طارق الحميد
تصدير المادة
المشاهدات : 3272
شـــــارك المادة
هناك حيرة من إحجام أنقرة عن أي ردود فعل عملية تجاه إسقاط النظام الأسدي للطائرة العسكرية التركية بالمياه الإقليمية، فالتحليلات بهذا الشأن كثيرة، فهناك من يتهم تركيا بالعجز، وهناك من يقول إن نقرة تتحدث أكثر مما تفعل، خصوصا أن كثيرا ما قال أردوغان إن للصبر حدودا.
فاليوم وبعد أن كشف الأتراك، وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام هناك، أن الأوامر بإسقاط الطائرة التركية قد صدرت من النظام الأسدي نفسه، وذلك استنادا للتسجيلات المتوفرة للسلطات التركية، فإن السؤال القديم الجديد هو: لماذا لا يوجد هناك رد تركي عملي؟ فالقوة العسكرية التركية تفوق حجم قوات طاغية دمشق، وبمراحل، بل لا مجال للمقارنة، كما أن أوراق الرد الملجم لدى أنقرة كثيرة، ومتعددة، ومنها إمكانية إنهاك نظام الأسد عبر حدود يبلغ طولها 822 كيلومترا بين البلدين، وهناك خيار إدخال سوريا كلها في عتمة من خلال قطع الكهرباء، أو السعي لعدم انتظامها، ومن شأن ذلك إرباك النظام الأسدي، وهناك خيار منع القوات الأسدية من التحرك على الحدود بحسب الاتفاقيات المبرمة، هذا عدا عن إمكانية مساعدة الثوار السوريين بشكل أكبر، وتزويدهم بأسلحة نوعية بمقدورها إحراق مائة دبابة أسدية مقابل إسقاط الطائرة التركية. كل تلك الخيارات متاحة لأنقرة، بل وأكثر، ولذا فإن الحيرة من عدم التحرك التركي للآن للرد على طاغية دمشق تعتبر مبررة.
ونقول مبررة خصوصا إذا تذكرنا التهديد التركي للأسد الأب عام 1998 بأنه في حال لم يسلم عبد الله أوجلان فإن الجيش التركي سيقوم باجتياح سوريا، وأذعن الأسد الأب وقتها لذلك، وها هو أوجلان في السجون التركية. فكيف تسكت تركيا اليوم على اعتداءات الأسد، ومنها إسقاط طائرة تركية، وحتى لو أنها انتهكت الأجواء السورية؟! فبحسب ما أعلن الأتراك، مثلا، فإن قرابة 114 حالة انتهاك جوي قد تمت لأجوائهم هذا العام سواء من قبل اليونان، أو إسرائيل، أو غيرهما، ولم يتم إسقاط أي من تلك الطائرات، ولم تكن هناك قضية من أساسه، خصوصا أن هناك قوانين دولية، وأنظمة، تحكم عملية انتهاك المجالات الجوية بين الدول، فلماذا لم ترد تركيا للآن؟
بالطبع قد يكون الرد التركي قد بدأ فعليا، ودون إعلان رسمي، خصوصا مع الإعلان عن استقبال تركيا لعدد من الضباط المنشقين، والجنود، وعائلاتهم، حيث بلغ العدد، بحسب «سي إن إن» التركية، قرابة 222، وتم الإعلان عن وصولهم إلى تركيا بشكل سريع وفوري، مما يوحي بأن بمقدور أنقرة فعل الكثير ودون أن تعلن عن ذلك، أو أن تشن حربا شاملة على الأسد.
ومن دون شك، فإن حماقة النظام الأسدي من شأنها أن تساعد أردوغان على التحرك، وبكل سهولة، تجاه الطاغية، فالحكومة التركية مثلا باشرت بإطلاع المعارضة التركية بفحوى التسجيلات المتوفرة لديها حول تورط النظام الأسدي في إسقاط المقاتلة، كما أن حكومة أنقرة باتت تقول علنا للأسد: «لا تستفز الجيش التركي»! فهل تحرك الأتراك فعليا، أم سيتحركون، حتى دون إعلان حرب لتسريع الانهيار المتوقع لطاغية دمشق؟ دعونا نرى.
المصدر : الشرق الأوسط
حسان الحموي
غسان الإمام
حسين عبد العزيز
مولاي علي الأمغاري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة