حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 3381
شـــــارك المادة
اليوم انتهت المهلة التي أعطاها الروس لنظام بشار الاسد لإحراز نصره على الشعب السوري دون تحقيق أية انتصارات تذكر على الارض، ووصلت نتائج الانتخابات الأمريكية إلى مسامع الروس التي اعتبروها فترة ذهبيه لانشغال المجتمع الدولي. وبات لزاما على الروس أن يبحثوا عن مخرج مشرف لهم من المستنقع السوري. كل ذلك لم يغير من حقيقة أدركها الثوار منذ بداية الثورة أن نهاية العصابة الأسدية لن تكون في درعا أو في حلب أو إدلب أو حمص وإنما الزحف إلى دمشق.
وأن تضافر مجموعة من العوامل منها ما هو متعلق بالتركيبة السكانية للعاصمة وهجرة معظم سكانها الأصليين إلى الأطراف (ريف دمشق)، واستيطان كمية كبيرة من الموالين للطاغية فيها، بسبب استيلائهم على الأراضي والوظائف الحكومية والعسكرية والأمنية، واستلاب المناصب الحساسة في العاصمة، إضافة إلى وجود عدد كبير من رجال الأعمال في عدة أحياء، ناهيك عن استضافة الشعب الفلسطيني الذي اتخذ سياسة النأي بالنفس. العامل الآخر هو الفئات المترددة أو الصامتة والتي اختارت منذ البداية الوقوف على الحياد، رغم محاولة الشريحة الموالية للثورة استمالتها سلميا للانخراط في الثورة من خلال رجال الدين الثقات كأمثال الشيخ سارية الرفاعي والشيخ أسامة الرفاعي والشيخ راتب النابلسي والشيخ معاذ الخطيب و شيخ قراء الشام الشيخ كريم راجح حفظهم الله. وطبعا التعامل الإجرامي المفرط مع الجميع والتفجيرات المخيفة التي زعزعت أركان دمشق والتي قامت بها فروع الأمن بدء من القزاز إلى البرامكة الى العدوي. هذه السياسة الإجرامية المرسومة بدقة من قبل أركان العصابة الأسدية أو ما يسمى اللجنة الأمنية؛ جعلت معركة تحرير دمشق تتأخر في دق أبوابها، وكان لا بد من سياسة ثورية مقابلة لخلخلة المنظومة الأمنية المحكمة ورجالاتها والتي لاحظناها مع التحول التدريجي للثورة من المسار السلمي إلى مسار الكفاح المسلح؛ والتي بدأت مع تفجيرات مبنى الأمن القومي ومن ثم الأركان واحد واثنان وثلاثة وتفجيرات مبنى المخابرات الجوية بالتزامن مع دخول حزام مناطق المخالفات في العمل الثوري المسلح بدءً من المزة المصطفى الى كفرسوسة إلى القدم وعسالي والحجر الأسود والتضامن والقابون وبرزة البلد وانتهاءً بجوبر، مع احتفاظ معظم الريف الدمشقي بغوطتيه الشرقية والغربية، وبوتيرة عالية بالعمل الثوري المسلح. كل ذلك يأتي نتيجة لإدراك الجميع أن زوال الطاغية سوف يكون من خلال الزحف إلى دمشق. لكن العامل الأهم في تأخر معركة دمشق كان في قلة السلاح بيد كتائب الجيش الحر، وصعوبة توفرها، نظرا لبعد العاصمة عن سوق السلاح المهرب. هذا الأمر جعل الثوار يخسرون معركتهم الأولى في جنوب العاصمة. نظرا لتواضع عتادهم الذي يواجهون به آلة القتل الأسدية المدعومة بأقوى الأسلحة . إضافة إلى تخلي فئة من الثوار عن دورهم الذي لم ينتهي؛ بعد دخول الثورة مرحلة الكفاح الثوري المسلح، وخاصةً تخفيف الضغط عن أبطال الجيش الحر، ودعمه مادياً ومعنوياً . والأهم من كل ذلك الاستمرار في التظاهر بغية التأكيد على استمرار الروح الثورية في المنطقة التي تحتضن الثوار، وإيصال الرسالة الأهم للعالم؛ والتي تؤكد دعمهم للجيش الحر، لأنه السبيل الوحيد لتحرير سوريا. اليوم زحفت كتائب الجيش الحر إلى دمشق من جديد؛ ولكن باستراتيجية عسكرية جديدة، وبصمت اعلامي غير مسبوق، ونرى كيف هي الآن تضرب بقوة كل جنبات دمشق، وتسطر أعظم البطولات والانتصارات، وتكبد العصابة المجرمة خسائر فادحة، وعملياتها النوعية رغم تواضع الامكانيات تهز أركان العصابة المجرمة، وهذا يلفتنا الى أمر مهم؛ أن الامكانيات ليست كل شيء في أرض المعركة وإنما هناك أسباب أخرى هو الايمان بالله، والثقة بنصره؛ والإيمان بالهدف الذى قامت من أجلة أعظم ثورة في التاريخ البشرى القديم والحديث.. اليوم ترتفع معنويات الجيش الحر الذى يرسم طريق الحرية في سوريا رغم جراحه؛ وتنهار معنويات العصابات الأسدية جراء تلقيها الضربات القوية من هذا الجيش البطل، وتتساقط الحواجز والمخافر والكتائب والأسرى في أيدي الابطال. فهل حانت ساعة الزحف الى دمشق كما يسمي الثوار جمعتهم اليوم؟. الكل يدرك اليوم أن أيام بشار بل ساعاته أضحت معدودة على يد رجال الجيش الحر الأشاوس؛ الذين يخوضون معركة هي الأشد في تاريخ الأمة الاسلامية. ويسطرون بأياديهم البيضاء صفحات نور بمداد من ذهب، أثبتوا خلال سنة ونصف من عمر الثورة أنهم رجال مؤمنون، وثقوا بنصر الله. لكن قبل بدء الزحف و التحرير وخوض المواجهات مع عصابات الأسد يجب علينا امتلاك استراتيجية متكاملة لمعركة الحسم هذه من خلال: - تأمين السيطرة التامة على المواقع العسكرية والاستراتيجية المطلة على دمشق مثل جبل قاسيون والمهاجرين وغيره .
- شل حركة المطارات العسكرية والمدنية بدمشق وريفها مثل مطار دمشق و المزة وغيره بوقت واحد .. - تأمين المواد الاغاثية والطبية لعناصر الكتائب المقاتلة والمدنيين. - التعتيم الاعلامي عن جميع التحركات الميدانية. - تأمين حرية الحركة والتجوال داخل دمشق، وعدم تمكين النظام من قصف دمشق، لأن هذه العصابة إذا أحست بقرب انتهاء المعركة ستقصف دمشق القديمة والجديدة بوحشيه لم يستخدمها بكافة أراضي سوريا. لأن دمشق تعني لهم الكثير إذا دمروها يكونوا بذلك دمروا حضارة الأمويين التي يكنّون لها حقدهم الصفوي .... فنجن لا نريد عاصمة مدمرة لأن هذا سيؤخر ويعرقل قيام سورية الجديدة بإذن لله ..
السياسي المتقاعد
أبو الهُمام البرقاوي
جمال الباشا
مهنا الحبيل
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة