روزانا بومنصف
تصدير المادة
المشاهدات : 4216
شـــــارك المادة
مع قرب أفول فصل الصيف على وقع عمليات كر وفر مستمرة في سوريا من دون قدرة النظام أو المعارضة على حسم الوضع لصالح أي منهما على الأرض، عادت نغمة ربط التطورات الحاسمة على الصعيد السوري بمصير الانتخابات الرئاسية الأميركية. إذ تخشى مصادر ديبلوماسية أن تشكل المدة الفاصلة عن هذه الانتخابات في مطلع تشرين الثاني المقبل مساحة كافية لاشتداد الوضع في سوريا على ضوء اقتناع كثر بأن أي أمر فاعل لن يحصل هناك قبل هذه الانتخابات مما يترك النظام الذي راهن دوما على عوامل مماثلة أمام هامش كبير لمحاولة استعادة بعض ما فقده عبر تصعيد العمليات العسكرية ضد خصومه.
وسبق أن عبّر البعض عن هذا الاقتناع بالقول أن الولايات المتحدة مشغولة بانتخاباتها وليست مهتمة فعلا بما يجري في المنطقة أو هو ليس من أولوياتها في الشهرين المقبلين على الأقل هذا في حال إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية. أما في حال انتخاب المرشح الجمهوري فإن المجال سيكون لمرحلة أطول من المراوحة الحالية. وليست المواقف التي عبر عنها الرئيس السوري ووزير خارجيته في اليومين الأخيرين حول مواصلة ما يقوم به النظام "مهما كلف الثمن" كما قال الأسد أو أن الحوار غير وارد الآن كما قال وزير خارجيته إلا ترجمة لهذا الاعتقاد أي الاستمرار في محاولة كسب الوقت جنبا إلى جنب مع نقض الرسالة التي حملها الوفد السوري الرسمي قبل أيام إلى روسيا من استعداد للحوار حتى أن استقالة الأسد خاضعة للمناقشة كما قال هذا الوفد. ومع أن أحدا لم يتوهم برغبة النظام في إجراء حوار فعلي فان هذه المواقف صدرت لأسباب عدة وفق ما تقول هذه المصادر من بينها استباق مهمة الأخضر الإبراهيمي ولجم مشروعه أو خطته للحل في الوقت الفاصل عن هذه الانتخابات ما لم تكن خطة الإبراهيمي تصب في خدمة النظام ومنحه المزيد من الوقت كما حصل مع خطة كوفي أنان. لكن لفت هذه المصادر أيضا الكلام السوري في حمأة ترويج إيران لما تقول أنه مشروع حل ستقترحه في مؤتمر قمة عدم الانحياز عن حوار بين النظام والمعارضة في سوريا وحتى ترويج وكالات أنباء إيرانية رغبة النظام في الحوار. في أي حال فان هذه المصادر تعرب عن اعتقادها أن ما يجري بين الدول الغربية لا يعدو كونه محاولة تغطية غياب القدرة على أي عمل فعلي علما أن التحركات متروكة عمليا لأجهزة المخابرات بعيدا من الديبلوماسية التي باتت في أجازة موضوعية وواقعية في الوقت نفسه وأن ما ينشر أو يسرب عن لقاءات تحضيرية لما بعد الأسد هدفه المحافظة على وتيرة الضغط نفسها في غياب أي تحرك ملموس. وهذا الأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة والدول الغربية فحسب بل على كل الدول المعنية أكانت روسيا والصين اللتين تنتظران بدورهما الانتخابات الأميركية أو الدول العربية أيضا التي لم يعد يخفي مسؤولون فيها أن حسم الوضع السوري بات رهنا بالمفاوضات أو التسويات ما بعد الانتخابات الأميركية. ويستند البعض في هذا الاقتناع إلى ما تم تداوله أخيرا بين واشنطن وموسكو في الموضوع السوري. إذ أن الرئيس أوباما رفع الصوت محذرا من أن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية هو خط أحمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة في ما فهمه كثر من أن ما يبقى تحت هذا الخط لن يستدعي تدخل أميركا في المرحلة الراهنة. ولعل هذا الاطمئنان ما أعطى جرعة قوة في اتجاه ارتكاب مجزرة جديدة في داريا في الأيام الأخيرة وذلك في الوقت الذي دخل فيه الروس على الخط من أجل طمأنة الأميركيين وعلى إثر لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفدا سوريا رسميا من أن النظام السوري لا يعتزم استخدام هذه الأسلحة وأن لدى روسيا ضمانة بذلك.
المصدر: سوريون نت
فيصل القاسم
عبد الرحمن خضر
حسين عبد العزيز
بشير البكر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة