 

النهار

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع