بسم الله الرحمن الرحيم
في سورية التغيير نعيش تغييرا في النفوس على ثلاثة أصعد أولها تغير واضح في العبادات وهذا ولله الحمد أمر مبشر ودلالة خير لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ} - الرعد 11- 

وتلك سنة من سنن الله والله لا يغير حال الناس إلى شر إلا لأن حالهم على شر ولا يغير حالهم من شر إلى خير إلا صلاح حالهم، والناس اليوم تتواصى على صيام الاثنين والخميس وتتواصى على صلاة الليل، لكن هذا التغيير يختلف باختلاف الناس في العلم بالدين وذلك يتضح باختلاف المناطق، ويلاحظ وجود عبادات بدعية أتت من قلة العلم واحتضان الصوفية لمنابع الدين غالبا وإن من الواجب علينا جميعا توعية الناس بأمور دينهم وتبصيرهم بما يحتاجون من أركان الإسلام والإيمان بأسلوب بسيط سهل يوصل المقصود للعامة من غير إطالة وتفصيل بالاستعانة بأهل العلم والفضل.
وأما ثاني تلك التغييرات هو تغيير الأخلاق فالإنسان الذي كان يسب ويشتم ويصل به لسانه للكفر - عياذا بالله - أصبح اليوم داعي خير بلسانه ولطفه  وحسن تعامله من أهله وجيرانه وما كان ذلك ليكون لولا فضل الله ثم هذه الثورة التي أحيت قلوبا ميتة.
وثالث تلك التغييرات تغيير المظاهر والأشكال فالإنسان السوري اليوم بدأ يحيي سننا ظاهرة كاللحية، وكما أن انتشار مظاهر الفسق والفجور فيه خطر كبير فإن انتظار مظاهر الدين والتدين في بشارة عظيمة، وينبغي على أهل العلم أن يتبعوا ذلك تبصيرا للناس بأمور دينهم كما ذكرنا وكل الثلاث السابقة تتكامل مع بعضها لتخرج لنا إنسانا فريدا في دينه وتعامله.
نسأل الله أن يلطف بأهلنا في الشام وينصرهم ويثبتهم ويجمع كلمتهم على الحق.