..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

متى نفهم روسيا؟

أبو طلحة الحولي

١٩ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3431

متى نفهم روسيا؟
43.jpg

شـــــارك المادة

روسيا وما أدراك ما روسيا؟
تعبد روسيا المادة، ومقابل صفقة معينة يمكنها أن تتخلى عن حلفائها، مما يعني أن مصالحها الإستراتيجية تكمن في عبوديتها للمادة. ولهذا لم تحم روسيا مصالحها الإستراتيجية عندما غزت أمريكا أفغانستان، وهي التي حاربت أفغانستان سنوات ثم خرجت مدحورة بفضل الله ثم المجاهدين الأفغان..


وتركت مصالحها مع العراق وتخلت للاحتلال الأمريكي..
ورغم مصالحها القوية مع ليبيا إلا أنها تخلت عنها عندما قبضت الثمن..
فكم ستقبض حتى تتخلى عن مصالحها في سوريا؟
ولكن هل مصالحها في سوريا كبيرة أكبر من مصالحها التي كانت مع أفغانستان والعراق وليبيا؟
لا أعتقد هذا، فالعراق بلد نفطي، وكذلك ليبيا على عكس سوريا، فأين هذه المصالح الكبرى؟
نعم إن روسيا مادية، ولكن لنعود إلى الخلف لسنوات سنجد أن هناك تاريخاً طويلاً من كراهية روسيا - المتمثل في ذلك الوقت بما كان يسمى الاتحاد السوفيتي - للمسلمين السنة تحديداً بشكل خاص، فارتكبوا الفضائع والمجازر في أفغانستان والشيشان، فقتلوا وسفكوا الدماء الطاهرة لأنها تريد الحرية، والتخلص من عبودية روسيا..
وسنجد أن أول دولة اعترفت بالكيان المحتل لفلسطين هي الاتحاد السوفيتي، فيقول غورباتشوف في كتابه إعادة البناء: الغرب يتهموننا بأنا متحيزون مع العرب ضد إسرائيل، ونحن أول دولة اعترفت بإسرائيل.
فهلا فهمنا روسيا ؟!!
وهلا فهمنا معنى كلام لافروف اليهودي عندما يصرح بخوفهم – أي الروس والغرب– من أن يحكم سوريا أهل السنة ...
لم يكن كلامه فلتات لسان بل هي الصراحة الحقيقية لما يعتقده ويؤمن به .. فليست مصالح روسيا في سوريا أكبر من العراق، ومن ليبيا، ولكنها العقيدة ...
العقيدة اليهودية التي تحمي الدولة اللقيطة المحتلة لفلسطين ..
فمنذ أن قام لينين وهو يهودي ومن معه بالثورة البلشفية ووجهوا البيان التالي إلى رؤساء مقاطعات الاتحاد اليهودي الدولي "أيها اليهود، لقد قربت ساعة انتصارنا التام، ونحن الآن عشية يوم قد تسلمنا قيادة العالم، لقد استولينا على الحكم في روسيا، لقد كان الروس سادتنا فأصبحوا عبيدنا".
"ومن بوتقة هذه الثورة البلشفية كان التخطيط العاجل لإقامة الدولة التي تلم شمل اليهود من كل بقاع الأرض .. فكانت فلسطين المركز المنظور إليه لإقامة دولة اليهود .. بجهود ومباركة الثورة البلشفية وتحالفها مع المستعمر الغربي الحاقد العميل،  بريطانيا وأمريكا".
فيقول غروميكو عام 1947م: إن علينا أن نذكر دائماً أن قضية فلسطين ليست سوى قضية اليهود. ولذا فلا مجال للبحث في هذه القضية بغير مراعاة مصالح اليهود والأخذ بعين الاعتبار قلقهم، ليس يهود فلسطين وحدهم بل اليهود في كل مكان".
وفي 1948 قال غروميكو: من الضروري انسحاب العصابات العربية المسلحة من فلسطين، وعلى الأمم المتحدة أن تنزل العقوبة الرادعة التي تعيد إلى العرب رشدهم، إن من حق اليهود أن يجدوا معاملة خاصة ورعاية كذلك.
ثم هدد باسم الإتحاد السوفياتي أنه سيستعمل القوة لصيانة الأمن وحماية الدولة اليهودية.
إن روسيا تتعامل مع الثورة السورية بهذا المنطلق العقائدي الطائفي.. والذي لا يقل في مكره عن مكر وكيد الغرب، فأمن الدولة اللقيطة كما يقول أوباما من أمن أمريكا، وأن علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل لا ترتكز فقط على المصالح المشتركة، فالتزام بلاده "تاريخي وينبع من الهوية والقيم المشتركة" وأشار أوباما إلى وجوه التشابه بين البلدين التي تجعل الرباط بينهما وطيد ومتين، فكل من "إسرائيل والولايات المتحدة ناضلا من أجل الاستقلال والحرية".
إنه افتراء على تاريخ الإنسانية، وتاريخ الحرية وتاريخ العدالة، وهذا الافتراء مرتبط بافترائهم أنهم مع الثورة في حين أنهم ضدها، فالكل يعلم أن النظام الوحشي هو حامي وحارس أمن الدولة اللقيطة، فكيف يدعمون الثورة؟
كيف يدعمون الثورة والثورة ضد عقيدتهم؟
إنهم يمنحون النظام الوحشي المهلة تلو المهلة، والتمثيلية تلو التمثيلية، والمسرحية تلو المسرحية من أجل استمراره في القضاء على الشعب السني، ومن أجل استمراره في الحكم، حيث لم يجدوا بديلاً عنه حتى الآن ..
إن الثورة السورية كشفت المؤمن من المنافق، وكشفت العدو من الصديق، وكشفت العالم كله فأزالت الغشاوة عن عيون الناس ..
إن الثورة بإذن الله منتصرة، مهما تكالب عليها الحقد اليهودي والحقد الصفوي والحقد الوحشي، وهي ماضية في طريقها، لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .. 
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا *   ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ * إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ}[محمد: 7-12].

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع