مجاهد بن حامد الرفاعي
تصدير المادة
المشاهدات : 9135
شـــــارك المادة
بداية نقدم توضيحاً بشأن مصطلح (الحكم الرشيد) مقتبساً من بحث (قصة الحكم الرشيد) لمعالي البروفيسور الدكتور حامد بن أحمد الرفاعي حيث يقول: الغربُ بعامة وأوروبا بشقيّها الغربي والشرقي عانت ولا تزالُ من تطرفيّن مقيتين:
تطرفٌ ديني أراد ولا يزال يُريد أن يحبسَ الناسَ في أروقةِ الكنائس ويحجبَهم عن الحياة بتعاليم كهنوتية رهبانية. وتطرفٌ علماني دنيوي أراد ولا يزالُ يصرّ على المفاصلةِ التامةِ بين الحياة والكنيسة والتعاليم الكهنوتية وأن لا علاقةَ بين الدين والحياة.. بل ذهبَ الشقٌ الماركسي من أوروبا إلى أكثرَ من ذلك فقرّر أن الدينَ أفيون الشعوب. وقام صراعٌ مريرٌ بين أتباع التطرّفين وأُشعلت حروبٌ ذهب ضحيتها عشرات الملايين وسُحقت مدنٌ كبرى ودُمرت دولٌ بكاملها.. ولا تزال إزالة أثارها ومعالجة عواقبها الوخيمة جارية حتى اليوم رغم مرور أكثر من قرنٍ من الزمان.. وانتقلت للأسف هذه العدوى في الصراع والتطرف المتبادل بين أتباع كل دين في أكثر من مكان في العالم.. أحال المسيرة البشرية إلى ساحات توتر وصراع واضطراب ينذر بدمار شامل .. يلحق أضراراً شديدة في حاضر حياة المجتمعات ومستقبل أجيالها. واليوم وفي إطار ثورة المعلومات وتطور تقنيات التواصل الثقافي, والحوار الفكري والسياسي, والتحارك والتدافع الحكيم بين أتباعِ الأديانِ والثقافات والحضارات والقوى السياسية العالمية .. انبثق منذ بداية الثمانينات تيارٌ إنسانيٌّ عاقلٌ يعمل جاهداً من أجلِ وضع حدٍ للتناقض المُفتعل والصراع غير المبرر بين الدين والدنيا.. وبين الروحي والمادي .. وبين المعبد والسوق في ميادين الحياة.. وبدأ ت الأوساط الثقافية والفكرية والسياسية تردد عبارة ( الحكم الرشيد Good Governance ) بدلاً من عبارة ( العلمانية Secularism ) أو ( الحكم المدني civil governance ) أو( الدينية Theocracy) أو ( الديمقراطية Democracy ) أو ( الشريعة Religious Law ) .. ليكون مصطلح (الحكم الرشيد Good Governance ) مصطلحاً عالمياً .. يتضمن في نهجه ومقاصده كل إيجابيات والمقاصد الخيّرة النبيلة للمصطلحات المشار إليها آنفاً وغيرها.. ومصطلح (الحكم الرشيد) بكل تأكيد ليس ناسخاً وليس لاغياً بحال من الأحوال لأصول ومضامين المصطلحات الآنفة الذكر .. إنما هو مصطلح توافقي يترك الخصوصيات الثقافية لخيارات الشعوب وتمسكها بهويتها ومعتقداتها.. وجاء الاتفاق على مصطلح ( الحكم الرشيد Good Governance ) بعد حوار ونقاش طويل كان يدور بين نُخَبٍ حكيمةٍ من أتباع الأديان والثقافات والتوجهات السياسية والفكرية في أكثر من مكان في العالم.. وذلك خلال المؤتمرات الكثيرة التي عُقدت ولا تزال تُعقد للحوار على امتداد العالم .. رغبة في البحث عن مشترك ثقافي إنساني.. يقود البشرية إلى تعايش آمن وعادل.. على أساس من الاحترام المتبادل للخصوصيات الدينية والثقافية والفكرية لدى الجميع .. وها هو اليوم مصطلح ( الحكم الرشيد Good Governance ) آخذٌ بالانتشار في الأوساط الثقافية والفكرية والسياسية في العالم.. وأصبح معتمداً لدى الكثيرٍ من مراكز البحوث العالمية .. وقُدمت بحوثٌ حول فلسفة ومقاصد هذا المصطلح من جهات متعددة في العالم .. والمنتدى الإسلامي العالمي للحوار وهو من أبرز المؤسسات الفكرية العالمية .. الذي ساهم منذ البداية بفعالية في بلورة ونحت هذا المصطلح.. وقدمَ المنتدى رؤى بشأن تحديد معاني ومقاصد مصطلح ( الحكم الرشيد ).
عامر البوسلامة
عدنان أمامة
ماهر علوش
رابطة خطباء الشام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة