مجاهد بن حامد الرفاعي
تصدير المادة
المشاهدات : 8019
شـــــارك المادة
لا لن يُجهض غلمانُ اليومَ ثورتنا .. كما أجهضها غلمانُ الأمس يقول المثل العامي (ابن بطني بفهم على رطني) هذا المثل صحيح يوم أن كان الأبناء على درجة من الإخلاص والوفاء لأرحامهم ومنبت وجودهم .. أما اليوم فنحن في عالم آخر يحكمه المثل القائل: ( حارة كلمن إيدو إلوه).. نحن اليوم في زمن اختلال الموازين وإعجاب كل ذي رأي برأيه.. هذا إن كان هناك أصحاب رأي..؟؟؟
وهنا نذكر ونحذر من لديه بقية من ذاكرة ووعي أن بعض الغلمان اليوم ينحون منحى غلمان الثمانينات في العبث بمصير ثورتنا السورية المظفّرة.
عندما أذعن حافظ أسد لقوة الحالة المناهضة له يومئذ وأرسل يطلب التفاوض.. وقرر القائمون على أمر الحالة السورية إذاك التجاوب مع رضوخ الطاغية الهالك.. وكُتب مشروعٌ للتفاوض ووضعت خطةٌ لآلياته واعتمد ذلك من المؤسسات المعنية.. واختيرَ فريقٌ التفاوض للمرحلة الأولي.. وعينَ الهالكُ حافظ أسد رئيس مخابراته إذاك رئيساً لفريقه للتفاوض.. واتُفق على المكان. والمفاجأة الذهبية التي ما كانت لتخطر على بال حافظ أسد.. هي أن موفده للتفاوض عندما وصل للمدينة الأوروبية المضيفة للتفاوض.. وجد نفسه أمام طوابير تنتظره كل يريد الحوار والتفاوض معه..؟؟؟!!!
أولها طابور الفريق المعتمد.. وثانيها طابور فريق يمثل تنظيماً آخر.. وثالثهما طابور فريق شيوخ المناهضين..
واحتار الموفد القرداحي مع من يتحاور ومع من يتفاوض..؟؟؟ ومن حقه أن يَحار ويحتار وقد صدق من قال:(إذا بدك تحيره خيره).. والتقى الجميع ولعب ما شاء له أن يلعب على أوراق التنافس (..) وعاد إلى سيده )برأس كليب) وليقول له بالشامي: (دول طلعوا خروء سيدي).. واستأسد الأرنب من جديد وحشد قواه.. وشطب من دماغه وباله رقماً كان يحسب له حساب.. واستتب له الأمر وقرر أن يتحول بسورية إلى مملكة قرداحية يتوارث أبناؤه حكمها من بعده وقد كان. واليوم وقد أورقت من جديد شجرة دماء الشهداء الذين حرروا سورية وبنو صروح استقلالها وكرامتها وشموخها الحضاري منذ مطالع القرن المنصرم وما بعده.. وها هي ثورتهم المباركة تستأنف مسيرتها وتلقي بظلالها الوارفة على أرجاء سورية كلها.. وهاهم فرسانها بكل إخلاص يرددون تحية الوفاء لمن قضوا من قبل في سبيل الله من أجل تحرير سورية واستعادة كرامتها وسيادتها.. وأمام هذا الزحف الهادر المصمم على التغيير والتحرير والتطهير الكامل الشامل .. يخرج علينا من جديد غلمانٌ يريدون أن يعبثوا بدماء الشهداء كما عبث بها رفاق لهم من قبل.. ولكن هيهات.. هيهات.. هيهات. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.. فقد وعيت الأجيال الدرس تماماً وهناك قيادات راجعت تجربتها بدقة وموضوعية.. وأعادت حساباتها ونهج تعاملها مع الموازنات الإقليمية والدولية بهدوء وروية بعيداً عن الأضواء والتسابق الدنيوي واستعجال قطف الثمر قبل أوانه.. فالثوار وقياداتهم اليوم مدركون -بعون الله- بكل وعي وخبرة كيف يسيرون بالثورة ومراحل تنفيذ خططها.. ويتابعون الأحداث وتطوراتها من حولهم بكل مهارة وفطنة. وعلى أساس من ذلك وعلى أساس من التوكل الخالص على الله تعالى نطمئن شعبنا السوري الأبي أن الثورة بخير.. وماضية إلى خير.. رايتها واحدة (علم الاستقلال..) (ومطلبها واحد) إسقاط النظام (..وهتافها واحد) الشعب السوري واحد.. وقسمها واحد (الموت ولا المذلة ) .. وشعبنا وجيشنا الحر على العهد ماضون في تحقيق غاياتهم مهما غلت الأثمان وكبرت التضحيات.. والله أكبر والعزة والمجد للثورة السورية ولشعبنا السوري البطل الأبي الأشم و المذلة والقهر والموت للعصابة القرداحية وحلفائها والمتواطئين معها.. ولكل العابثين بقدسية دماء شهدائنا الأبرار...
أحمد موفق زيدان
زياد الشامي
مجاهد مأمون ديرانية
جابر علي باشا
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة