خالص جلبي
تصدير المادة
المشاهدات : 7469
شـــــارك المادة
في مؤتمر دول عدم الانحياز الذي انعقد في طهران 25 أوجست 2012م راعنا أمران؛ كذبة بقدر جبل، حين تم تبديل كلمة سوريا بالبحرين. تحدث مرسي (الرئيس المصري) عن الثورة السورية والنزف السوري والظلم الواقع على الشعب السوري. كله تم استبداله بكلمة واحدة فأصبح النزف والظلم والثورة والاضطهاد كله في البحرين. ربح القاموس كلمة وخسر الواقع حقيقة كما يقول النيهوم الليبي في كتابه محنة ثقافة مزورة. سهلُ استبدال روسيا بسوريا فهما من نفس الحروف (س ـ و ـ ر ـ ي ـ ا) فنصل من روسيا وسلاحها إلى سوريا وشبيحتها بـ (قلب) بسيط في الكلمات، واستمرار حقيقة القتل بيد مشتركة.
ولكن من الصعب جعل ما يحصل في سوريا معادلا لما يحدث في البحرين. مع الاعتراف أن تغييرا يجب أن يتم في البحرين بحجم البحرين، خارجا عن عمائم ولحى الملالي. الأمر الثاني هذا الكذب الطفولي كان يتم تحت صورتين منصوبتين بعرض حائطين للخميني والخامينائي. أئمة معصومون، منزهون عن الخطأ، تجري في عروقهم كريات مقدسة بأختام نبوية.. بزعمهم!! ملالي فوق النقد والمراجعة، بأصنام من صور شاهقات، ومن دونهما كذبتان. السؤال لماذا يكذب الإيرانيون؟ جواب هذا من علم النفس وليس من مستنقع السياسة الآسن. لماذا يكذب الإنسان بالأصل؟ في القرآن {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } (105) سورة النحل. في الحديث أن المؤمن قد يسرق وقد يزني ولكنه لا يكذب! السؤال لماذا؟ الجواب أن الكذب رأس الشرور. وبالصدق يمكن إصلاح كل الشرور والعيوب. إذا صدق المرء واعترف بما فعل أمكن إصلاح أي خطأ وكل خطأ تقريبا، فإذا كذب توارى الخطأ في ظلمات موج لجي من بحر الوهم والخطيئة. في الحديث أيضا أن آية المنافق ثلاث أو أربع في رأسها إذا حدث كذب. تتمة الحديث إذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا ائُتمن خان، وإذا خاصم فجر. كلها تتمات ومرادفات ومقابلات من مرض الكذب من نفس النبع الآسن ماؤه. إذا وعد أخلف = الكذب في المحافظة على الوعد. الخيانة = الكذب في المحافظة على الأمانات. الغدر = الكذب والانقلاب على التعهد بشيء والتصرف بخلافه. وهكذا.. الآلة الحاسبة: إذا أعطت الأرقام مكذوبة وتكررت رماها صاحبها ولم يعقب. يجب إصلاح الجهاز على نحو جوهري: إذا لم تصلح جوهريا لا تستخدم؛ فهذه قاعدة في التعامل مع الإلكترونيات. ربما نفهم من هنا معنى المطهر وجهنم والانفرنو الذي تحدث عنه دانتي من التطهير الأعظم في الجحيم. ورشة الإصلاح الكونية. {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71). ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (72) سورة مريم} (تشليح) السيارات يتم بالهرس والدعس والضغط، ثم تذويب الحديد وإعادة صناعته. لعل هذا يقرب من معنى (وإن منكم إلا واردها). أولئك الذين ماتت ضمائرهم هم أولى بجهنم. ربما بتحويلهم إلى التراب الذي خرجوا منه بدون منحهم كرامة الأبدية. { يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا} (40) سورة النبأ. {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا} (42) سورة النساء. الطفل إذا بدأ بالكذب وتمرس عليه يتبرمج بثقافة مغلوطة بعدة أسباب لعل أبرزها الخوف. ما ينطبق على الطفل يسري على الشعب الخائف فيمارس نفس الشعور بازدواجية من مزيج الخوف من الحاكم والحقد على الحاكم. ربما كانت انتفاضة الشعب السوري وعظم المذابح من تراكمات هذا الخوف الكبير المديد. الظلم والإهانة قد يبلعها الإنسان إلى حين، ولكن يفقد خط السواء الروحي، ومعها التوازن العاطفي، فكان لابد من الانتقام ممن سبب هذه الأذية لإعادة التوازن إلى نفس فقدت اعتدالها. يقول عالم النفس السلوكي (سكينر) في كتابه: (ما خلف الحرية والكرامة = ترجم بعنوان تكنولوجيا السلوك الإنساني) أن المشاعر هي في حالة ديناميكية وليست استاتيكية؛ فهي تتحرك مبدلة شكلها . كما يتحدث عن ذلك الفيلسوف (راسل في كتابه القوة) أن القوة في المجتمع قيمة مركزية، تنتقل من شكل لآخر مثل الكهرباء وتحولها لقوة حركية أو حرارية. أقوى قوى الوجود هي ثلاث النووية في الفيزياء والجنسية في البيولوجيا والقوة العارية المادية في المجتمع. كذلك في المشاعر فالإحباط ينتقل إلى العدوانية والانتصار يقود لدوران الرأس. وما يفعله الأسد في سوريا هو من تجليات قوة النيران، أن حولته إلى تصور أنه زيوس كبير الآلهة يقذف بالحمم من قمم جبال أثينا. هي هنا سفوح قاسيون في دمشق. في الحديث إن الصدق يقود إلى البر وأن الكذب واعتياده يقود إلى الفجور. وأن الاعتياد على هذا أو ذاك ينتج نسختين مختلفتين جدا. الكذاب الأشر غير الكذاب العادي. قد يكذب الطفل من أجل إعطاء أهمية لنفسه ولفت النظر إليه. ربما بسبب إهماله والاستخفاف به فيقوم بهذه الآلية التعويضية. أذكر جيدا من عائلتي أحد أقربائي (رحمه الله) كان يحب الكذب تفاخرا فيعرفه أهل البيت فيضحكون ويتغامزون ولا يصدقون. كان خالي طلعت يعلق عليه: البشط طقطق! كانت سقوف بيوتنا من أعمدة الخشب. يسميها الناس محليا البشط. كان خالي طلعت وكأنه يقول لنا من شدة الكذب أنَّت أعمدة الخشب في السقف تعبا وبدأت في التشقق!. كان ذلك القريب (الكذاب) يدعي دوما أنه كان على مواعيد بلقاء شخصيات هامة. طالما كان لقاؤه مع أشخاص مهمين معناه أنه بنفس الأهمية. الكذاب الأشر هو من نوع مختلف. تأمل قوله تعالى في سورة القمر عن ثمود وصالح؛ {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ(26)} سورة القمر. هناك نوع من الكذابين المؤذيين، وهناك لون من الكذابين الذين يكتشف المرء البراءة في حديثهم، وأنهم فقط يريدون تكبير كلماتهم وتعظيم مقامهم الضعيف فيشفق عليهم. الكذاب الأشر الذي ينقل خبرا ينذر بالشر، وهذا النوع من الكذابين سمي خطير. من هذا النوع أعرف رجلا اجتمعت به صدفة ولا أنساه. كان زميلا في العمل لم يمر علي من يقترب منه أذية وشرا وكذبا. كان مدرسة في الكذب. كان يتفاخر بهذه المنقبة. قال لي يوما لم اجتمع بسوري إلا آذاني! عرفت أنه لم يجتمع بسوري إلا لحقه هو بالأذى. في مثل هذا العالم السمي على المرء تعود قاعدة قلب الكلام. السياسي إذا قال كما في الروسي لافروف أنه يريد تهدئة الأوضاع فمعناه زيادتها قتاما وسخاما. حين قدم إلى دمشق قال: هو جاء للسلام. معناه (بالمقلوب الحرب) أنه يمد الرفاق بخبرة جديدة عن القتل وتعلم درس غروزني في الشيشان على نحو ميداني كما في نقل الخبرات الجراحية. الأرض المحروقة. النزف الخارق. والضربة الصاعقة مثل قصص جرندايزر عند الأطفال. كان هذا الزميل الذي قادتني الصدف للاجتماع به انسكلوبيديا متنقلة من الكذب الأشر والإيقاع بالآخرين. أسأل ربي أن لا يجمعني به في دنيا وآخرة. في طائرة ومحفل. في مؤتمر أو مجلس. في جنازة أو عرس. أفهم تصرف نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم- حين قال لقاتل حمزة -رضي الله عنه- وقد قبل توبته أن لا يريه وجهه. لماذا يكذب الإيرانيون ويحرفون الكلم عن موضعه؟ في القرآن تعبير مدهش أن الإنسان يصل إلى وضع عجيب أنه يكذب على نفسه. هذا اللون من الكذب خفي جدا، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ليل بهيم. وهو ما قاله الرب عن ذلك الإنسان الذي زين له سوء عمله فرآه حسنا. والله يقول الحق صدقا وعدلا ويهدي إلى سواء السبيل. {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) } سورة الكهف يقول المثل قد تكذب على بعض الناس كل الوقت. قد تكذب على كل الناس بعض الوقت. لكنك لن تستطيع أن تكذب على كل الناس كل الوقت. هناك من يعتقد أنه يستطيع أن يكذب على كل الناس كل الوقت. نظام الحكم الأوتوقراطي في إيران يظن أنه بفعل الوصاية الدينية يستطيع أن يكذب كما يشاء، بفعل الحصانة الدينية، أن شكل الملالي بشري ولكن نطقهم إلهي فلا يخطئون. إنهم يذكروني ببعض المتصوفة الذين يزعمون أن أحدهم إذا وصل إلى رتبة قطب رفعت عنه الواجبات الدينية من صلوات وحجم وصيام وزكاة. يقولون هي واجبات لطلاب المدرسة الابتدائية! هم وصلوا للجامعة، رتبة الدخول والالتحام في الله فليس من واجبات. هكذا هم ملالي إيران الكذابون وأضرابهم من كل أقتاب وأقطاب المؤسسات الدينية أينما كانت: شيعة وسنة، خلف وسلف، أرثوذكس وكلدان. سريان وأرمن وآشوريون. زيديون ويزيديون. كاثوليك وبروتستانت. وكونفوشيسيون يخدمون الشيوعيين في بكين، وبوذيون يحرضون على طرد المسلمين من ماينمار. . الدين للفرد ملح للطعام وبوصلة للأخلاق. أما المؤسسة الدينية فغول كاسر؛ ووحش ناهش، وديناصور يرج الأرض. راجعوا فتاوى مفتي الدولة العثمانية وحسون والبوطي السوري ومحاكم التفتيش لمدة 520 سنة. إنهم من نفس البنية اللاأخلاقية. إنهم يتحدثون نيابة عن الله فهل لأحد بالله من طاقة. إن مواجهتهم هي مواجهة شخصية لله. يجب بسرعة أن ننتبه إلى صعود القوى الإسلامية إلى سدة الحكم في الشمال الأفريقي أن لا يخدروننا أنهم يتكلمون باسم الله، سواء في المغرب أو تونس أو مصر أو إيران. يجب أن ننتبه إلى مؤسسة العدل فهنا الشرع والشريعة. وهنا يتجلى حكم الله. ومن لم يحكم بما أنزل الله من العدل فأولئك هم الفاسقون الكافرون الظالمون القاسطون. هذا التصور المانوي وثنائية الظلام والنور في الزرادشتية لم تغادر إيران بفعل اللاوعي الجمعي التاريخي. هم في هزيمتهم تجاه العرب وهم أهل حضارة يتقنون حبك المؤامرات بأفضل من السجاد فماذا تتوقع وكيف يفعلون؟ واجهوا يوما الاسكندر في معركة جواجاميلا وتحت قيادة الفرس عساكر من 24 دولة، فكيف يحصل هذا السحر فيهزمون أمام المتخلفين من المقدونيين؟ ثم من جديد أمام البدو الأعراب من الجزيرة. لابد من إيجاد آليات تعويضية عميقة تعمى حتى عن المثقفين. لابد إذن من مواجهة من نوعية خاصة لاستعادة التوازن. هذه الآلية التعويضية في كذب الطفل خوفا أو تبجحا، وهذا الكذب من الإيرانيين ليقولوا للعالم لا تهتموا بما يحدث في سوريا هناك ما هو أهم إنه ما يحدث في البحرين. نحن من يحمي البحرين وسنحميهم! يقينا سوف يدمرونهم بالسم الإيديولوجي. فاحذروا يا شباب البحرين فقد خدعونا مرة وتكفي مع اندلاع الثورة فظنناها إنسانية! لا غرابة أن صرخ ماركس الدين أفيون الشعوب. نعم يمكن للملح إذا زادت جرعته أن يصبح سما زعافا. ما هو ماء البحر؟ لماذا يموت فيه العطشان وكل الماء حوله؟ إنه في تركيز أيونات الصوديوم في الماء بالملايين. هنا زيادة الخير ليست خيرا . زيادة الخير هنا تعني الشر بعينه. هم لا يعتبرون الكذب كذبا بل هو لفت نظر العالم إلى الجار الصغير الوديع الذي يذبح في البحرين أمام الانفوميديا الغارقة في نقل أحداث سوريا. قصة المسيح الذي وصل حواريوه إلى روما. والتشيع الصفوي الذي كسا الجسد الإيراني الفارسي تحكي على نحو متوازي حقيقة واحدة من تمثل أي فكرة بطريقة يراها كل شعب تناسبه. قد تفيده وقد لا تفيده ولكن علينا فهم التحول المورفولوجي العميق للأفكار. يمكن القول إذن النصرانية ترومت. والإسلام تفرس. أظن الغزالي رحمه الله أبدع في كتابه عن السنة النبوية حين أشار إلى الفقه البدوي في تحريم أمور ليست محرمة. حاليا يزحف الوباء الأصولي إلى كل مكان لقد وصل حتى مونتريال في كندا. البيئة تلعب دورا في تشكيل التصورات. والفقه البدوي يفهم الإسلام وفق تصوره. وهذا التصور يختلف باختلاف البيئة والزمان. وكذلك موضوع التشيع الذي يحكي أفكارا تجمدت في مربع الزمن كما يحكي المؤرخ توينبي عن ظاهرة تجمد الحضارات (الاسكيمو ـ البولينيز ـ اليهود ـ البدو). هي آليات يجب أن ننتبه إليها في كل صراع سياسي يستخدم فيها كل خصم ما يستطيع من آليات للنجاة للبقاء للخروج ظافرا من الصراع. هذا يعني أن على الشعب السوري فاتورة باهظة لأنه لا يقاتل شبيحة من أوغاد مرتزقة قتلة مأجورين عتل بعد ذلك زنيم؛ بل دهاة من دهاقنة فارس يذكرون بأبي مسلم الخراساني. مضافا لهم القوزاق الروس الموتورين من أيام إيفان الرهيب الذي مسح ثلاث ممالك إسلامية عمرت بها القرم يوما لتصبح بلاجات القياصرة الزرق والحمر على حد سواء. إن حقدهم على الإسلام تظهر آثاره في حرب الجبهة القفقاسية منذ منتصف القرن التاسع عشر(أقرؤوا قصة آخر الراحلين لباغرات شينكوبا عن محو كامل لشعب قفقاسي اسمه الوبيخ!) يجب إذن أن يكذب الإيرانيون بكل سبيل فإن كشفت الكذبة فلتكن بعد أن بلَّعوها للدهماء من شعب فارس. جاء في كتاب فلسفة الكذب للمهدي العلام أن لافتة علقت في لندن يوما عن وجود مسرح للحمير في أول أبريل في صالة معتبرة! أثار هذا الخبر فضول بعض الناس فهرعوا إلى المكان وفي النفس رغبة في رؤية مثل هذا المهرجان. طال الأمر ولم يحضر حمار واحد. بعدها نظر القوم في وجه بعضهم بعضا ليدركوا أن ليس ثمة في القاعة حمير سواهم. هل يكرر الإيرانيون هذه النكتة بكذبهم ونحن لسنا في أول أبريل! أليس كذلك؟ بالمناسبة القرآن يحكي نفس القصة عن قوم حملوا الكتب والثقافة والعمائم سوداء وبيضاء بدون فائدة كمثل الحمار يحمل أسفارا. بئس مثل القوم أليس كذلك؟ الإيرانيون حمقى التاريخ. مثل اليهود تماما. غلطة الشاطر بألف كما يقولون. وقعات الأذكياء والدهاة تكون بقدر مكرهم. وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون. كان يمكن للشرخ الشيعي السني التاريخي منذ ألف سنة أن يندمل ويلتئم لو وقف دهاقنة إيران على الحياد من الثورة السورية، كما فعلت حماس نصف الغبية فسكتت؛ وشعب غزة يغلي من مناظر المجازر في الحولة والقبير وداريا والصنمين وبابا عمرو. لو وقفت إيران على الحياد، لكان بالإمكان الحديث عن الحوار الديني الذي يقود إلى الاعتراف المتبادل والحوار المثمر والتعاون المشترك للخروج من الأزمة الحضارية التي يعاني منها كلا من الفرس والعرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر بتعبير ابن خلدون. كلا ...إيران عليها أن تكذب في معركة سفح الدم السوري شلالات وأنهارا، قفز فيها عدد القتلى فوق الثلاثين ألفا (مع أوجست 2012م) والرقم مرشح أن يصل إلى مئات الآلاف كما حصل في البوسنة؛ فتعاد معركة صفين جذعة بالاقتتات على خرافات التاريخ التي ولت، والله يقول تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون). لا ندري ربما نعيش حرب الثلاثين سنة المذهبية، المعروفة في التاريخ الأوربي (1618 ـ 1647م) حيث غرقت الأرض الألمانية بالدم وقتل 6,5 مليون نسمة من أصل عشرين مليون من السكان، وتدمرت ثمانين ألف قرية ومدينة واقتات الناس على الجيف وأصدرت الكنيسة للمرة الأولى والأخيرة قرار نورمبرغ بالسماح بتعدد الزوجات! تتكرر بفارق أنها حدثت في أوربا في القرن السابع عشر ونحن متأخرة أربعة قرون. ربما بسبب التاريخ الهجري. فنحن في الزمن في القرن الخامس عشر. بالمناسبة في هذا القرن بالذات ولدت العبقرية الأوربية بعد أن ودعت اوربا الحروب المذهبية وولادة العقل الاستدلالي. كان ديكارت يكتب في نفس ظروف حرب الثلاثين سنة كتابه المقال على المنهج وسبينوزا رسالة في تحسن العقل ونيوتن في كشف قوانين حركة الكواكب والجاذبية وتحليل الضوء في مشور زجاجي. ربما علينا أن نتجاوز هذا الفكر الخرافي ومخلفاته حتى ندخل عصر النور والتنوير والعقلانية بعيدا عن الصراع المذهبي الديني المقيت. إيران تكذب وفي المحفل العالمي لدول عدم الانحياز الذي أطلق عليها أحد كتاب جريدة الاتحاد (مؤتمر عدم الإنجاز)!. الحرب تخاض في عدة مستويات وحقول ومنها المعركة الالكترونية. إنها معركة دموية يخوضها شبيحة الأسد بالطبنجات والخناجر، والفرس بالكذب والمال والسلاح. كل في جبهته التي يتقنها. على أمل إطفاء شعلة الأمل والحرية، في قلب شعب أدمن على الحرية في المظاهرات، ولن يتراجع بأقل من إيصال هذه الشعلة إلى آخر ماراتون الحرية والكرامة. ومعها بإذن الله وداع الثيوقراطية المحنطة، والعسكرتارية المدمرة، والشمولية الهالكة المهلكة، والفاشية المرعبة. والطائفية النتنة. {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا} (51) سورة الإسراء اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن صبحك بالبلج.
محمد علي الشيخي
حلب نيوز
بشير البكر
علي فريد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة