مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 3123
شـــــارك المادة
نشرت أمس مقالة اقترحت فيها منهجاً موحداً للتعامل مع المشروع الأميركي الأخير ومع أي مبادرة جديدة يمكن أن تُطرَح لحل المشكلة السورية، فاقترح عليّ بعض الفضلاء اختصارها حتى يمكن نشرها نشراً موسعاً، ففعلت، وهذه هي الخلاصة في نصف صفحة:
1- الثورة قامت لتحقيق هدف محدد. المشروع الذي يحرمها من تحقيق هدفها سيحولها إلى عبث لا فائدة منه وسيضيّع تضحياتها، فلا يمكن أن تقبل بأي مشروع لا يحقق ذلك الهدف تحقيقاً كاملاً. 2- صحيح أننا نريد وقف القتل والتدمير، ولكن هذا ليس هدف الثورة الحقيقي الذي قامت من أجله، لأنها حينما بدأت لم يكن في سوريا قتل بالجملة وقصف وتدمير للمدن. 3- الهدف الذي قامت الثورة من أجله واستمرت إلى اليوم وقدمت في سبيله أغلى الأثمان هو سقوط النظام. 4- "سقوط النظام" لا يعني إقالة ومحاسبة الأسد فقط، بل يجب أن يشمل حل الأجهزة الأمنية كاملة، وحل "التشكيلات العسكرية الطائفية"، واعتقال ومحاسبة جميع المسؤولين الأمنيين وكبار ضباط الجيش. 5- الخط الفاصل بين نجاح الثورة وفشلها هو تحقيق ذلك الهدف بتفصيلاته الكاملة، وهذا هو جوهر الصراع بين الثورة والقوى الغربية التي تضغط للمحافظة على المؤسستين الأمنية والعسكرية ولإبقائهما تحت سيطرة الأقلية العلوية. 6- هل نرفض أي مشروع لا يتضمن اعترافاً صريحاً بهوية سوريا الإسلامية؟ رأيي أن لا نعطل أي مشروع حقيقي لحل الأزمة ولو خلا من هذا الاعتراف، بشرط أن يحقق هدف الثورة كاملاً، وبشرط أن يخلو من ثلاثة محاذير. 7- المحاذير الثلاثة التي لا يجوز أبداً الموافقة على أي مشروع يتضمن أياً منها هي: التفريط بوحدة سوريا وفصل أي جزء منها، وربطها باتفاقيات سياسية واقتصادية دائمة، وإقرار مبادئ فوق دستورية تقيّدها بقيود علمانية. 8- لا يعني ما سبق أننا نتهاون أو نجامل في هوية سوريا وفي إسلاميتها، ولكننا نؤمن أن جو الحرية الذي سنعيش فيه لاحقاً بإذن الله سيوفر لنا فرصة للدعوة والحوار ولبناء الدولة العادلة وإعادة الإسلام إلى الحياة. 9- ونؤمن أن الإسلام يجب أن يكون اختيار الشعب السوري، يختاره راضياً هويةً له ومنهجاً لحياته وحاكماً لدولته ولا يُملى عليه إملاء، وإذا لم يختَرْه برضاه فعلينا أن نستمر بالدعوة حتى يصير الإسلام هو اختيار الناس. 10- سوف نوافق على أي مبادرة تحقق هدف الثورة وتخلو من المحاذير الثلاثة المذكورة لأننا حريصون على إنهاء معاناة الناس ووقف المجزرة ولا نريد أن ننشغل عن معركة إسقاط النظام والوصول إلى مجتمع حر كريم. 11- ولأننا ندرك أن المؤامرات ستستمر في المستقبل كما كانت في الماضي، ولكن الشعب السوري العظيم الذي قهر الخوف سيتصدى للمؤامرات القادمة ويستمر في الضغط حتى يحصل على حقوقه الكاملة بإذن الله. 12- ولأننا نفكر بأسلوب واقعي وندرك أن الانتصار الكامل يحتاج إلى وقت، وأن ما خرّبه وهدّمه النظام القديم في نصف قرن يحتاج إلى سنوات لإصلاحه وإعادة بنائه. ذات يوم غير بعيد سنحقق الانتصار الكامل إن شاء الله.
المصدر: الزلزال السوري
محمد العبدة
محمد أبو النصر
خالد محمد الشهري
خالد حسن
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير