..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب انعكاسات ومآلات

حسان الحموي

٧ أغسطس ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3309

انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب انعكاسات ومآلات
123 انشقاق حجاب.jpg

شـــــارك المادة

طبعا انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب ليس الأول بين المسؤولين السوريين ولن يكون الأخير لكنه يؤشر على القوة والتنسيق التي وصلت إليها المعارضة، حتى أن المرء احتار عن كيفية التركيبة الحالية لها وعلاقة الكتائب المنفذة والمسهلة والمساعدة وطرق التنسيق وحجم الاختراق داخل أجهزة الدولة ،ولكن المدلول الأول لهذا الانشقاق في الفترة الراهنة يمكن تفسيره من مختلف الأطراف بطرق مختلفة؛ تمثل بداية في دحض روايات العصابة الأسدية والدول والجماعات المؤيدة لها؛ أو التي مازالت تؤيدها حتى النخاع:


بداية نقول لجميع هؤلاء أن رياض حجاب هو تربية السلطة من النشأة وحتى المآل؛
فهو من كوادر حزب البعث الأسدي المخلصين وهو من رجال الدولة الذين يدورون في فلك السلطة الأسدية ما بين قيادات الحزب و الوزارات و أخيرا رئاسة الوزراء، إذا هو يأتي من داخل الصندوق الأسود لنظام الأسد، التي يحرص دائما على تزيين التشكيلة الحكومية بهم ، ليشتري ولاء المناطق والعشائر، إضافة إلى طرح التوازنات الطائفية والمذهبية داخل أجهزة الدولة .
أيضا هو أعلى رتبه سياسية مدنية في الدولة تعلن رفضها لنظام الأسد المجرم ودليل قاطع على عدم تقبل السوريين لإجرام النظام حتى من قبل الدائرة الضيقة المحيطة به.
من يخبر تركيبة النظام في سورية يعلم أن المواطن السوري مهما بلغ من المنصب لا يساوي عند الطاغية شيء فهو أداء تنفيذ ولا يحق له الاعتراض أو إبداء الرأي ، وبالتالي انشقاق رئيس الوزراء يعطي رسالة للغرب والشرق أن الأسد مجرم ومن يرفضه ليسوا إرهابيين ولكن عامة الناس وخاصتهم، ابتداء من رئيس الوزراء وليس انتهاء بالعسكريين ونواب الشعب والدبلوماسيين ورجال الدين، و هؤلاء من خاصة الناس.
وبالتالي فإن قبول الوظيفة عند الأسد والانشقاق هو عمل بطولي لأنه مخاطرة بحياة المسؤول وأهله،أيضا هي في غاية التعقيد لأنها تشكل صفعة سياسية وإعلامية للأسد ومؤيديه وخاصة من خارج سورية وبالتحديد روسيا وإيران وحزب اللات؛ورفض لسياسة الإجرام التي ما زالوا يدافعون عنها حتى هذه اللحظة.
أيضا هي ضربة للآلة الإعلامية والحزبية والأمنية ، لأن ماكينة النظام دوما تقلل من أهمية الانشقاقات، فتارة تقول عن العميد الشرع أنه شرطي مرور وليس من فرع المعلومات،وتارة تقول أن الدبلوماسي المنشق أصلا ليس على رأس عمله ، وفي حالة رئيس الوزراء الدكتور حجاب لم تدري كيف تخرج هذا الانشقاق فتارة تقول أنه سرح من العمل وفي نفس اللحظة تنشر انه في اجتماع حكومي،وفوق الخبر أنه فصل عن العمل وتم إبلاغه قبل يوم!!..
أما مدلولات انشقاق الدكتور حجاب فهو بداية سوف يشجع موظفي الدوله على الانشقاق لأنه أعلى مسؤول مدني في الدولة.
إضافة لتشجيع الثوار في الداخل على بذل المزيد من الجهد لأن ثورتهم أصبحت قاب قوس من تحصيل النتائج.
إعطاء صورة عن التناغم والتنسيق العالي بين كتائب الثوار في الداخل والقيادة العسكرية والسياسية للمجلس الثوري ، وبالتالي تضفي الشرعية الحقيقية للقوى الفاعلة في الثورة بغض النظر عن الأشخاص ، ومدى قبولهم من المجتمع الدولي أو الداخلي.
كذلك هذا الانشقاق يفضي ويمنح شرعيه دوليه للمعارضة بأنها ليست جماعات مسلحه خارجة عن القانون كما يصفها الأسد ومواليه.
فهذه الثورة اليتيمة استطاعت تحقيق جل أهدافها بأنيابها ولم تجد من العالم سوى التصفيق والتنديد بالجرائم التي مازالت ترتكب صباح مساء .
المدلول الأخير هو أن في داخل النظام أناس وطنيون وخيرون يمكن البناء عليهم في المرحلة القادمة ، وأن السوء كله يتمثل في النظام وتركيبته وليس في الأشخاص داخله.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع