..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سورية, ومؤامرة التقسيم .

نجوى شبلي

١٩ ديسمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3752

سورية, ومؤامرة التقسيم .
1 تقسيم سوريا.gif

شـــــارك المادة

مع شدة المعارك التي يخوضها الثوّار في سورية لحسم المعركة, وإزالة نظام جثم على صدور السوريين لأكثر من أربعين عاما, يجب ألّا تنسينا هذه المعارك أمورا هامّة علينا أن نتذكرها جيدا, ولعلّ أهمها:

إنّ هذا العالم الذي رأى المجازر والدمار الذي حلّ في سورية وعلى مدى عامين ولم يحرك ساكنا؛ إنّما كان هذا نابعا من قناعة لديه بأنّه إمّا أن يحكم العلويون سورية, وإمّا أن يتمّ تنفيذ مخططهم للشرق الأوسط الجديد والذي سيبدأ من سورية.


ولن تكون مصر بعيدة عنه, والمؤشرات على ذلك كثيرة.
لقد عللت الدول الغربية تقاعسها عن نصرة الشعب السوري بعدم توحد المعارضة  ,وكانت هذه ذريعة غير منطقية, وإلّا فلم تسمّى المعارضة بهذا الاسم؟!
وعندما تكوّن الائتلاف السوري والذي ضمّ معظم أطياف المعارضة السورية كان الاعتراف به منقوصا, فهو ليس الممثل الوحيد للشعب السوري.
وعندما وجب على الدول التي عدّت نفسها صديقة للشعب السوري أن تسلح المعارضة؛تلكأت هذه الدول, وأظهرت خوفها من وصول هذا السلاح إلى الأيدي الخطأ, وفي هذا اعتراف ضمني أنّ نظام الأسد كان الضامن الوحيد لأمن إسرائيل طيلة عشرات السنين, وأنّ هذا النظام كان يسيّر بالريموت كنترول من قبل دول الغرب وأمريكا.
وهنا نتذكر اللقاء المشبوه في القرداحة بين مادلين أولوبرايت وبشار الأسد على إثر قيامها بواجب العزاء في المقبور حافظ الأسد.
إنّ علينا أن نتنبه إلى أنّ إطالة الثوار لمدة الحسم؛ سيجعل النظام يرتب أموره وقواعده في الساحل السوري؛ تهيئة للدولة المزمع إقامتها هناك, وكما أنّ إطالة مدّة الحسم؛ ستجعل الثوار في حاجة إلى السلاح الذي منعه الغرب من أجل تنفيذ مخططه.
وسيكون هذا المنع وعدم وجود السلاح في أيدي الثوار في هذه المرحلة سيكون ذلك سببا في ترسيخ دعائم الدولة العلوية, والتي ستكون أمرا واقعا بالنسبة لهذا العالم المتآمر, وكما أنّ انشغال السوريين بإعادة بناء سورية التي دمّرها النظام المجرم؛ سيضمن لدولة الساحل المرتقبة فترة طويلة من الهدوء والأمان.
إنّ ما نسمعه من دعوات لإرسال قوّات سلام دولية إلى سورية؛ إنّما هو لتكريس هذا التقسيم الذي سيضطر إليه العالم الظالم لضمان أمن دولته إسرائيل بعد أن يئس من بقاء نظام بشار الأسد.
وكما كان دور العرب في تسليم العراق إلى أمريكا ومن ثمّ إلى حليفتها غير المعلنة إيران؛فإنّ الخشية الآن أن أن يكون العرب أنفسهم الأداة لتقسيم سورية, وما يحدث في مصر الآن يؤشر على وجود أيدي إيرانية وأمريكية وبدعم عربي, وقد تعوّدنا نحن العرب ألّا نشعر بالخطر إلّا بعد أن يصبح في قلب دارنا, وقد تعوّدنا نحن العرب أن نكون الوقود لتحقيق مصالح الغرب.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع