حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 3363
شـــــارك المادة
بعد سبات طويل من قبل الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس أوباما ورفضها التوجه حتى هذه اللحظة نحو العمل العسكري تجاه حل القضية السورية، والتي شكلت نقطة الضعف الرئيسية في الانتخابات القادمة فيما يتعلق بإخفاقات أوباما على مستوى السياسة الخارجية.
هذا الأمر شكل رافعة لخصم أوباما على صعيد الخطاب الانتخابي حيث اتجه رومني إلى انتقاد سياسة أوباما تجاه سوريا؛ ووصف سياسة الرئيس باراك أوباما بـ"المشلولة" تجاه سوريا، والتي سمحت للرئيس السوري بشار الأسد "بذبح 10 آلاف شخص"، داعياً إلى تسليح المعارضة السورية. ورحب رومني في بيان "بطرد دبلوماسيين سوريين من الولايات المتحدة وغيرها من الدول الشريكة"، مشدداً على ضرورة "زيادة الضغط على روسيا لوقف بيع الأسلحة إلى الحكومة السورية ووقف العوائق التي تضعها في الأمم المتحدة". وهذا حسب (يوبياي). هذا الأمر جعل إدارة أوباما بين خيارين إما الاستسلام للخطاب المعارض لاستخدام الخيار العسكري في القضية السورية ومحاولة تطوير خطاب التبرير لهذا الخيار وجعله مقبولا عند الناخب الأمريكي، أو اللجوء إلى التهيئة للانتقال إلى الخيار العسكري في حل المسألة السورية لسحب الورقة الانتخابية التي يحاول خصمه ميت رومني استغلالها خلال الأشهر الانتخابية المتبقية. وهذا ما بدى جليا في تصريحات السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس يوم الأربعاء حيث قالت" بأنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة للضغط على سوريا لحملها على إنهاء حملتها التي مضى عليها 14 شهرا على المعارضة؛ فإن دول الأعضاء في المنظمة الدولية قد لا تجد أمامها من خيار سوى التحرك خارج إطار الأمم المتحدة. وكانت رايس تتحدث للصحفيين بعد أن أدلى جان ماري جوهينو نائب الوسيط الدولي كوفي عنان أمام مجلس الأمن الدولي بتقييم متشائم عن آثارجهود عنان لوقف العنف في سوريا. وقالت رايس أن الصراع في سوريا قد ينتهي بأحد ثلاثة أشكال.
الشكل الأول: سيكون إذا قررت حكومة الرئيس بشار الأسد الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة عنان للسلام ذات النقاط الست ومنها وقف الهجمات العسكرية على المدن السورية وسحب الأسلحة الثقيلة وإعادة القوات إلى ثكناتها والحوار مع المعارضة بشأن "الانتقال السياسي." والخيار الثاني: سيكون قيام مجلس الأمن باتخاذ إجراء للضغط على دمشق لتلتزم التزاما كاملا بخطة عنان. وأضافت أنه "في غياب أي من هذين التصورين فإنه يبدو أن هناك بديلاً واحداً آخر وهو حقاً أسوأ التصورات" وقالت: إنه مما يبعث على الأسف أن ذلك فيما يبدو هو "التصور الأرجح". وأضافت "حينئذ تكون خطة عنان قد ماتت ويتحول العنف في سوريا إلى "حرب بالوكالة تأتي فيها الأسلحة من كل الأطراف". ولن يبقى بعد ذلك أمام "أعضاء هذا المجلس وأعضاء المجتمع الدولي إلا خيار دراسة ما إذا كان لديهم استعداد للتحرك خارج إطار مبادرة عنان وسلطة هذا المجلس". وفي هذا السياق فقد كشف أحد أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أن الرئيس أوباما ناقش مع شركائه بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا؛ إمكانية صدور قرار دولي تحالفي, على غرار التحالف الأميركي - الأوروبي للتدخل في كوسوفو والبوسنة خارج إطار مجلس الأمن الدولي، بسبب الفيتو الروسي - الصيني, لشن حملة جوية عسكرية ضد مفاصل النظام السوري العسكرية. وذكرت أوساط في وزارتي الدفاع الفرنسية والبريطانية أن "وحدات من الكوماندوس (قوات خاصة) في جيشي البلدين بدأت التدرب على عمليات حربية نوعية, وهذا ما يؤكد أن الحرب المقبلة على سورية لن تقتصر على العمليات الجوية وإنما ستستخدم وحدات برية تعبر الحدود من تركيا", إحدى أهم دول حلف شمال الأطلسي المرشحة لقيادة هذه العمليات ضد نظام الأسد. وأكد النائب الأوروبي ل¯"السياسة" أن طرد الدول الغربية لسفراء وديبلوماسيين سوريين يشكل "آخر خطوة قبل اللجوء إلى الخيار العسكري" ضد الأسد, كاشفاً أن هذه الدول "باشرت اتصالات حثيثة وحاسمة مع دول عربية وخليجية, في مقدمها مصر والسعودية والإمارات والمغرب وتونس وليبيا, لحضها على المشاركة القريبة جداً في تشكيل ائتلاف دولي على غرار الائتلاف الذي تشكل العام 1991 لطرد صدام حسين من الكويت". وتوقع أن تتبلور مسودة مشروع أميركي - أوروبي لعمل عسكري دولي ضد سورية, على غرار الحربين على يوغوسلافيا السابقة لدعم استقلال كوسوفو والبوسنة, خلال الاجتماع الذي يعقده سفراء دول الاتحاد الأوروبي, الثلاثاء المقبل, ثم ترفع هذه المسودة إلى قادة هذه الدول للنظر فيها قبل منتصف الشهر المقبل والموافقة عليها. وقال النائب الأوروبي أن تلويح الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند بعمل عسكري ضد نظام الأسد, بعد إعراب رئيس الأركان الأميركي مارتن ديمبسي عن استعداد بلاده للقيام بمثل هذا العمل. إن مجزرة الحولة قد حسمت العمل العسكري الدولي ضد نظام الأسد". وفي ظل التسريبات التي أفصح عنها الدكتور فيصل القاسم: نقلا عن أنصار الأسد مفادها " أن الأسد هدد عنان في لقائه الأخير معه بمعركة شاملة وحسم سريع يزلزل العالم إذا تعرضت سوريا لهجوم خارجي" . وهذا إن صح فإنه يعتبر استشعاراً جدياً من قبل الأسد وعصابته؛ بأن أوباما وشركائه ربما يتوجهون قريباً نحو الحسم العسكري للمسألة السورية، وأن أوباما أصبح يميل الآن إلى سحب هذه الورقة الانتخابية من خصمه ميت رومني قبل الانتخابات الأمريكية.
محمود الزيبق
حسان العمر
أيمن هاروش
عبد الرحمن الراشد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة