محمد عبد الرازق
تصدير المادة
المشاهدات : 3195
شـــــارك المادة
شهدت الساحة السورية مؤخرًا تطورات ثلاث، نرى أنه سيكون لها انعكاسٌ إيجابي على الحراك الثوري؛ و ذلك لما لها من حضور في مجمل الأحداث على الصعيد الميداني، و لاسيَّما في المناطق الساخنة.
أولها: مقتل القائد التنظيمي لعمليات حزب الله في سورية، (محمد حسين الحاج ناصيف شمص)، الملقب بـ (أبو عباس)، الذي لقي حتفه يوم الأحد الماضي (30 /9) خلال قتاله إلى جانب قوات النظام في منطقة القصير في حمص.
و ذكرت المعلومات أنه قد لقي حتفه إثر كمين نصبه له الجيش السوري الحر، حيث انفجرت عبوة ناسفة استهدفت موكبه؛ ممَّا أسفر عن مقتله مع عدد آخر من عناصر حزب الله، وإصابة عدد آخر من مرافقيه.
وأكد حزب الله مقتله، مكتفيًا بالإشارة إلى أنه قتل في أثناء تأديته واجبه، من غير ذكر مكان الحدث. وحضر التشييعَ رئيسُ الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، ورئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد، وعدد من العلماء والفعاليات الاجتماعية والحزبية والسياسية.
ثانيها: مقتل المدعو محمد الأسد (شيخ الجبل)، الذي لقي مصرعه على يد أحد أفراد عائلة الخَيِّر، إثر اعتقال الدكتور عبد العزيز الخَيِّر على يدي رجال الأمن عند عودته مع وفد من هيئة التنسيق من الصين.
و ذكرت مصادر متابعة لما يجري في القرداحة: إنّ هناك حالة من الغضب تسود حاليًّا منطقة قرداحة؛ على إثر مشادة حصلت بين عوائل موالية، و أخرى مناهضة لسياسات الأسد حيال ما تشهده سورية منذ عشرين شهرًا.
فالطائفة العلويّة ترفض أن تدفع ثمن مغامراته للبقاء في السلطة، و قد بدأت هذه العوائل تشعر أن هذا النّظام يقودهم إلى الهلاك، وإلى كارثة هم بغنى عنها، وأن سلوك الأسد، و حاشيته سيزجان بهم في صدام طائفي هم بغنى عنه.
هذا، و يعدّ (محمد الأسد) المؤسس الرئيس لما يسمى بعصابات (الشبيحة)، التي يمولها بشكل أساسي كلٌّ من: رامي مخلوف (رجل مال العائلة)، و محمد حمشو (المستثمر المعروف، و صاحب مصنع إنتاج سيارة شام، بالتعاون مع إيران)، و هناك رجال مال آخرون في المحافظات الأخرى؛ غير أن هؤلاء قد تضاءل دعمهم لها بشكل ملحوظ بعد انتقالهم مع رؤوس أموالهم إلى خارج سورية.
هذا، و قد طوقت الأجهزة الأمنية جميع الطرق المؤدية إلى القرداحة بعد نشوب قتال بين عائلات (آل الخير، وآل عثمان، والعبود)، وبين(أقرباء بشار الأسد).
ثالثها: الإعلان في إسطنبول في يوم (الثلاثاء: 2/9) عن تشكيل المجالس المدنية المحلية؛ لإدارة المناطق (المحررة، و شبه المحررة) في سورية، و تسجيلها في تركيا كهيئة مدنية؛ من أجل تسهيل تلقيها الدعم المادي، و اللوجستي من المنظمات الخيرية، و هيئات المجتمع المدني في عموم الدول.
و هو الأمر الذي يؤشر على نضج عند القائمين على أمر الحراك الثوري؛ بما يمهد القيام بتخفيف العبء عن أكتاف مقاتلي الجيش الحر، الذين كان يقع على عاتقهم القيام بهذه الأعمال في الفترة الماضية؛ و هو ما قد يصرفهم عن مهمتهم الأساسية في مقاتلة كتائب النظام، و إلحاق الهزيمة به، و إسقاطه في أقرب وقت ممكن.
و يؤشر كذلك على إحساسهم بأن النظام لم يعُدْ بوسعه العودة ثانية إلى هذه المناطق بعد طرده منها؛ ممَّا يعني تحليهم بالمسؤولية الأخلاقية تجاه أبنا شعبهم بما يوفر لهم الحدود الممكنة من العيش الكريم، و إحاطتهم بسياج من الأمان المادي، و المعنوي.
إنَّ هذه التطورات، إلى جانب الحراك الثوري اليومي بشقيه: (المدني، و المسلّح)، نرى أنها ستؤثر إيجابيًّا على سير الثورة ضد الحلف الثلاثي (الأسدي، و الإيراني، و الروسي)، الذي كشفت الوثائق المُسرَّبة مؤخرًا عن متانة تحالفه ضدّ طموحات الشعب السوري في التخلص من نظام القهر، والعبودية.
المصدر: رابطة أدباء الشام
عمر قدور
محمود الزيبق
عطاء الله مهاجراتي
فيصل القاسم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة