..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بين كوسوفا وسوريا (استقلال لا يحتاج لروسيا الهزيلة ولا للصين التابعة)

عباس عواد موسى

١٥ أغسطس ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3503

بين كوسوفا وسوريا (استقلال لا يحتاج لروسيا الهزيلة ولا للصين التابعة)

شـــــارك المادة

عصام عثمان شرف، وداعاً أيها الشهيد.
استشهد  المهندس عصام عثمان شرف وهو مهندس صواريخ ومتقاعد من الجيش السوري برتبة عقيد تحت التعذيب أمام أهله وأفراد عائلته، بعد أن رفض العودة لجيش بشار لمحاربة شعبه والمشاركة في المجازر والمذابح التي لا تنقطع بتاتاً، وكان قد أخبر شقيقه مفيد شاعر الثورة بذلك قبل أسبوع من استشهاده، وقبيل استشهاده شاهد إحراق منزل شقيقه مفيد وتدميره بالكامل وكذلك منزل يحيى عبد المولى شرف وأيضاً شقيقه أحمد عبد المولى شرف الذي أحرقوا منزله وسيارته أمام عينيه ثم اقتادوه إلى جهة مجهولة ولا يزال مصيره مجهولاً .


جرى ذلك, بأمر من الأمن العسكري بقيادة العقيد لؤي العلي, حيث تم قتل سبعة عشر ناشطاً في بلدة نوى ومحافظة درعا الباسلة ،
كثيرون هم العسكريون المتقاعدون الأحرار في سوريا, منهم من استشهد قبل عصام ومنهم من استشهد بعده, ولا يزال الآخرون ينتظرون الشهادة ويحبون الموت ويأبون قتل شعبهم الثائر للمطالبة بأبسط حقوقه في الحرية التي صادرها هذا النظام الطائفي البغيض الحقير منذ لحظة وصوله للسلطة، والمراهنون على بقاء النظام لن يحصدوا سوى جزاء المجرمين الصرب الداعمين له بل وهم يشكلون أبواقاً إعلامية تدافع عن جرائمه خدمة لسيدهم الروسي الذي لا يزال يخشى الإسلام ديناً وخُلُقاً ومعاملة إنسانية , لأن مجازره بحق أهل القوقاز والأنغوش وجميع المسلمين ومنذ عام 1886 لا تزال عالقة في أذهانه , وهو أول دولة إعترفت بالكيان الصهيوني الغاشم وبررت لعصاباته مجازره بحق الشعب العربي الفلسطيني ،
ومع هؤلاء , ينضم أفواج من العملاء العرب ودهاقنتهم في تأييد المجرم بشار بذريعة الخشية على ما يسمونه مدنية الدولة , ليحثوا الإستعمار على المجيء مجدداً لدعمهم وتنصيبهم والإبقاء على وجودهم بين ظهرانينا .
وآخرون يتحدثون عن الأنموذج الكوسوفيّ دون معرفتهم بأبجديات الصراعات البلقانية التي لا تزال بذورها كامنة بانتظار الانفجار، فالديموقراطيّات هناك قادمة من الدمار الأمريكي … زائفة كاذبة .
وبشار ومعه القادة الروس, يحذرون من القاعدة وكان أن وصف الإخوان المسلمين بإخوان الشياطين ووصف الوضع في بلاده بأنه امتداد لمعركة بين القوميين والإسلاميين اندلعت قبل أكثر من نصف قرن، فأبدع في حرب الإبادة ضد أبناء شعبه بأسلحة عمل على تكديسها لهذا اليوم, وهو أكثر الأنظمة جُبناً وخيانة وتآمرا على العرب جميعا، فحليفه الفارسي كان منذ ولادته والى الآن، ولكن جيشه الذي يشهد عملية تنقية منذ اندلاع الاحتجاجات يجعلنا أكثر تفاؤلا بالمستقبل المشرق للمنطقة بعد زواله الذي سيكنس كل الشاذين في قاموس أمتنا.
وسط وشرق أوروبا، صراعات عرقية تنبئ بكارثة عسكرية
اجتاحت الصراعات العرقية والنزاعات وسط وشرق أوروبا, أمماً ودولاً وأدياناً, في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي, وهو الأمر الذي لا يزال يشكل وجوده أوروبا بأكملها, فقد ينتقل إلى غربها في أية لحظة, مع إفلاس العديد من دول القارة الأوروبية.
في مايو 1989، تظاهر أكثر من 100،000 من الأقلية التركية في بلغاريا ضد حملة السلطات البلغارية لإجبارهم على تغيير أسمائهم، وسقط العديد منهم قتلى وجرحى وفرّ مئات الآلاف إلى تركيا، وفي شباط وآذار من عام 1990توترت الأوضاع في مقاطعة ترانسيلفانيا في رومانيا، بسبب حظر السلطات الرومانية استخدام اللغة المجرية في مدارسها، وأصيب الكثيرون من أبناء الأقلية الهنغارية في المواجهات التي وقعت بينهم وبين قوات الشرطة والجيش الرومانيين، وكانت هناك موجة متزايدة من المشاعر المعادية للغجر في رومانيا بعد عام1990، وفي حزيران عام 1990إنتقل العنف ليصيب الغجر في العاصمة بوخارست فكانوا ضحايا لتنامي الكراهية والحقد ضدهم، وأيضاً في صربيا حيث، وبعد عام 1991، كانت هناك حالات عديدة من الاعتداءات من قبل حليقي الرؤوس ضد الغجر.
ومن المفارقات أن جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية، حيث النظام الأكثر تطوراً لحقوق الأقليات في أوروبا بعد تأسيسها على يد الكرواتي جوزيب بروز تيتو عقب الحرب العالمية الثانية، شهدت صراعات مسلحة بين القوميتين الكرواتية والصربية في إقليم كرايينا الكرواتي وبين الكروات والمسلمين والصرب في جمهورية البوسنة والهرسك وبين الألبان والمقدون في جمهورية مقدونيا.
فبحلول نهاية عام1991، كانت هناك مواجهة بين الكروات والجيش الشعبي اليوغوسلافي تحولت إلى حرب حقيقية مفتوحة واستمرت حتى كانون الثاني عام 1992.
في البوسنة والهرسك، التي يبلغ تعدادها السكاني 3و4مليون نسمة اندلعت المواجهات العنيفة في سراييفو وموستار، وبييليينا خلال شهري فبراير وآذار، و انفجرت في نيسان 1992.
وفي نوفمبر 1995، وافقت الأطراف الثلاثة على التوقيع على اتفاق دايتون، وخلق كيانين مستقلين الكيان الكرواتي المسلم في البوسنة وجمهورية صرب البوسنة.
أعلنت أحزاب الأقلية الهنغارية في كل من رومانيا وسلوفاكيا الحكم الذاتي دون اعتراف سلطات البلدين، في عام 1992 وفي بداية عام 1995 أعلن المجريون ذلك في رومانيا في منطقتين وكذلك في جنوب سلوفاكيا في بداية عام 1994، وطالبت الأقلية الهنغارية في رومانيا بافتتاح فرع باللغة الهنغارية في جامعة كلوج واعتبارها رسمية في كل مكان تبلغ نسبة المجر فيه أكثر من 10٪ من السكان المحليين.
بعد أن تم تخفيض الحكم الذاتي فويفودينا في عام 1990، قدم مجريو فويفودينا عدة مقترحات للحكم الذاتي في إطار صربيا، ووقع آخر مُقترح للاتفاق على الإطار السياسي والقانوني للحكم الذاتي المحلي في فويفودينا والمجتمعات العرقية في فويفودينا، في أوائل شهر يوليو عام 1999، في بودابست، بين الأحزاب التي تمثل العرقية المجرية في فويفودينا والحكومة المجرية، ويستند الاقتراح المجري على أساس أن هناك حاجة لتنظيم الوضع الدستوري للأعراق المتعددة في فويفودينا والسماح للجماعات العرقية في الإقليم بالحق في تقرير مصيرهم بأنفسهم، وتتكون خطة الحكم الذاتي من ثلاث مراحل: ما الإقرار بالشخصية المجرية وتحقيق الحكم الذاتي والاستقلال الذاتي الأساسي لفويفودينا،
وفي الثاني من تموز عام 1990 بدأ ألبان كوسوفا مطالبتهم بأحقيتهم في إعلان الإقليم جمهورية ليتمكنوا من انفصالهم سلميّاً،
ثلاثة أعضاء ألبان من أصل تسعة يشكلون أعضاء المحكمة الدستورية العليا للجمهورية المقدونية, أي بنسبة الثلث، وألبانيان في مجلس القضاء الأعلى الذي يتكون من سبعة أعضاء، ومنذ عام 1992 شارك الألبان في الحكومات المقدونية بعدة حقائب وزارية، واستمر الوضع حتى عام 1998 ليرتفع بعدها عدد النواب الألبان في البرلمان المقدوني إلى خمسة وعشرين نائباً من حزب الشعب الديموقراطي الألباني بزعامة عربين الجعفري الذي أصبح حليفاُ للحزب القومي المقدوني ويشاركه في تشكيل حكومة ائتلافية في كل مرة يفوز فيها، ولعل اتفاقية حماية الأقليات التي أعلن عنها المجلس الأوروبي في العاشر من نوفمبر عام 1994، ودخلت حيز التنفيذ في الأول من فبراير عام 1998 شكلت أهمية لوضع الأقليات في منطقة البلقان، فاضطرت رومانيا على التوقيع على اتفاقيتان بشأن الأقليات مع كل من هنغاريا وأوكرانيا عام 1996 لتصبح عضواً في حلف الناتو, بعد عام على انضمامها للمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان الصادرة عن مجلس الإتحاد الأوروبي بما يعرف بإطار للاتفاقية التي تعنى بشأن الأقليات.
واضطر رئيسا الحكومتين البلغارية والمقدونية إيفان كوستوف وليوبتشو جيورجييفسكي على التوقيع على اتفاقية تضع حدّاً للنزاع بين الدولتين بشأن الأقليات في فبراير عام 1999، وكانت مقدونيا قد صادقت على المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان في العاشر من نيسان عام 1997، لتلحق بها كرواتيا وتصادق عليها يوم الحادي عشر من اكتوبر في نفس السنة ثم سلوفينيا التي صادقت عليها في الخامس عشر من آذار عام 1998 تلتها بلغاريا في التاسع عشر من فبراير عام 1999 .
وصادقت الدولتان البلقانيتان المتنازعتان ألبانيا واليونان عليها في التاسع والعشرين من حزيران عام 1995 والثاني والعشرين من أيلول عام 1997،
مقدونيا، وضع مضطرب جرّاء الصراع مع الألبان.
شكلت معركة تانوسيفسكي عام 2001 بين المقدون والألبان في مقدونيا ضربة قاسية للمتبجحين بالسيادة والاستقلال والديموقراطية في مقدونيا الحديثة، فمن هذه القرية الواقعة على الحدود الشمالية لمقدونيا، انتقلت المعارك والاشتباكات لمدينتي كومانوفو و تيتوفو وباتت الحرب تهدد أمن القارة الأوروبية،
بلغ تعداد سكان مقدونيا مليون وتسعمائة وأربعة وخمسين ألفاً وتسعمائة واثنان وثلاثون نسمة وفق التعداد السكاني الذي تم الإعلان عنه في العشرين من حزيران عام 1994 منهم مليون ومئتان وخمسة وتسعون وتسعمائة وأربعة وستون مقدونياُ بنسبة 6و66% من السكان و 4411،4 من الألبان بنسبة 7و22% من إجمالي السكان و 78019من الأتراك بنسبة 4% و 43707 غجراً بنسبة 2و2% في حين بلغ عدد الصرب 40228 بنسبة 1و2% وكشفت ذات الإحصائية عن أن عدد المسلمين بلغ 15148 بنسبة 8و،% ونصف النسبة للقومية الفلاسية الذين بلغ تعدادهم 8601 وبقية القوميات من سلوفين وكروات ومونتينيغريين ومصريين وغيرهم بلغ تعدادهم 22891 بنسبة 2و1% .
كانت نسبة الألبان 13% عام 1961 ارتفعت لتصل 17% عام 1971 ثم إلى 7و19% عام 1981 وأما نسبتهم عام 1991 فقد بلغت 21% ، وتجدر الإشارة إلى أن عدداُ من المراجع أكدت على أن الكثيرين من المسلمين المقدون والأتراك والعرب دأبوا على تسجيل أنفسهم على أنهم ألبان خِشية السلطات الشيوعية التي كانت تعاديهم ويحاول بعضها على إعادتهم للنصرانية بالقوة, رغم أن المادة التاسعة من دستور عام 1974 كفلت حرية الأديان للأقليات، ولذلك, ظلت العلاقات الحزبية توجّسيّة بين مختلف الأحزاب المقدونية والألبانية.
الحرب الأهلية التي لو لم يُطوّقها العالم أجمع, لَأفضت إلى حرب عالمية عاجلة، وقد أبلغني البروفيسور آنجيل جيكوف أن الألبان شوفينيون لأنهم لا يعتبرون أنفسهم مواطنين من مقدونيا, فبلدياتهم في الغرب المقدوني ومنذ عام 1997 أخذت ترفع العلم الألباني, وطلب مني أن أشاهد أعراسهم التي لا تُقام إلا بزينة الأعلام الالبانية، تلك الأعلام التي تسبّبت في اشتباكات 1997 العنيفة التي قادها روفي العثمان والألباني من أصل عربي علاء الدين الدميري، وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من مأتي شخص بجروح في مدينة غوستيفار التي رفض سكانها رفع العلم المقدوني، ووصل عدد المُعتقلين إلى ما يربو على الألف معتقل.
ولا تزال العلاقات الألبانية المقدونية فاترة, فلم تشهد تيرانا رفع علم مقدوني واحد, حتى في أثناء زيارة الرئيس المقدوني برانكو تسرفينكوفسكي لألبانيا صيف 2007، والتي حاول من خلالها إقناع تيرانا بالضغط لوقف الاتصالات السرية بين ألبان كوسوفا وألبان مقدونيا, حتى لا تكون سبباً في حرب بلقانية شاملة، لكن الزيارة التي قام بها مسؤولون ألبان لمقدونيا يومي الخامس والسادس عشر من يناير عام 2008, جاءت لتؤكد على أن ألبانيا تسعى للارتقاء بوضع أقليتها في مقدونيا وتحسين أوضاع اللاجئين من كوسوفا في مقدونيا.
لقد دعت أوضاع كوسوفا المضطربة الزعيم الألباني المقدوني (عربين الجعفري) للتصريح بأن ألبان مقدونيا مُدرَّبون جيداً على خوض المعارك، وهم أكثر شراسة في القتال من العدو الصربي، ووصل عدد اللاجئين من كوسوفا ثلاثمائة وستين ألف لاجيء في مقدونيا مما جعل المقدون يبدون قلقهم من ذلك التدفق الذي قد يزيد من تنامي النزعة الانفصالية لدى الألبان الذين يحملون جنسيتها.
ولا يزال لاستقلال كوسوفا وإعلانه دولة مستقلة آثاراُ على العلاقات العرقية في مقدونيا, التي تشهد ساحتها صراعاً بين المقدون والألبان لم تحلّه الدساتير المتتالية.
كوسوفا.. دولة توجتها نضالات الألبان.
بلغت نسبة الألبان في يوغوسلافيا 5% من السكان عام 1961, حيث كان عددهم 927000 نسمة, وبعد عقدين ارتفعت نسبتهم إلى 7و7% حيث ارتفع تعدادهم إلى 1727000 نسمة, وفي عام 1991 بلغ عددهم 2188000 لتصبح نسبتهم 3و9% .
وكانت نسبتهم في كوسوفا ( ألذي كان إقليماً صربياً في الفيدرالية المتحللة عام 1961 (67% ) وارتفعت عام 1991 لتصبح ( 90 % ) في حين انخفضت نسبة الأصراب من ( 5و23% ) إلى ( 10 % ) لنفس الأعوام.
وقد تم منح الإقليم حكماً ذاتياً عام 1968, وبتعديل الدستور عام 1974 أصبح للإقليم مندوبيه وممثليه في الهيئات الفيدرالية بموجب المادة 292, الفقرة 1 ومنحته المادة ( 321 ) من الدستور الجديد حق المشاركة بعضو في مجلس الرئاسة، واعتلى الكوسوفي سنان حساني كرسي الرئاسة في الفيدرالية السابقة.
هذه المفاصل في تاريخ الإقليم, أغرقت الساسة المقدون في قلق بالغ، فقد ظلوا في خِشية من الألبان الذين يهيمنون على الغرب المقدوني, وازداد توترهم بعد الاضطرابات التي شهدها الإقليم في آذار عام 1981 وتطورت إلى اشتباكات راح ضحيتها أحد عشر شخصاً منهم شرطيان وجرح فيها المئات، وسببها أن الألبان أرادوا الحصول على مسمى جمهورية، وهو الأمر الذي كان يؤرق المقدون لأن الدستور اليوغوسلافي يمنح الجمهورية حق الانفصال, ولو حدث ذلك لكوسوفا لانضم إلى ألبانيا التي تخشاها مقدونيا كثيراً،
وفي عام 1987, عادت الاضطرابات لتندلع في الإقليم ولتتواصل باستمرارية متقطعة حتى عام 1990 لتوجه الجمهوريتان الكاثوليكيتان سلوفينيا وكرواتيا ضربة قاسية لصربيا بسحب دعمهما للجيش الفيدرالي وأفرادهما منه.
وحسب بعض المراجع, فإننا نجد أن عدد سكان الإقليم النصف مليون نسمة عام 1931 شكل الصرب والألبان نسبة النصف بالتساوي فيه، وبانتهاء الحرب العالمية الثانية كان الألبان يشكلون ثلثي السكان.
ظلت نسبة الألبان في كوسوفو في تزايد مستمر: 67٪ في عام 1961، 73،7٪ في عام 1971، 77،5٪ في عام 1981 و 90٪ في عام 1991، من ناحية أخرى، فإن نسبة الصرب في كوسوفو ظلت في تناقص باستمرار: من 23،5٪ في عام 1961، 18،4٪ في 1971 و 13،3٪ في عام 1981، إلى 10٪ فقط في عام 1991،
قلص الدستور الصربي من حقوق الإقليم عام 1989, ولما اعتمدت دستوراً آخراً عام 1990 قاطع الألبان الانتخابات ليشغل الصرب المقاعد الأربع والثلاثين للإقليم، وفي الاحتجاجات التي تلتها سقط ستة وعشرون قتيلاً بينهم شرطيان وأصيب المئات، ورغم إطلاق سراح الزعيم عظيم فلاسي ومئة سجين سياسي وعلى رأسهم آدم ديماتشي الذي قضى تسعة وعشرين عاماً في السجون والمعتقلات الصربية إلا أن الألبان نظموا أنفسهم في "مجلس التنسيق للأحزاب السياسية الألبانية في يوغوسلافيا"، تحت رئاسة رئيس التحالف الديمقراطي لكوسوفو إبراهيم روغوفا.
وفي أواخر عام 1991, كان هناك ثلاثة خيارات لحل الأزمة في كوسوفا أولها أن يصبح كوسوفا دولة ذات سيادة في حال بقيت حدود يوغوسلافيا الداخلية والخارجية على حالها, واقتراح الدول ذات السيادة كان قد تقدم به الرئيسان المقدوني كيرو غليغوروف والبوشناقي علي عزت بيغوفيتش، فيما تحصل الأقليات الألبانية الأخرى في صربيا ومقدونيا والجبل الأسود على حقوق أوسع ويتم الاعتراف بلغتها كلغة رسمية في هذه الدول.
وأما الخيار الثاني , فسيكون في حال تغيرت أو تعدلت الحدود الداخلية اليوغوسلافية بين الدول ذوات السيادة على أساس عرقي.
ويتم اللجوء للخيار الثالث المتمثل في إنشاء دولة ألبانية بلقانية موحدة حال الإقرار بضرورة تغيير أو تعديل الحدود الخارجية.
وبعد اللقاء الذي جمع بين الزعيم الصربي الراحل سلوبودان ميلشوفيتش ورئيس الوزراء الألباني فاتوس نانو الذي عُقِد في الأول من نوفمبر عام 1997 وهو اللقاء الذي أنهى خمسين عاماً من القطيعة والذي اعتبر فيه نانو أن كوسوفا شأن يوغوسلافي داخلي, تم نزع فتيلٍ كاد أن يوقع حرباً بلقانية بين الدولتين, لكن الألبان صدموا من موقف نانو، وكان ردهم سريعاً, وبحرب عسكرية بدأها جيش تحرير كوسوفا في أواخر شباط من عام 1998, فتصدت لهم صربيا, واستخدمت القوة المفرطة, ففرّ من العاصمة بريشتينا أربعة عشر ألف ألباني منهم ثلاثة آلاف وخمسمائة إلى جمهورية الجبل الأسود المجاورة.
وبتاريخ 31 آذار 1998 أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يحظر بيع الأسلحة إلى يوغوسلافيا, واجتمع وزراء خارجية مجموعة الاتصال في التاسع من مايو من نفس العام ليصدروا قراراً شدّدوا فيه الحصار على يوغوسلافيا ليشمل قطاع الصناعة والاقتصاد ومنع مسؤولين من السفر، لِيُفضي إلى لقاءٍ جمع بين روغوفا وميلوشيفيتش في الخامس عشر من أيار اتفقا خلاله على حل مشكلة كوسوفا بالوسائل السياسية.
تلاه لقاء ثانٍ بعد أسبوع أنهى العقوبات المفروضة على يوغوسلافيا.
ثم تجدد العنف في تموز, ليتشرد تسعون ألفاً من الألبان ثلثهم خارج الإقليم، ثلاثة عشر ألفاً فروا إلى ألبانيا وخمسة عشر ألفاً إلى الجبل الأسود وألفان إلى مقدونيا، حيث لجأت صربيا إلى التطهير العرقي على غرار جرائمها في البوسنة.
وفي الخامس عشر من حزيران التقى الدكتاتور ميلوشيفيتش بالرئيس الروسي بوريس يلتسين, ليعلنا عن نية صربيا بوقف العنف ضد الألبان والسماح لهيئات الإغاثة الإنسانية بالدخول وعودة المشردين وسحب الآليات القتالية من المدن والقرى.
وبتاريخ 25 أيلول، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 1199 والذي طالب فيه بلغراد بوقف معاناة المدنيين الإنسانية والجلوس الفوري على طاولة المفاوضات مع ألبان كوسوفا.
ووصل المبعوث ريتشارد هولبروك إلى بلغراد في 5 اكتوبر وعقد سلسلة لقاءات مع ميلوشيفيتش وجيش تحرير كوسوفو، وبعد ستة أيام أعلن أنه تلقى تطمينات من ميلوشيفيتش لإنهاء الأزمة، فقد وافق على استقبال 2000 مراقباً والامتثال لقرار الأمم المتحدة رقم 1199 وحظر الطلعات العسكرية والاعداد لإجراء الانتخابات.
اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2203، الذي شدد على أن يوغوسلافيا الاتحادية يجب أن تمتثل دون قيد أو شرط لمبادرة هولبروك.
وبتاريخ 27 أكتوبر وافق ميلوشيفيتش على سحب القوات الصربية لتعود إلى ثكناتها إثر محادثاته مع الجنرال ويسلي كلارك قائد الناتو في أوروبا.
لم يُبدِ المسؤولون المقدون ارتياحاً لدور الوسيط الأمريكي لكوسوفا وسفير الولايات المتحدة في مقدونيا كريستوفر هيل، باعتباره منحازاً لاستقلال الإقليم.
وتم طرح مبادرتين للسلام المقترح في كوسوفا في الثالث والعشرين من شباط عام 1999، المبادرة الأولى وتتمثل في السيادة والتي بموجبها تصبح اللغة الألبانية رسمية كنظيرتها الصربية ويصبح جيش تحرير كوسوفا شرعي، وأما المبادرة الثانية فهي على غرار اتفاق دايتون الذي يمنح كرسي الرئاسة للألبان ويضمن لهم أرضهم منزوعة السلاح وبحماية أجنبية.
بدأ حلف شمال الأطلسي قصف يوغوسلافيا في 24 مارس 1999وفي غضون عشرة أيام وصل عدد المشردين إلى سبعمائة ألف شخص .
بدأ مجلس الأمن في الثالث من نيسان بمناقشة مقترحات قدمها المشرف الدولي على محادثات الوضع النهائي (مارتي اهتيساري) تتضمن خطوات جدية في استقلال كوسوفو عن صربيا.
أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 1244 سنة 1999والذي يقضي بوضع كوسوفو تحت إدارة الأمم المتحدة .
وفي السابع عشر من شباط عام 2008 أعلن هاشم تاتشي رئيس وزراء كوسوفا استقلاله أمام جلسة للبرلمان .
نتيجة حتمية
إن سقوط النظام السوري ، بات حتميّاً، وليس مكان لروسيا الهزيلة ذات الأسلحة الصدئة في المعادلة القادمة ومعها الصين التابعة، والعدوّ الروسي كان عدوّاً لأمتنا بسوفييتيته فما انتصر لوليّ تبعه, ولا للاجيء نظر فيه خيرا، وربيعنا المبارك أغرق أتباعه ببصاق طوفانه الجارف، بعد أن كشف أن غالبيتهم يتسولون أمام السفارات الغربية, يتبجحون بأنهم قادرون على وقف الربيع الإسلامي.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع