..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بعد عام.. المشهد السوري بين انتصار الثوار وجرائم بشار!

خالد حسن هنداوي

٩ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3503

بعد عام.. المشهد السوري بين انتصار الثوار وجرائم بشار!
الجززززار1.jpg

شـــــارك المادة

أطل العام الميلادي الجديد وما في المشهد السوري الدامي أي جديد غير التغيرات الدراماتيكية اليومية التي يلذ حديثها حين نتكلم عن صمود هذا الشعب البطل الذي فاق كل التصورات من أجل دينه وعرضه وأرضه وحريته وكرامته المسلوبة، حيث استطاع بالقياس إلى بدايات الثورة أن يحقق نتائج عظيمة على الأرض وينتصر في العديد من المواقع والمواضع على عصابة الأسد وشبيحته

 

وينتصر كذلك على معظم دول المجتمع الدولي التي باعته السراب وتركته وحيدا وهو جزء أساسي من الأسرة الدولية التي من المفترض ألا تدع من مكوِّناتها أحدا مظلوما مهيض الجناح في العصر الذي يدعون فيه الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية، وضرورة المحاسبة الأممية لمن تثبت عليه الجنايات التي تصنَّف ضمن الجرائم الدولية وما أكثرها وأفدحها على الأرض السورية التي أراد لها هذا المجتمع أن تبقى تحت نير ذل الصهيونية وأدواتها، وعلى رأسها اللانظام السوري العبد المأمور بشار الجزار كما كان من ورثة العبد المطيع لهم. 
ومع نهاية الأسبوع الأول من العام الجديد أطل طاغية دمشق بكلمته البائسة التي لم يتحف بها شعبنا البطل منذ سبعة أشهر ليقول هراء لا يستحق أي مناقشة أو رد، لكن لبيان سفاهته وفساد حجته سنجيب عليه في الأسبوع المقبل إن شاء الله كيلا يغتر بعض الجاهلين وليفضح الباطل دوما في صراعه مع الحق،

ونكتفي هنا ببعض المعالم المهمة التي تدل كل سائل إلى حقيقة هؤلاء المجرمين وإلى هزائمهم الساحقة ورغم أفعالهم الشنيعة.
 أولاً: من حيث انتصار الجيش الحر والمقاومة الشعبية من قبل الثوار في هذا العام 2012 حيث تم في شهر يوليو مقتل الممثل الخاص للرئيس الأسد حسن تركماني ،ووزير الدفاع داود راجحة ،ونائب رئيس هيئة الأركان صهر الرئيس آصف شوكة في الهجوم الذي تبنَّاه الجيش الحر حيث استهدف اجتماعا لمجلس الأمن القومي وخلية الأزمة في دمشق التي يحاصرها الثوار، وقد وصلوا حتى القصر الجمهوري الذي استهدف بنيرانهم أكثر من مرة وأصبح اللانظام في حرج حقيقي
فهو بعد أن فقد أكثر مدينة حلب العاصمة الاقتصادية مع أكثر ريفها إن لم نقل جميعه إضافة إلى ريف إدلب وحماه وأجزاء كبيرة في حمص ودير الزور، وتحرر من الأراضي السورية ما يزيد على ستين في المائة يريد اليوم أن تكون المعركة الكبرى في دمشق وريفها ويلقنه الثوار أبلغ الدروس حيث لا يدعونه يهنأ ولا يأمن حتى في قصره، ولذا يحتال في خطابه المشؤوم هذا على الناس كي يثبت أنه موجود بعد ترتيبات أخذت وقتا طويلا للإعداد لهذه الكلمة مكانا وزمانا وأشخاصا قبل أن تدق الساعة الأخيرة للرحيل بعون الله.
 إن الذي يدخل سورية اليوم وهو يرى بأم عينه الأراضي المحررة وكيف انقلب السجان مسجونا، ويعرف ويشاهد عشرات بل مئات الدبابات والآليات الخفيفة والثقيلة وأسلحة الغنائم من هذه العصابة وتحرير كثير من الأفواج والكتائب الأرضية والجوية ، وفقدان السيطرة عند عدو الوطن والشعب غالبا ويقرر بيقين أن أكابر المجرمين لابد أن يزولوا قريبا، وأن جنود الحرية بانتصاراتهم الساحقة سيربحون وخصوصا أن حاضنتهم الشعب السوري رغم كل المآسي يقف إلى جانبهم المقاتل فإذا أضفت إلى ذلك تمكنهم من إسقاط وإعطاب الطائرات المروحية والحربية في هذا العام حتى نهايته وأنه بلغ مائة وأربعا وأربعين طائرة منها 81 مروحية و63 حربية ميغ وسوخوي دفاعاً عن المدنيين الذين يقصفون بها؛ عرفت من المنتصر سيما أنه لا يوجد في سورية أكثر من 300 طائرة، راجع في هذا المكتب الإعلامي لتنسيقيات الثورة، فإذا عرفت كذلك أن آلاف العسكريين من أعلى رتب الضباط كالعميد مناف طلاس إلى أصغرها قد انشقوا عن نظام الإجرام وشكلوا جيشاً حرا لقتاله وعرفت من ناحية أخرى أهم الانشقاقات السياسية والدبلوماسية والتي على رأسها رئيس الوزراء السابق رياض حجاب، والعديد من السفراء والناطق باسم الخارجية جهاد مقدسي وغيرهم، عرفت وأيقنت كذب بشار سابقا وحاضرا في خطابه المشؤوم.

ثانياً: بعض أهم جرائم اللانظام في هذا العام: 
حيث نرى ويرى العالم معنا كيف أن عصابة الحقد والفاشية والوحشية الفريدة في هذا الزمان قد عملت على تدمير البلاد والعباد ولم ترع حقا لكبير أو عالم أو عجوز أو طفل أو امرأة حتى الحيوان، تبارك له في هذا إسرائيل وإيران وروسيا وعراق المالكي وحزب الله ولا بأس إذا جرى الدم السوري أنهارا إذا رضي هؤلاء وحفظت لهم مصالحهم رغم الجحيم على يد الجيش الحقائدي ولا أقول العقائدي وقد زاد متوسط القتلى في هذا العام عن المائة يوميا بلا انقطاع، وعرف الشعب المسكين عشرات المذابح والمجازر التي كان من أشهرها مذبحة الحولة والقبير ودوما ودير بعلبة وداريا، حيث ذبح الأطفال والنساء والضحايا بالسكاكين وحرقوا ومثّل بجثثهم وكم قطعت السلطة المياه والكهرباء والاتصالات عن المدن والقرى، وكم قصفت المساجد ودمرتها حتى الكنائس والمتاحف التي نهب كثير منها وكم قتل من الصحفيين ورجال الإعلام وقد أصدر الاتحاد الدولي للصحفيين بيانا ذكر فيه أن 36 صحفيا وإعلاميا قتلوا في سورية هذا العام.
أما السلاح الكيماوي فقد استخدم في الكثير من المواقع واستعمل غاز السارين والفوسفور والقنابل العنقودية والفراغية ضد المدنيين ولا يزال الهجوم متواصلا بالقذف من الطائرات التي ترمي أيضا براميل البارود يوميا، أما قصف المخابز فقد سجل قصف 33 مخبزاً ولقي أكثر من 300 شخص مصرعهم وتقطعت أوصالهم وحرقوا إضافة إلى جرح الآلاف، هذا وقد ثبت أن القتلى قد تجاوز عددهم المائة ألف حسب إحصاءات حقيقية واقعية لا كما ذكرت وثائق حقوق الإنسان أنهم ستون ألفا، ويكفي أنه قتل من الأطفال أكثر من ثلاثة آلاف، ومن النساء قريب منهم، وبلغ عدد المعتقلين أكثر من 220 ألفاً والمفقودين 76.500 واللاجئين داخل الوطن أكثر من أربعة ملايين، والذين هم على الحدود مع تركيا والعراق والأردن ولبنان ومصر وليبيا وشمال إفريقيا أكثر من مليون، وقد مات تحت التعذيب في السجون أكثر من ثلاثة آلاف لأنه تعذيب لا يطاق إضافة إلى التمثيل وإهانة الكرامة للذكور والإناث، إضافة إلى تدمير المدارس والمشافي والمزارع وحرق القرى والبيوت وأحيانا بأصحابها، وإيقاف التعليم وانهيار الاقتصاد بشكل فظيع، وغياب أمن المواطن إلا في المناطق المحررة.

ورغم كل الذي يحدث اعتذرت الأمم المتحدة مؤخرا عن الدعم الإغاثي الإنساني لأنها لا تستطيع أن يعمل الصليب الأحمر في مثل هذه الظروف الرهيبة من عدم الأمن.
أبعد كل ما ذكرنا وهو غيض من فيض يبقى المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا وروسيا وإيران لينادوا بحل سياسي – إرضاء لإسرائيل ولمنافعهم، نحن لا نستغرب ما يجري أبدا لأن الجزار بشار وأباه قبله وكل الطغاة ما هم إلا أدوات يستعملها المجتمع الدولي غالبا وإسرائيل كأحذية لهم وخدام وعبيد وأحرار.
 ولذلك فلا غرو أن يتحدث الجزار بشار في كلمته أمس بلغة التهديد والوعيد، فالضوء الأخضر عنده جاهز من الجميع وعلى سعي الإبراهيمي الأحمر لا الأخضر، كلهم يصرون على إخماد الثورة فإن أخمدها الجزار فهو باق في منصبه، وإن لم يستطع فإن له الملاذ الآمن، أما الشعب فلا بواكي له في زمن النفاق والمؤامرة والاحتلال والاستبداد، لكن الفجر لابد أن يبزع بعد طول الظلام الذي سيزول حتما وتلك سنة الله في الظالمين، وفي نهاية الصراع فإن النصر لمن يحتمل الضربات لا من يضربها.

 

 

رابطة العلماء السوريين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع