طارق شهبر
تصدير المادة
المشاهدات : 4300
شـــــارك المادة
كان لا بد للنظام السوري من إيجاد عُذر ما يتهم فيه الثورة و الثوار بمحاولة إشاعة الفوضى, فما كان إلى أن بدأ بدعاية تقسيم سوريا طائفياً الأمر الذي بنظر النظام سيؤدي إلى زرع الخوف عند بعض الناس و نشر الإحباط في صفوف المطالبين بالحرية. في البدء, كانت كلمة تقسيم بعيدة عن الواقع, و لكن ما يحصل الآن, يؤكد أنه هناك حقاً سياسة جدّية يسعى إليها النظام بمباركة دولية للاتجاه نحو تقسيم سوريا إلى ثلاث أقسام و ربما أكثر على أساس طائفي و عرقي.
كما يعلم الجميع, فالنظام السوري و بالرغم من التنوع الطائفي الموجود فيه, إلا أن ارتكازه الأساسي هو على الطائفة العلوية و الأقليات عامةً, لذلك كان يُطلق عليه اسم "حامي الأقليات", طبعاً النظام السوري أخذ هذه الأقليات كرهينة ليستمد قوته. لذلك نرى أن النظام السوري يسعى إلى خلق فتنة بين الطائفة السنية (80% من الشعب السوري) والطائفة العلوية و ذلك بالطبع بحسب النظام, سيؤدي إلى تخوف الطائفة العلوية من عمليات انتقام بحق أفرادها بعد سقوط النظام و بذلك سترتمي بحضن الأسد الذي بدوره سيقوم بدور المنقذ و الحامي لطائفته. ما عزّزَ فرضية الانقسام, هي الأحداث و المجازر التي ارتكبها النظام في المناطق التي يُعتقد أنها ستكون حدود للدولة العلوية المزعوم إنشاؤها. فإذا نظرنا إلى أماكن حدوث أفظع المجازر و أكثر المناطق التي تشهد اشتباكات و تدمير, نرى أن الأغلبية تقع في مناطق حمص وحماة وإدلب, و كل هذه المناطق ستكون حدود للدولة العلوية, لذلك فمن مفهوم النظام أنه يجب إزالة أي تهديد محتمل يأتي من هذه لمناطق و ذلك عبر تهجير الناس عن طريق تكثيف المجازر و إرهاب العائلات التي تسكن في تلك المناطق. لم تكن صدفة أنّ معظم المجازر و أكثر عملية تدمير حصلت جميعاً بتلك المنطقة التي يكثر الحديث عن أنها ستصبح حدود لدولة جديدة. أكراد سوريا: بعدما أعلن الثوار في سوريا بدء عملية تحرير دمشق و من ثم تحرير حلب, كان هناك شيء ما يحدث على جانب الحدود الشرقية مع العراق و خاصة في منطقة التي يسكنها الأكراد. لقد كان هناك سيطرة كردية على معظم تلك المناطق و بطريقة سريعة و بمساعدة من حزب العمال الكردستاني المتواجد في كردستان العراق, و هذا يدل على أنه كان هناك من خطة ما أتقن الأسد استعمالها و ذلك عبر سحب عصاباته و جيشه من تلك المناطق و زجّها في معركتي حلب و دمشق. الأسد يعلم أنه خاسر, لذلك بدأ يُشعل فتيل الفتنة بين الشعب السوري و لذلك انسحب من المناطق الكردية و التي بالطبع سيصبح لها حكم ذاتي من تلقاء تفسها. القضية الكردية شبه محسومة, بالرغم من معارضة تركيا لها, و لكنها سترضخ للواقع قريباً و سيكون هناك حكم ذاتي تركي ينضم إلى كردستان العراق. الدور الروسي و الأمريكي: الدور الروسي ربما يساعدنا في الجواب, روسيا تريد حليف لها في المنطقة, و تريد الحفاظ على قاعدتها البحرية في طرطوس, و هي ستعمل المستحيل للحفاظ على مصالحها, لذلك لن نستبعد إذا قامت روسيا شخصياً بحماية فكرة إنشاء الدولة العلوية و ذلك تحت شعار حماية الأقليات و المصالح، فكل هذا الدعم الذي يتلقاه الأسد اليوم هو دليل على أن روسيا لن تتخلى عن مصالحها. أمريكا تُفضل حدوث اقتتال طائفي في سوريا والمنطقة, و هي بذلك سوف تُشجع على إنشاء دولة علوية مما سيؤدي إلى إشعال سوريا و لبنان والعراق بحرب طائفية سترهق شعوب المنطقة لعشرات السنين, وسيؤدي إلى تعزيز قوة إسرائيل وسيطرتها على المنطقة. و بهذه الحال, تستطيع روسيا الحفاظ على قاعدتها البحرية و مصالحها و تستطيع أمريكا على الحفاظ على أمن إسرائيل و مصالحها في العراق. لذلك فإن كل الذي يحصل بين روسيا و أمريكا ما هو إلى عملية تقسيم للمنطقة على طريقة لا غالب ولا مغلوب. رد فعل الشعب السوري: لن يرضى أي شخص ينتمي لسوريا بأن يكون هناك أي نوع تقسيم لوطنه و سيحاول الشعب السوري منع حدوث أي شيء من هذا القبيل, و لكننا نعيش في عالم تغلُب فيه المصالح الإقليمية للدول الكبرى على إرادة الشعوب أحياناً و يقع الشعب في مأزق و يحاول الخروج منه بأقل خسارة تُذكر. إذا ألقينا نظرة على آراء الناس في عملية التقسيم, نرى أنّ الكثير من الناس متفهم لفكرة انقسام الأكراد وإنشاء كيانهم, و لكن الأكثرية تعارض فكرة أو حتى الحديث عن إمكانية إنشاء دولة علوية, و ذلك لاعتبارات طائفية و ربما انتقامية وإقليمية. دولة علوية تعني أن الصراع في المنطقة سيتغير. دولة علوية هي أقرب إلى صراع سني علوي على غرار عربي إسرائيلي. الدولة العلوية المزعم إنشاؤها ستكون محاطة بشعوب سنية تريد الانقضاض عليها في أي فرصة تُتاح لها. دولة علوية ستزيد من الاقتتال الطائفي و ربما ستؤدي إلى زيادة قوة إيران في المنطقة عبر إشعالها لفتنة تُنهك العالم العربي . الظاهر أن الأمور الآن متجهة نحو التقسيم, لكن تداعيات هذا التقسيم ستنتج خارطة جديدة للمنطقة، و صراعات جديدة طويلة الأمد ستنّهك شعوب المنطقة.
المصدر: سوريون نت
محمد صالح المسفر
رضوان زيادة
خطيب بدلة
عبد الوهاب بدرخان
المنطق يقول : الحل الوحيد لهذه الكارثة ما يلي: ان تذهب قيادات الجيش الحر المعترف بها من قبل الغرب الى اسرائيل وتسلمهم مفتاح سورية وتتعهد بتوقيع معاهدة سلام مع اسرائيل فور تنحي او هروب او قتل بشار نحن في زمن للاسف اضعف الامم لاننا هجرنا ديننا منذ سنوات ولا نملك على ارض الواقع ان نحارب اسرائيل او الغرب لذلك فلا اجد حرجا من توقيع معاهدة سلام مقابل ايقاف انهار الدم التي ستصبح قريبا بحارا من الدم ثم انه من سيبني البلد بعد ان دمرها بشار الكافر ؟؟ اليس الغرب كما فعلو في مصر ؟؟ هذا هو الواقع اما ارادة الله تعالى فتتمثل بقوله عز وجل ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة