السوري الثائر
تصدير المادة
المشاهدات : 12289
شـــــارك المادة
لا يخفى على عاقل أن ما يحصل في سوريا هو حرب إبادة بكل معنى الكلمة، وطالما أن الوضع بات كذلك أصبح من اللازم أن يقوم الجيش السوري الوطني الحر بتغيير استراتيجيته، من حماية المتظاهرين، إلى استراتيجية أخرى مختلفة تماما بالرؤية والهدف. إنها استراتيجية تحرير سوريا وشعبها من هذه العصابة المافيوية المجرمة، ولو كان في قاموسي وصف أقسى من ذلك لاستخدمته لأنني لم أجد وصفاً ينطبق على هذه العصابة التي ترتكب أفظع المجازر وأشنع أعمال القتل والقمع والتنكيل والتصفية والاغتيالات، ليس بحق أعدائها بل بحق شعبها الأعزل، مع أنهم يقتلون بعض الموالين أحيانا، بغرض استخدامهم كبش فداء،كمن يضحي بالبيدق في لعبة الشطرنج.
هذه الاستراتيجية يجب أن تعلن فورا ويجب الأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:
1- تكتيك حرب العصابات:
- الهدف التكتيكي هو إنزال أكبر الخسائر في صفوف العدو، لا تحقيق النصر عليه، بسبب عدم تكافؤ القوى، ولذا يجب التركيز على هذه الناحية والتدرب على أساليب الفرار.
- يجب الحذر دائما من حصار العدو، والتملص فورا من القتال عند الشعور بذلك، وعدم التمركز في نقطة معينة معروفة ومكشوفة للعدو وطبعا المقصود بالعدو هنا عصابات الأسد وشبيحته، وللأسف نرى بأن هذا الخطأ القاتل وقع فيه الجيش السوري الحر في منطقتين: هما باب عمرو في حمص ومنطقة الزبداني في ريف دمشق، حيث تمت محاصرتهما وقصفهما بالمدفعية والهاون والقذائف الصاروخية من أجل إجبار عناصر الجيش الحر على تسليم أنفسهم، وطبعا الذي يدفع الثمن هنا، هم المدنيون الأبرياء الذين احتضنوا الجيش الحر، مما قد يضطر هؤلاء الأبطال لتسليم أنفسهم لـ "عصابات الأسد" خوفا من تساقط المزيد من الشهداء المدنيين وأغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وطبعا هذه خسارة كبيرة للجيش الحر، كان يجب عدم الوقوع فيها.
- يجب الاعتماد التام على الحاضنة الأساسية للجيش الحر سواء بالتخفي أو بالأمداد والتموين أو الاتصالات.
- يجب أن تكون قواعد الانطلاق محصنة تحصينا طبيعيا، ومجهزة هندسيا للدفاع عنها عند اللزوم، كما يجب أن تكون متمتعة بممرات خفية سهلة للفرار ومزودة بأبواب خلفية متصلة مع شبكات التنقل.
- يجب القيام بتجهيز قواعد صغيرة حسنة الإخفاء حول منطقة الأهداف قبل الهجوم عليها حتى يمكن استخدام هذه القواعد في إخفاء المصابين مثلاً، توطئة لنقلهم إلى مناطق أكثر أمنا، وتجهيز المشافي الميدانية في مختلف المناطق السورية بشكل استباقي لإسعاف الجرحى بأسرع وقت. - السرية ......الانضباط ...........المفاجأة ...........السرعة ..........الحسم.
- يفضل مهاجمة عصابات الأسد وهي في حالة التحرك، لسهولة الإيقاع بها في مثل هذه الحالة.
- يفضل الهجوم على الأهداف الاستراتيجية للعدو وذلك لأثرها النفسي الكبير، فضلا عما تؤدي إليه من إجبار العدو على الانتشار وتوزيع قواته، وتجنب المناطق المدنية الموالية للعدو حتى لا يتم تجييشها ضد الجيش الحر. استخدام الكمائن: والكمين هو الاختفاء في موقع جيد ينتظر تقدم العدو تحت سيطرته، حيث تقتحمه قوات الكمين بغرض إبادة العدو أو الحصول منه على أسرى أو وثائق أو أسلحة أو معدات، فضلا عن إزعاج العدو وإثارته وإرهابه بالطبع. استخدام الإغارة: ففي الإغارة تتقدم القوة المغيرة مراعية الاختفاء التام على طريق تقدمها نحو الهدف المختار من قبل، ثم تقوم هذه القوة باقتحام هذا الهدف بالأسلوب الذي يناسب المعلومات عنه. وبالطبع فإن الهدف العام لكل إغارة، هو إزعاج العدو وإرهاقه وإرهابه، إلا أن لكل إغارة أهدافا خاصة أخرى قد تكون الحصول على الأسرى أو الوثائق أو الأسلحة أو المؤن أو حتى مجرد تدمير الغرض المستهدف ونسفه.
2- الحرب النفسية:
إن استخدام الحرب النفسية هي من أهم الطرق التكتيكية في المعركة وهذه الأساليب يستخدمها النظام السوري، ولكن يجب على الجيش الحر الاستفادة منها وعكسها لصالحه وابتكار أساليبه الخاصة بل والإبداع فيها والتعاون مع الثوار على الأرض من أجل الاستفادة من خبراتهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر بث فيلم فيديو غير احترافي عن أسر عناصر من عصابات الأسد قد يكون مثير للسخرية أكثر مما يكون له الأثر النفسي المطلوب في نفوس الأعداء، حيث يجب العمل باحترافية.
3- الحرب الإعلامية:
يقال بأن "نصف الحرب هي إعلامية"، ويجب على الجيش السوري الحر الاستفادة من التغطية الإعلامية المتاحة له على الفضائيات المختلفة لكي يستطيع أن يوصل رسالته وبشكل احترافي طبعا.
4- قنوات التواصل:
يجب على الجيش السوري الحر الاستفادة العظمى من حاضنه الطبيعي وهو الشعب السوري الثائر، لذلك يجب عليه بناء شبكة من التواصل بين مختلف المناطق السورية.
5- الاتصالات:
يجب على الجيش السوري الحر بناء شبكة اتصالات خاصة به مشفرة وآمنة وغير قابلة للاختراق فهذا الأمر مهم للغاية ويجب العمل عليه فورا وبمساعدة الفنيين والخبراء من الثوار.
6- المناطق العازلة: يجب العمل على إنشاء مناطق عازلة حدودية ضيقة جدا حتى لا تتعرض للقصف من الطيران المعادي متداخلة مع حدود الدول المحيطة بسوريا مثل تركيا والعراق ولبنان والأردن.
7- تنسيق العمليات بوقت واحد وفي جميع المناطق السورية للتخفيف على المناطق الساخنة وتشتيت قوى العدو.
8- التسلح:
عن طريق تأمين التمويل من تبرعات الشعب السوري وتأمين مصادر متنوعة للتسلح وعدم الاعتماد على مصدر وحيد لأن هذا خطأ قاتل. كل هذه الخطوات ضرورية من أجل تنفيذ الاستراتيجية الجديدة للجيش السوري الحر من أجل تحرير سوريا من هذا المحتل الغاصب الذي احتلها على مدى أربعة عقود خلت من تاريخ سوريا الحبيبة . عاشت سوريا حرة أبية
مجاهد مأمون ديرانية
أمير سعيد
زهير سالم
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة