بشير
تصدير المادة
المشاهدات : 7046
شـــــارك المادة
لا شكّ أن ثورتنا المباركة هي صُنعٌ من الله ، وبعثٌ منه سبحانه لآلاف الشباب الطّامحين الذين مضوا قدماً في السيّر على طريق الثورة ، وقد أظهرت الثورة وعلى شتّى أصعدتها مستويات خيالية من النضال والإبداع والتضحية ، وأخصّ بالذّكر هنا الصعيد السلمي والمستوى الرفيع الذي ظهر من سلميّة الثورة في بدايتها وإلى الآن ، فقد أظهر الشباب النّاشط وأخصّ بالذّكر الشباب المثقّف مواهبه وفجّر طاقاته في الكثير من الإبداعات السلميّة ، وأوصل الثورة إلى العالم بأكمله ، وضحّى بحياته لعلم الجميع في العالم اننا أصحاب حق وأنّ ثورتنا هي وعاء كبير ضمّ الجميع . الركن السلمي من الثّورة كان صاحب النّصيب الأكبر من المثقفين ومن الشباب الجامعيين والحالمين بالنّهوض بالمقارنة مع الركن العسكري ، ومع بداية ظهور الركن المسلّح من الثّورة وانطلاق الانشقاقات من الجيش – على قلتها في البداية – اخذ أمر العسكرة بالنّمو سريعاً والتضخّم بشكل كبير ليصبح الركن الأساسي من الثورة ، بعدما أظهر نظام الأسد وجيشه العداء العلني لهذا الشعب وأعلنها حرباً ضروس لا تراجع فيها حتّى السقوط .
أعلن كيان الجيش الحرّ قبول التّطوع من المدنيين ، وأنه على قابلية لتلقّي الرّاغبين بحمل السّلاح وضمّهم إلى صفوفه وقد صار هذا من ضرورات النّصر وأهمّ أسبابه ، لكنّ المشكلة التي ظهرت هي تأخر النخب والمثقفين – وإلى الآن – على الإلتحاق بالجيش الحر ، وندرتهم في أغلب المناطق في سوريّة وانعدامهم في من مناطق أخرى كثيرة .
وهنا برزة مشكلة القادة وهذه المرّة القادة العسكريين ، القادة القادرين على إدارة أمور الجيش الذي يقاتل بين الشعب وضمن حاضنته ، وظهر النّقص والضّحالة في المعلومات العسكرية وفي استخدام الأسلحة عند الكثير من المتطوعين ، وانقلبت الأمور في بعض الأحيان إلى مشاكل – وهذا من البديهي طبعاً في أي عمل ثوري علاوة على العمل العسكري الذي دأب النّظام على التضييق على أصحابه بكل قوّته – هذه المشاكل أدّت إلى اقتحام أحياء بكاملها وتدميرها واعتقال أغلب القاطنين فيها ربّما ، وأخطاء هنا وأخرى هناك وكلها تعود إلى الافتقار إلى التكتيك والتخطيط نتيجة قلّة القوّاد المنشقين مقارنة مع الأعداد التي مازالت تعمل لدى النّظام من جهة ، وابتعاد الروّاد المدنيين عن الالتحاق بالعمل العسكري والتأخّر في زج المثقفين أنفسهم في هذه الباب من جهة أخرى .
اذاً المشكلة صارت ليست قلّة اعداد الراغبين بحمل السّلاح فالكلّ يعلم أنّ أعداد الأفراد الجاهزين لحمل السّلاح والقتال ضدّ هذا النظام الباغي يفوق بكثير أعداد الأسلحة الموجودة في سوريّة – وهذا هو ربّما من أسباب عدم دعم المجتمع الدولي لثورتنا بالسلاح – ، إنما المشكلة تكمن في الافتقار إلى القادة الميدانيين والمخططين العسكريين .
والحلّ برأيي هو عدم انتظار القوّاد أو بالأحرى المزيد من القوّاد وأصحاب العقول العسكريّة والتكتيكات الميدانيّة لينشقوا عن النّظام ويلتحقوا بالجيش الحر ، وإنما على أصحاب العقول والنّخب والمثقفين الإنخراط بالعمل العسكري ، وعدم الاستهانة أبداً بإمكاناتهم ، وعلى المنشقين وأصحاب الخبرات العسكريّة إقامة دورات تثقيفيّة عسكريّة تُجمع فيها المعلومات العسكرية وتدرّب فيها العقول المنفتحة على هذا الباب وتصقل فيها الأعمال القتاليّة وتُصنع فيها القادة ! ، وبخاصة بعد أن توفرت المناطق المحررّرة وازدادت لتكون إرضية خصبة لتضم أعمال ومشاريع كهذه وترقى في هذا الباب الذي هو الباب الرئيس للعبور إلى ميناء الحريّة . إذاً لنسأل النّخب دوماً : لماذا هذا الجفاء للعسكر ؟!
المصدر: جريدة عنب بلدي
الإسلام اليوم
مجاهد مأمون ديرانية
الشريف حاتم العوني
زهير سالم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة