نور الحلبي
تصدير المادة
المشاهدات : 3173
شـــــارك المادة
لا تنبئ زيارة المعلم, وزير الخارجية السورية, لإيران بخير إذ تأتي تلك الزيارة على خلفية تتالي العمليات التي قام بها الجيش الحر منذ ما قبل رمضان وإلى هذا اليوم فقد كانت مفاجئة للنظام, ومرهقة له ومساهمة بشكل كبير في انهياره لا سيما الانشقاقات المتوالية التي زادت بعد تلك العمليات في صفوف الجيش النظامي والتي تنبئ بانهيار المؤسسة العسكرية عما قريب, إضافة إلى التهديدات الأميركية والإسرائيلية بشأن تهريب الأسلحة الكيماوية لــ(حزب الله), مما دعى النظام السوري للمسارعة إلى حليفته إيران للاستنجاد بها طلبا للدعم بالخطط اللازمة ورغبة في تدعيم تعزيزاتها العسكرية المتواجدة في سورية أصلا.
وما يزيد تلك الزيارة سوءً تأكيد المعلم على المؤامرة الكونية ضد سورية وتأكيد إيران لتلك المؤامرة ورفضها لفكرة الحكومة الانتقالية أو تنحي الأسد وتأكيدهم على وقوفهم مع سورية الأسد في حال حدوث تدخل غربي ضدها ضمن اتفاقيات دفاعية بين إيران وسورية ، فكل ما صدر من تصريحات في تلك الزيارة لا تنبئ عن مساهمة إيران بتأدية دور إيجابي في حل الأزمة السورية وإنما تدل على استمرارها في دعم الحل الأمني الذي اتبعه النظام في مواجهة شعبه وساهمت إيران فيه بشكل فاضح حتى النهاية. وما يحصل اليوم بين أميركا وإيران بشأن الملف النووي الإيراني هو حرب باردة تكاد تشتعل في أي لحظة.
وما نخشاه اليوم هو اشتعالها في سورية خصوصا بعد اللهجة التصعيدية و التهديدية التي وجهتها أميركا وإسرائيل للنظام السوري بشأن احتمالية تهريب أسلحته الكيماوية لحزب الله , وكذا تبدو مسألة تعزيز روسيا لقواتها على الساحل السوري مسألة لافتة يجب التوقف عندها إذ يبدو هذا التعزيز في هذا التوقيت لافتا أكثر من أي وقت مضى إذ يحمل أكثر من هدف فناهيك عن الاستعداد لصد أي تدخل عسكري محتمل في سورية تبدو مسألة تهريب الأسلحة الكيماويةلحزب الله، عن طريق الساحل مسألة محتملة في حال سقوط النظام السوري أو فقده للسيطرة المطلقة على البلاد فمن المحتمل أن تقوم روسيا بدور رئيسي في مسألة التهريب تلك , فقد تواترت الأنباء عن نقل النظام لها بالتدريج للساحل السوري بالتزامن مع خروج الأسد وعائلته من دمشق بعد عملية تفجير مقر الأمن القومي. وتبدو احتمالية نشوب حرب في سورية بين تركيا وإيران أقرب للحدوث اليوم إذ كان من ضمن النقاشات التي جرت بين المعلم وقادة وإيران مسألة الحدود السورية, إذ يشعر النظام اليوم بخطورة تلك الحدود بشكل كبير وخصوصا بعد وقوع معابر حدودية مهمة في يد الجيش الحر لا سيما التي تصله بتركيا حيث تكمن خطورة تلك الحدود على النظام وأهميتها بالنسبة الجيش الحر في كونها تشكل منفذا لعبور العتاد والسلاح والرجال وكذا الإمدادات الإغاثية للشعب السوري مما يقوي شوكة الجيش الحر ويسارع في سقوط النظام السوري وفي القضاء على قوته العسكرية التي يضرب بها المدنيين. وما خبر سيطرة الجيش الحر اليوم على النقطة الإستراتيجية الواصلة بين حلب وتركيا ( عندان ) إلا وتعتبر تقدما مهما للجيش الحر كخطوة تمهيدية لمنطقة عازلة تصل بين حلب والحدود التركية والقابلة للتوسع بشكل أكبر وتحتاج تلك المنطقة فقط; لو تحققت : لحظر جوي من أجل ضمان أمانها والذي من المحتمل أن تهيئه تركيا اليوم إلى الجيش الحر بذريعة استخدام حقها في ملاحقة المتمردين المسلحين من الأكراد في الأراضي السورية وهذا ما نرجوه اليوم من تركيا كواحدة من أصدقاء سورية في ظل هذا العجز والتخاذل الدولي عن نصرة الشعب السوري, فأهمية تلك الحدود بالنسبة للجيش الحر يزيد من خطورتها لدى النظام ويجعل احتمالية الدخول الإيراني العسكري لسورية أقرب للواقع لا سيما مع تهديدات إيران الأخيرة لتركيا في حال تدخلها العسكري في الأراضي السورية. حيث تعمل تركيا منذ مشكلة إسقاط النظام إحدى طائراتها الحربية على تعزيز تواجدها العسكري على الحدود بكل أنواع التعزيزات والتي زادتها منذ أيام وهاهي اليوم تزيد تلك التعزيزات من خلال إرسال منصات صواريخ ومضادات الطيران وحشود عسكرية وآلية الأخرى بالتزامن مع تمدد الجيش الحر وتوسعه في السيطرة على المدن وبخاصة التي تصله مع الحدود التركية, وتبرر الحكومة التركية تلك التعزيزات أمام المجتمع الدولي بالأنباء التي تتحدث عن تخلي الأسد عن الشمال السوري لحزب الاتحاد الديمقراطي التابع لحزب العمال الكردستاني التركي والذي بات علمه اليوم يرفرف في الشمال السوري كما يقال, فعلى إثر هذا الحدث حذر أردوغان حزب العمال الأسبوع الماضي من إقامة معسكرات داخل الشمال السوري وقال: أن تركيا من حقها ملاحقة المتمردين الأكراد داخل سورية في حال الضرورة حفاظا على الأمن الوطني التركي, ويعتبر أردوغان أن إنشاء مناطق عازلة في الأراضي السورية يشكل أحد الخيارات الممكنة للتصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني في سورية. يبدو التدخل التركي المتوقع والمبرر اليوم في الأزمة السورية, وربما المبرمج مع قيادات الجيش الحر, سيساهم بشكل كبير في تقوية المعارضة المسلحة ) الجيش الحر) ويقلب الموازين فيها ولكن ما يخشاه المراقبون للأزمة السورية اليوم سيناريو محتمل لتدخل عسكري إيراني في سورية بحجة حمايتها أو غير ذلك من الحجج والتبريرات التي قد تشعل حربا لا تحمد عقباها إلا إن تطورات الأحداث التي تجري على الأراضي السورية بشكل لا يدع مجالا لمثل هكذا تدخل مما ينهي المسألة ويحسمها بشكل نهائي, ويبقى اليوم عامل الوقت والتخطيط السياسي والعسكري المحكم بالنسبة للجيش الحر هو اللاعب الحقيقي والرئيسي بعدما وصلت سورية لمرحلة يعلن الثوار فيها عدم تراجعهم مهما كلفهم ذلك من ثمن .
المصدر: سوريون نت
ياسر الزعاترة
صبحي حديدي
برهان غليون
سعد محيو
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة