..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الثورة و احتمالية التدخل الغربي في الربع الساعة الأخير

حسان الحموي

٢ ديسمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4618

الثورة و احتمالية التدخل الغربي في الربع الساعة الأخير
1.jpg

شـــــارك المادة

لكل المتابعين لمجريات الثورة السورية يدرك أن الثورة وصلت للربع ساعة الأخيرة، فهنالك شيء كبير يحدث في حلب وريفها و دمشق وريفها.
بالأمس خرج المجتمعون مع الروس بقناعة مختلفة عما كان في السابق يصرحون بين أنفسهم أن روسيا تغيرت إلا أنها مازالت تحاول منع استخدام السلاح الثقيل والطيران في دمشق دون جدوى.
أما إيران فهي تسابق الزمن في بناء علاقات مع جزء من التركيبة السورية المستقبلية ولكنها ربما لم تجد بعد السبيل الصحيح لذلك حتى الآن، وهي تحاول جاهدة الاتصال بالمعارضة والائتلاف.


حزب اللات يحاول تعديل تصريحاته لكنها مازالت غير مقبولة للرأي العام السوري والعربي الذي سانده حتى الأمس القريب في حربه مع الكيان الغاصب ، خاصة وأن أفعاله ((الجهادية)) على الأرض السورية، غير مبررة وتصب في غير هذا المسار، وبالتالي ربما يكون حزب اللات ورئيسه هما الخاسر الأكبر في المعادلة الاقليمية المستقبلية .
أما القارئون الجيدون لمتغيرات الثورة السورية فيسارعون الخطى لتثبيت موطئ قدم على الخارطة السياسية الجديدة خاصة تلك التي تحرر قرارها جزئيا من الارتباط بالمنظومة الصهيونية مباشرة كفرنسا.
اليوم مشهد الربع ساعة الأخيرة يمكن تصويره على الشكل التالي: النت والاتصالات مقطوعة عن كامل سورية لثلاثة أيام على التوالي وهذا الأمر كان له تأثير مزدوج على مؤيدي العصابة الأسدية من جهة وعلى جهات المتابعة الخارجية؛ أيضا المطار مغلق منذ أربعة ايام وبوادر سقوطه في ايدي كتائب الجيش الحر في الأيام أو الساعات الأخير بادية للعلن بالأمس خرجت بصعوبة طائرة تحمل الخبراء الروس بعد حصار دام ثلاثة ايام .
أضف على ذلك أنه ما يزيد عن عشرين موقعا عسكريا في ريف دمشق الشرقي وقع نهائيا في يد الثوار، وأصبح معدل سقوط الطائرات اليوم يزيد عن أربعة.
والأكثر دلالة: هي صورة ذاك الضابط الذي وقع بين يدي الثوار ويهتف ضد بشار ويحيي الجيش الحر بحيث انقلب المشهد الدرامي الذي تعودنا عليه بالأمس.
ناهيك عن أن حلب وريفها تتجهز لحسم المعركة النهائية في الشمال لصالح الثورة، كل تلك الصور تظهر بأن النظام بات يعيش مراحله الأخيرة.
لكن هذا لا يعني أن النظام سقط اليوم أو سيسقط غدا، لكن مرتكزات بقائه أصبحت غير موجودة، وبات عليه القبول بقانون لعبة الأقوياء الجدد والتي تتيح له البقاء ولو لفترة بسيطة على قيد الحياة.


ربما تكون الأيام القادمة هي الأكثر دموية في دمشق من نظام طائفي مجرم لا يعرف قوانين للعبة السياسية أو العسكرية، وخاصة مع خسارته لجميع أوراق اللعب.
وسيلجأ خلالها لاستخدام أسلحته الغير تقليدية نظرا لجبنه اللامتناهي، من مبدأ علي وعلى أعدائي، وهذا الأمر سوف يسقط ورقة التوت الباقية أمام أعين مؤيديه، خاصة وأن هذه الأسلحة تضر مؤيديه بقدر ما تضر معارضيه، وتبيح لمن يريد التدخل في الربع ساعة الأخيرة، أن يتصرف دون حرج.
البعض حاول تحريك المشهد السياسي المصري وهنا أعني بالتحديد المنظمات الصهيونية  ويدها الطولى أمريكا بغية جذب الاعلام نحو جهة أخرى بعض الوقت وهذا الأمر بقدر ما هو في صالح العصابة الأسدية، يصب في صالح الثوار، لأن عملهم الحالي يتطلب السرية والابتعاد عن العلن قدر الامكان.
خاصة بعد إدراك الثوار أن مناظر الدم المسفوح لن تستجر عطف الدول الغربية وتدخلهم، ولن توقظ الضمير العالمي الغائب ولن تشحذ همة منظمات حقوق الانسان، العاجزة أصلا حتى عن التعبير اللفظي لدى الراي العام العالمي.
في هذه اللحظة الفارقة؛ أراد النظام السوري تثبيت المشهد فيها، وإخفاء التدهور المتسارع على الأرض، وإظهار صورته للغرب على لسان مندوبه السامي الأخضر الابراهيمي والذي وصفه أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة: بأن النظام لم يستطع التغلب على المعارضة والمعارضة لم تستطع الانتصار على جيش الأسد وأن البلد بحاجة إلى قوة حفظ سلام على الأرض، لتثبيت المواقع و التفاوض مع المعارضة بغية تحقيق بعض المكاسب لما تبقى من العصابة الحاكمة في دمشق، محذرا المجتمع الدولي في حال عدم الاستجابة بمشهد الصوملة السوري.
الانتصارات التي يحققها الثوار السوريون وتراجع قوات الاسد في عموم أنحاء سوريا، هي من جعل "الاتصالات الروسية تأخذ شكلا مستعجلا وطارئا، ".
وهي التي جعلت الموقف الفرنسي أكثر تصلبا ضد الموقف الروسي، مما دفع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الى مهاجمة فرنسا علنا".
"لأن الروس يحاولون الحصول على مكاسب للمعارضين السوريين الذين لموسكو نفوذ لديهم مثل هيئة التنسيق"، من الذين آثروا الحل السياسي.


أما الأمريكان فهم مهتمين بتوحيد وتنظيم صفوف "الجيش السوري الحر" وأبعاد الكتائب الجهادية عنه مثل جبهة النصرة، لضمان وجود قوة عسكرية يمكنها ضمان أمن اسرائيل بعد انهيار النظام.
الجميع بات يدرك اليوم أن الخروج من حال المراوحة دبلوماسيا وسياسيا لن يحصل قبل حصول تغير عسكري ميداني يدفع النظام وحلفاءه إلى قبول التفاوض سبيلا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان بمعنى قبول التفاوض".
و الإبراهيمي يقر "بأنه لا حل في سوريا إلا الحل السياسي, وعبر حكومة انتقالية يشارك فيها طرفي النزاع", ومندوب النظام في الأمم المتحدة الجعفري "يرحب بدعوة الإبراهيمي!!", وخاصة "إصدار قرار ملزم من مجلس الأمن بإرسال قوة حفظ سلام دولية إلى سوريا".
خلاصة المشهد يدركه من يمشي بشوارع دمشق في هذه الأيام ليجد نفسه وسط ثكنة عسكرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. 80% من شوارع العاصمة مغلقة بحواجز إسمنتية, عناصر خائفة بعتادها الكامل، أصوات قصف و انفجارات على مدار الساعة، طيران حربي يقصف العاصمة، قمة جبل قاسيون أصبحت منصة إطلاق صواريخ، قناصين على جميع الدوائر الحكومية و معظم الأبنية السكنية العالية، مسؤولين لم يعد يتجرؤون  على ركوب سياراتهم الرسمية الفاخرة والتفاخر بها، وإنما سيارات سياحية أقل من عادية للتمويه عن أنفسهم.
الجميع يترقب صافرة الحكم للإعلان عن  دخول الجيش الحر إلى مركز العاصمة وتحرير المقرات الرئاسية و خاصة بعد أن تحررت أكبر و أعتى الثكنات العسكرية المتاخمة للشام و التي تبعد خمسة كيلو مترات عن القصر الرئاسي ..


و الأهم من كل ذلك: أن بشار لن يجد طريقا آمنا للهروب من دمشق فطريق مطار دمشق الدولي سيمر عبر رجال الجيش الحر.
و طريق بيروت يمر عبر أبطال الزبداني، وطريق حمص يمر عبر وحوش حرستا و أشاوس دوما، و الطريق الأخير هو طريق أطفال درعا، فإن هو أفلت من أبطال حيي نهر عيشة و القدم، فإن كل درعا له بالمرصاد ..
و التحليق بالسماء بات خطرا بسبب الاستيلاء على صواريخ مضادة للطيران ..
إن ما يجري على الأرض يسبق كل العـالم وإذا لم تتدخل الكتلة الغربية أو النيتو أو تركيا تحديداً لدعم الثوار في هذه الأوقات، ربما أمامنا أسابيع و سيسيطر الثوار بالكامل على غالبية سوريا و لن يكون لدى أحد جميل على الثوار
هذا هو قدر الشام العظيم أن يخذله الجميع وهذا قدر الشعب السوري أن يخلص نفسه بنفسه، فالعظيم ليس بحاجة لأحد وتلك سنة الكون.
لكن تأكدوا دائماً أنّ شيئاً رائعاً على وشك الحدوث ..

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع