..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الثورة السورية والعقلية البعثية

أحمد أرسلان

١٠ نوفمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3279

الثورة السورية والعقلية البعثية
1.jpg

شـــــارك المادة

الثورة السورية تطورت، حتى أنها بدأت بتطهير صفوفها بعد أن أزالت أقنعة الطرف الآخر (نظام الأسد وحلفاءه) وعرتهم وفضحتهم.
من يتابع الثورة السورية من بدايتها يرى كيف أنها لم تسمح لأحد بركوب ظهرها، و أسقطت كل من حاول ذلك، كان عالماً أو سياسياً أو غير ذلك، كما أنها لم ولن تسمح لمن مازال يفكر بطريقة النظام الأسدي المجرم أن يمثلها.


عدّة أسماء وشخصيات كانوا يوماً ما الأبرز في الثورة السورية سقطوا، وحتى المجالس والهيئات والكتائب ليست ببعيدة عن محاسبة الثورة، وها نحن نرى حراكاً توعوياً نقدياً ظاهراً لأخطاء بعض كتائب الجيش الحر.
أما المجلس الوطني، فلم أعد أشك أنه مجلس فاشل وسيفشل في تحقيق أي شيء للثورة السورية، لأنه مازال يفكر بطريقة نظام الأسد والبعث.
وقبل أن اشرح ذلك أود التذكير بأن المجلس الوطني كان من اليوم الأول مجلس (محاصصة حزبية) ومازال كذلك حتى الآن، وكان أغلب من فيه مازالوا مأسورين بأهدافهم الحزبية ولم يفهموا أولويات الثورة السورية.
ونتيجة لهذا الجسم المبني بطريقة غير صحيحة ظل المجلس يعاني أشهراً من سلبية لم تقدم شيئاً للثورة السورية، بل انشغل بمبادرات لإعادة هيكلته وترتيب وضعه، حتى أن قضية المعارضة السورية أصبحت شماعة المجتمع الدولي.
واضح أن المجلس الوطني مازال يفكر بعقلية النظام، فهو يسعى لنيل رضا الغرب والمجتمع الدولي ليطيحوا بنظام الأسد فيستلم المرحلة الانتقالية بمباركة غربية، حتى طالت الأشهر واتضح للصغير والكبير أن الغرب لا يعبأ بأنهار الدماء السورية، بل إن مصالحه تحتم عليه إطالة أمد المعركة، ويبدو مع ذلك بأن المجلس الوطني ومن فيه لم يفهموا هذا!


ولو بذل المجلس الوطني السوري نفس الجهد الذي بذله لإرضاء الغرب في توحيد الداخل السوري وصنع جبهة واحدة موحدة لكان الوضع الآن مختلف، هذا بعد أن يتخلص المجلس الوطني من المحاصصة الحزبية وينتقل لتمثيل جميع المناطق السورية وفق مجالس محلية.
أما موضوع جورج صبرا فالمسألة لا تخرج عن هذا السياق، فكما غليون وسيدا كان صبرا، ليست المسألة مسألة ثقة من أعضاء المجلس الوطني بهؤلاء بل هي طريقة أخرى (لإرضاء) المجتمع الدولي ونفي تهمة الطائفية وإثبات الوسطية والاعتدال بزعمهم.
نفس الشيء في النظام الأسدي عندما يضع نائب الرئيس وبعض الشخصيات الأخرى من المذهب السني ليدفع عن نفسه تهمة "الطائفية"، وكذلك موضوع تمثيل المرأة والأقليات، فكلها لا تزال (لعبة) ولم تكن قناعة أو اختيار للأصلح.
مجلسنا الوطني مجلس تنطلق شعاراته الوطنية بعد أن تنتقده كلينتون وتبدأ بطرح بديلاً عنه.
مجلسنا الوطني مجلس ينهي إعادة هيكلته بأيام بعد أن بقيت شعارات، لأسابيع وربما أكثر لأن كلينتون طرحت بديلاً عنه.
مجلسنا الوطني، مجلس ينتخب بطريقة القوائم حتى يمرر أسماءً غير مرغوبة.
مجلسنا الوطني مجلس يعلن بعض رجاله بأنهم لن يرشحوا أنفسهم مرة أخرى ثم تراهم في المكتب التنفيذي!.
مجلسنا الوطني مجلس لم يستطع الوصول بمعارضتنا الداخلية والخارجية لتوافق ورؤية تجعله أكثر فاعلية
باختصار، حتى لو أن المجلس الوطني (وطني) فهو لا يحسن التعامل، وإن كان (أميناً) فهو ليس القوي، وقد أعطي حقه في المحاولة وزيادة.
وكلامي هذا لا يعني أنه لا يوجد في المجلس الوطني شخصيات وطنية تسعى للأفضل والإصلاح ولكنها الطرف الأضعف فيه.
اعتقد أن رجال الواجهات السياسية مازالوا يفكرون بعقلية الأنظمة العربية، أنظمة الخنوع وإرضاء الدول المتسلطة، عقلية مستعدة للتلاعب بالانتخابات والقوانين ورغبات الشعوب، عقلية لا تعرف القوة التي بين يديها ولا تقدر لهذا الشعب قدره، عقلية ليست مستعدة لتظهر (كما هي)، كما نؤمن ونعتقد.


أنا لست مستعدا أن أجعل من لا يؤمن بنفسه ولا يملك الشجاعة ليقول: أنا هكذا، ومن لا يقدر إرادة الشعب ومن هو مستعد للعب بالانتخابات والأنظمة أن يمثلني أو أن يقود المرحلة الانتقالية، لأني لا أشك أن من فعل ذلك الآن قد يفعله في المرحلة الانتقالية وبعد ذلك.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع