عوض السليمان
تصدير المادة
المشاهدات : 11074
شـــــارك المادة
مجزرة حلفايا وضرب حمص بالأسلحة الكيماوية جزءان أساسيان من خطة الأخضر الإبراهيمي لانتقال السلطة في سورية، فقد جاء الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق وفي جعبته خطة دولية، توافق عليها الروس والأمريكان، والأسد بالطبع، وقد طلب هؤلاء أن تفرض الخطة على الشعب السوري بالقوة.
إذ تقضي المؤامرة الجديدة، أن يستمر الأسد كرئيس للجمهورية حتى العام 2014، على ألا يشارك في الانتخابات الرئاسية القادمة، وهكذا يضمنون أن يدمر البلد فوق رؤوس أهله وتنهب خيراته.
يدرك المراقب لمجريات الأحداث، أن هناك تلميحاً دولياً للأسد، أن يشارك في فرض الخطة الجديدة على الشعب السوري. فإذا رفض الائتلاف الوطني أو قادة الجيش الحر هذه الخطة، تم قصف المدنيين بأعنف الوسائل وأكثرها وحشية، كما حدث في مجزرة حلفايا.
فلم يكن المقصود في تلك المجزرة قتل مائتي مسلم سني وحسب، وإنما المقصود الأهم، أن يوافق الائتلاف الوطني على الخطة الدولية مرغماً حقناً لدماء السوريين. فإن رفضت المعارضة الخطة مع ذلك، وهذا ما حدث بالفعل، تم قصف المدن جزئياً بالسلاح الكيماوي وهذا ما حدث بالفعل في حمص.
فبعد حديث أوباما لأشهر عن الخط الأحمر الذي يمثله استخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري، شاهد العالم أجمع غازات الأعصاب وهي تطلق على المدنيين في حمص.
وهو تهديد دولي لائتلاف المعارضة، معناه إما أن تقبلوا خطتنا وإما أن نترك شعبكم يواجه الأسلحة الجرثومية والسامة، ويواجه القصف بالطائرات ويمنع من رغيف الخبز.
لقد كان إطلاق صواريخ سكود على مدن سورية تحت سمع العالم ونظره، واعتراف حلف الأطلسي بعلمه بما حدث إشارة أولية، ولنقل مقدمة كي تفهم المعارضة أنها مجبرة على الموافقة على خطة الإبراهيمي.
ليس فحسب، بل إن تصريحات فاروق الشرع الذي تحدث تلميحاً عن انتقال السلطة تؤكد ما أذهب إليه. فبعد إعلان الائتلاف الوطني رفضه لعروض من الأسد حول انتقال السلطة، عقد وزير إعلام النظام عمران الزعبي مؤتمراً صحفياً قال فيه إن رئيسه لن يتفاوض مع الإرهابيين وإنه قادر على الصمود لسنوات أخرى. ثم بدأت على الفور سلسلة الهجمات الإرهابية التي يقودها الأسد على حلفايا وحمص. الأسوأ في هذه الخطة لا يقتصر على إبقاء الأسد في السلطة حتى العام 2014، بل يقترح الإبراهيمي فيها، كما تسرب عن بعض المتابعين، أن يرأس الحكومة السورية الجديدة هيثم المناع. بلغة أخرى رجل من رجال بشار الأسد. إننا نشد على يد المعارضة السورية الحرة أن تقف في وجه كل هذه المؤامرات، في الوقت الذي نعلم فيه أن موقفها هذا سيؤدي إلى مزيد من الإجرام في سورية، بل وإلى قطع المعونات الاقتصادية الشحيحة أصلاً عن الائتلاف الوطني وعن الشعب السوري بمدنييه ولاجئيه.
يستطيع الشعب السوري أن ينزع شوكه بيديه، وهذا ما فعله على مدار عامين ولا يزال. وإن كان الأخضر ومن خلفه الغرب والشرق يدّعون أن الأسد قادر على الصمود، فإن ثوار الداخل يعلمون علم اليقين أن الرجل في النزع الأخير وما بقي إلا صبر ساعة.
العصر
أحمد رحال
رضوان زيادة
حسان الحموي
صالح القلاب
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة