خالد حسن هنداوي
تصدير المادة
المشاهدات : 4521
شـــــارك المادة
تتسارع الأسئلة في المشهد السوري اليوم و تتلهف لإجابات صادقة شافية و تلح على القلوب و الخواطر في كل مكان يضم مخلصين أحراراً مسلمين أو غير مسلمين حرصا و إشفاقا، أما ارتوى طغاة الشام من دماء شبابه و شيوخه و نسائه و أطفاله؟
أما كفاهم اعتقالا و تعذيبا لحماة الوطن الحقيقيين سواء الذين ضحوا بأنفسهم واستشهدوا من أجله في غياهب السجون أو الذين ما زالوا يصرون وهم في القيود أن يظلوا أحياء بقلوبهم ومشاعرهم ليحيا الوطن بهم من جديد فصناعة الحياة الوطنية الحرة مبتغاهم قبل صناعة و إتقان فن الشهادة.
و هكذا حالهم و هم يقرعون أبواب الحرية بإحدى الحسنيين و ينازلون الهولوكوست الطائفي لعصابة الغدر التي لم تعرف سوى عدالة الهمجيين ضد الشعب المظلوم، أما آن لهؤلاء الذين فاقوا اليهود بآلاف المرات في فسوتهم و هم يقصفون الأبرياء فيهرب آلاف المهاجرين نجاة بأنفسهم دون أي مقوم من مقومات الحياة ليذوقوا آلام التشرد و يعانوا عند المعابر الحدودية باتجاه تركيا و العراق و الأردن و لبنان ما لا يخطر على بال بشر.
أما آن لهم أن يرقوا لبلوى هؤلاء أم أن قلوبهم كما وصفها الشاعر أحمد شوقي أشد قساوة من الحجارة أو كما شبهها بدوي الجبل: (رق الحديد وما رقوا لبلوانا)، إن هؤلاء الذين يتساءلون بإلحاح هذه الأيام عن العنف غير المسبوق ضد الشعب المصابر وآثاره النفسية و العسكرية، بعضهم يعرف طبيعة هؤلاء الحاقدين و الآخرون يتعجبون إذ لم يخطر ببالهم البتة أن يصل التوحش إلى هذه الدرجة البربرية ضد شعوبهم في حين أنهم أشد جبنا و هربا من الأرانب حيال العدو الصهيوني الذي يدعون كذبا و زورا أنهم يقاومونه و يحمون الوطن منه، هذا من جانب هؤلاء الأعداء المحليين، أما من جانب الذين ما زالوا أعداء لشعبنا البطل رغم كل ما فاق التصور في القمع و الوحشية فإنهم و بلا ريب أعداء الإنسانية جمعاء حيث لم يتحرك لهم قلب ولا لسان و لا جفن أمام كل هذه المعاناة في النفوس والممتلكات وكأن أهل سورية ليسوا من مكونات هذا العالم الراقي اليوم بكل معنى الكلمة، و لا ريب أن حكام إيران و المتطرفين من حكام لبنان والعراق الطائفيين وحكام موسكو وبكين ومن يدور في فلكهم قد أثبتوا حقا أنهم شركاء لمافيا الإجرام واللصوصية في دمشق حيث لم يستشعروا أي معنى للإنسانية و لم يخجلوا مرة واحدة من استمرار وقاحتهم و قبحهم إذ يقفون في صف الجلادين القتلة من أكابر مجرمي الطغاة ضد الضحايا المدنيين، و أما من زعموا أنهم أصدقاء الشعب السوري و يريدون أن يكفكفوا دمعه و يضمدوا جراحه و يمنعوا و يخففوا مجازره، وخصوصا مجزرة داريا الرهيبة بريف دمشق حيث ارتفع إلى الله أكثر من 400 شهيد أول أمس، فالذي ظهر واقعيا ويظهر مستمرا أن الكثرة الكاثرة منهم لا تعير القضية السورية اهتماما ذا بال وأن مواقفهم ما هي إلا مجرد كلام في كلام يجرح أهلنا ويقتلهم نفسيا و فعليا حيث لا مشاركة ولا عونا حقيقيا بأسلحة نوعية للثوار و الجيش الحر ولا حماية للمدنيين في الداخل، بل و لا تدخل إنساني سريع للتخفيف عن معاناة المشردين على أبواب المعابر أو في إنشاء مخيمات جديدة فيها أدنى اعتبار للبشر وخصوصا النساء والأطفال إن في تركيا أو الأردن أو لبنان أو العراق، وما ندري ما هذه التصريحات الباهتة المكررة من أوباما و كلينتون و أردوغان و داوود أوغلو وغيرهم عن اقتراب سقوط النظام دون أن يشعر الشعب في الداخل و المهجرون بأي دلائل حقيقية على ذلك، بالله عليكم أنتم و من لف لفكم من البارعين في التخدير حتى لو حسنت نياتكم بيعونا صمتكم أو فكونوا كالذين يشاركون الجزار بشار في العون على الباطل بكل فاعلية فنحن سنبقى أبطالا صامدين ولن يركع أحد منا اليوم لهذا الجزار وشركائه وسنواصل المعركة في دمشق وحلب و كل سورية و سنفرض واقعنا على الأرض أمام هذا الصمت المخزي للمجتمع الدولي وضميره الميت ولن يخدعنا من يحب التسكين بالصبر الذميم والتخدير الكبير أو الصغير، و سيسقط اللاعبون في الحلبة مهما بلغوا إن شاء الله عاجلا أو آجلا أمام جبال التحدي التي تهزأ بالمستحيل حتى ترى وطنها كما تحبه و تهواه إما في نصر رائع أو شهادة رائعة لتعود بدمها و عرقها دولة القانون لا دولة الأشخاص و إن أصحاب الواجب مهما بذلوا في سبيل الله و الوطن فلن يضيعوا أبدا بإذن الله.
المصدر: رابطة العلماء السوريين
رضوان السيد
ميسون شقير
فيصل القاسم
زهير قصيباتي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة